جماهيرنا عادت.. بشرانا

أحمد السلماني

دورينا الذي شهد في بدايات دوراته الأولى في سبعينيات القرن الفائت حضورًا جماهيريًا كبيرا رغم عدم توفر المدرجات حينها إلا إنّه ومواكبة مع التغيير المذهل حينها في كل مساقات الحياة بالسلطنة فإنّ الرياضة في عمومها وكرة القدم في خصوصيتها لم تكن استثناء بل ومع الشغف الكبير بها والتعطّش لمشاهدة مبارياتها فإنّه ولدواعي المتعة والعيش لـ 90 دقيقة في أجواء كروية مثيرة فضلا عن الانتماء للفريق فإن ملاعبنا في حينها كانت تشهد زحفًا جماهيريًا كبيرًا ومتفاعلا فرضه قلة النقل التلفزيوني وقتها وبالتالي تضطر هذه الجماهير إلى الذهاب للملاعب لمتابعة فرقها ونجومها المحببين لديها ولقد نالت منتخباتنا الوطنية لكرة القدم جزءا كبيرًا من هذا الحب رغم أنّ البدايات كانت إلى حد ما كارثية ولكنّها كانت معقولة لأننا كنا نحبوا في كرة القدم فقبل فجر النهضة المباركة سبقت هنا في السلطنة رياضات أخرى انحسرت حاليا بفعل فاعل وأولها الاتحادات القائمة عليها في حين أثبتت الساحرة المجنونة أن حضورها قوي جدا من حيث الشغف الجماهيري وممارسيها والأندية التي تتنافس على ألقابها محليا وإقليميا وقاريا ودوليا.

ولقد مرت على ملاعبنا ومسابقاتنا المحلية سنوات عجاف من حيث الحضور الجماهيري وانحساره حتى بتنا نعد الجماهير التي تحضر خلف ناديها بعدد أصابع اليدين.. تخيلوا!! ، حتى منتخباتنا الوطنية والتي كانت جماهيرها مضرب الأمثال في التواجد خلف الأحمر وبأسلوب حضاري استثنائي نراه اليوم يمشي وحيدا ليغيب الألتراس الجميل والمنسق الذي أراحنا من صدعة القربة والمسيندو برهة من الزمن مع كل التقدير والاحترام لتاريخهما لينعكس ذلك على أداء الأحمر؛ حيث وللأمانة وفي السنوات الأخيرة لم نكن نشاهد سوى أشباح حمراء في الملعب وصدى ارتطام الكرة بأقدام اللاعبين لا لشيء سوى غياب الجمهور.. ولكن.. يبدو أننا وفي هذا الموسم تحديدًا فإننا نشهد عودة كبيرة قياسًا بالمواسم الماضية للجماهير العمانية خلف أنديتها لدواعي عدة أهمها على الإطلاق هو الحضور الجماهيري الرائع في الموسمين الأخيرين لنادي صحار ، حيث ان جماهير التماسيح هي من استفزت جماهر الأندية الأخرى وشجعتها للوقوف خلف فرقها وبالتالي شخصيًا أرى أنّ متعة دورينا وإثارته بدأت من صحار لتشمل غالبية مناطق السلطنة حتى إنني ذهلت من الزحف الجماهيري الرائع في مباراة السيب والرستاق يوم أمس الأول بملعب الرستاق حتى أن جماهير الأخير ولأول مرة نشهد حضورها الإيجابي من حيث التشجيع وتحفيز اللاعبين فضلا عن الطرق المبتكرة في التشجيع بعد أن كان حضورها سلبيًا سابقًا فقط تكتفي بالمتابعة الصامتة أو التندّر من قرارات الحكم أو تثبيط لاعبي الفريق الخصم بالصراخ والعبارات النابية للأسف وبالتالي نتمنى استمرارية هذا التحول كما ولا يفوتني الإشادة بجماهير الامبراطور السيباوي وحضورها الرائع يومها.

كما وأنّ للتحفيز المقدم من قبل اتحاد الكرة دورًا في عودة الجماهير للملاعب نتمنى مضاعفته وأن يتجه فعلا إلى الجماهير والروابط التي ستستفيد من الجائزة في الصرف على متطلباتها ويحفزها نحو المزيد من الحضور وألا تمنح للنادي فهذا يعني وأد الحافز والسبب الذي من أجله منحت هذه الجائزة.

هناك أيضًا الحضور الإعلامي المرئي والمسموع وغياب المقروء إلى حد ما حيث إنّ النقل التلفزيوني وبرامجه وطرق العرض المبتكرة والجديدة فضلا عن الأجواء المناخية الرائعة كلها حفزت الجماهير للحضور إلى الملاعب كما إن المغالاة الكبيرة في أسعار الاشتراك بالقنوات الفضائية التلفزيونية الناقلة لمباريات كرة القدم وخاصة قنوات bein sport دفعت الكثيرين إلى أن يملي شغفه بالساحرة المجنونة بالذهاب للملاعب والوقوف خلف النادي أو الفريق الذي يشجعه.

"الرؤية" وفي قادم الأيام ستنظم ندوة خاصة لدعم "عودة الجماهير" في إطار سلسلة ندواتها بالقسم الرياضي كما وقبل الختام أرسل همسة خاصة جدًا لجماهير التماسيح" كنتم ولا زلتم قدوة جماهير السلطنة وأول من أعاد لكرة القدم العمانية بهاءها فبالله إيّاكم وأن ينخر التعصب لحمتكم وينسيكم أنّ كرة القدم فوز وخسارة وأنّ فريقكم لا زال هو الممتع فلا تحرمونا جمالية أدائه بتصرفات فرديّة غير مسؤولة".

تعليق عبر الفيس بوك