فان خال من بناء فريق إلى ضياع طريق

حسين بن علي الغافري

لا أحد يُنّكِر أنّ مانشستر يونايتد لم يَعُد ذلك الفريق المُرعب أوروبياً وذو الشخصية الفذة التي كان عليها في عهد أسطورته العالمية السير أليكس فيرجسون. الشياطين الحُمر -كما يُطّلق على الفريق من قبل محبيه- أصبح حملاً وديعاً يتلقى السقطات ويُعاني النتائج المُتخبطة، ويعيش مرحلة من غياب تواجد هوية واضحة وشكل محدد يسير عليه في لقاءاته المحلية والأوروبية منذ ذلك الوقت.

كان مانشستر يونايتد الإنجليزي بعهد السير فيرجسون مُتعارف عليه في شكله وطريقته. كذلك الفريق وقتها كان مُخّتلفاً عمّا هو عليه اليوم.. النتائج كانت قوية والبطولات حاضرة على الدوام بمنافسة شرسة، وقبلهما وهو الأهم شخصية المجموعة وطريقة الأداء الثابتة. بتواجد فيرجسون أحد عظماء التدريب في عالم المستديرة، الفريق كان من بين زعماء القارة العجوز ويُحّسب له ألف حِساب، وحتى بسقوطه لم يكن كمثل ما هو عليه اليوم.. ولكن للعمر أحكام ولابد من أن يأتي وقت ويتغير الشخص الذي يجلس في الدكة الفنية الذي كان شاغراً باسم السير لأكثر من عقدين ونصف العقد من الزمن. مباشرةً، جرب مانشستر الحظ مع مويس وخُطط له ليكون فيرجسون جديد، ولم يوفق، واستعان لفترة بأسطورته الويلزية رايان جيجز ولكنه لم يكن مستعداً فعلياً لقيادة الفريق حتى تمّ التعاقد مع الهولندي فان خال.

فعلياً، كان حضور فان خال مخططاً له للاستمرار سنوات طويلة في الدكة الفنية لليونايتد كما كانت الأهداف مرسومة بشخص ميوس.. ولكن مجدداً لا تبدو الصورة ستكون هكذا على الأقل في قادم الوقت. ما يدل على الخُطط التي ذكرناها في استمرارية فان خال لسنوات قادمة ومن ثمّ التفكير في إقالته واضحة جداً.. الفريق صرف عند التعاقد مع فان خال ما يزيد عن 200 مليون يورو نصفها ذهبت أدراج الرياح والطيّ النسيان. صفقة دي ماريا لم يكتب لفصولها النجاح وغادر اللاعب إلى باريس سان جيرمان بعد موسم لم يقدم فيه المأمول. أيضاً كانت الطريقة مُشابهة مع النمر الكولمبي فالكاو واستقدامه بعقد إعارة ومرتب شهري عالي ولم يُحقق ما حققه مع موناكو الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني وقبلهما مع بورتو البرتغالي.. وغادر. الهولنديان ممفيس ديباي وبليند، وكذلك مع الفرنسي مرسيال يمكن القول بأنّها صفقات كان متوقعاً منها الكثير وتغيير الصورة الباهتة التي يعيشها الفريق منذ رحيل أسطورته التدريبية. ونحن اليوم وإحقاقاً للحق فإننا نعيش الوقت بدل الضائع في تواجد فان خال مع اليونايتد وإقالته شبه محسومة منذ مدة.. الإدارة رفضت انتداب أيّ اسم خلال آخر فترة انتقالات وهو أمر يبرهن امتعاضها من عمل المدرب المتخبط، واقتراب مرحلة الانفصال الحتمية.

ختاماً، مانشستر بحاجة إلى انتشال حقيقي من الحالة التي يعيشها. الفريق بحاجة إلى بناء فعلي واستثمار جاد في سوق الانتقالات الصيفية. ربما الأخبار التي تربط مورينهو بالفريق مفرحة بعض الشيء لكون المدرب البرتغالي يعد من أبرز المدربين بالعالم بغض النظر عن طريقة خروجه الأخيرة من تشيلسي إلا أنّه سيخلق نقلة نوعية باليونايتد وعبّر أكثر من مرة عن أحلامه في تدريب الفريق. ومع غياب كل المُخططات التي رُسمت بيد فان خال وقبلهما مع مويس وضياع طريق الفريق وغيابه المستمر أوروبياً ومحلياً .. يبقى التساؤل في إمكانية التفكير بمورينهو كفيرجسون جديد إن تم التعاقد مع البرتغالي، أم أنّ هناك اسما آخر يدور في فلك إدارة الشياطين الحمر؟ لننتظر ما ستؤول عليه الأيام في قلعة مسرح الأحلام.

تعليق عبر الفيس بوك