يوم رياضي مفتوح

أحمد السلماني

يشرق يوم جديد إثر أفول ليل يوم سابق، والمتفائلون بل المجدون والذين يعرفون معنى أن تعيش بتفاؤل؛ وحدهم من تراهم يرفعون كؤوس النصر ويتقلدون ميداليات الذهب والفضة والبرونز.. وحدهم فقط من يرفع دائمًا علامة النصر حتى وإن خسر مرة؛ فهذه بالنسبة له مطيّة لإعادة الكرّة واستدراك الخطأ لينجح وسينجح.. كفانا تشاؤمًا، ولننظر لمستقبل الرياضة العمانية بشيء من التفاؤل؛ فقط كل ما نحتاجه هو خلع عباءة التنظير والجداول والمؤشرات والأرقام والتعاطي مع الرياضة كهواية وبوابة سريعة للشهرة والمجد، وسنصل؛ واليوم سأبحر معكم في يوم رياضي من إشراقته وحتى سكون ليله.

الفجر، وحسب مصادر موثوقة فكل ما يتم تداوله بوسائل الإعلام المختلفة فيما يخص المدرب القادم لمنتخبنا إنّما هي اجتهادات ومانشيتات، فاللجنة مازالت عاكفة على دراسة الأسماء المطروحة على طاولتها تمهيدًا لرفعها لمجلس إدارة اتحاد الكرة، وفق المعايير الموضوعة، وأيضًا تلك التي خرجت بها الحلقة النقاشية بجريدة الرؤية، وأنا أقول ومن وجهة نظر شخصيّة أن كل مدرب عرض نفسه أو عن طريق وكيله رغم أنّ هذا هو المتعارف عليه إنّما هو مستهتر وغير جاد، ولا يدرك الوضع الحقيقي لكرة القدم العمانية بشموليتها، وأنّ المدرب الذي يسعى اتحاد الكرة وراءه للتوقيع معه هو الشخصية التي تدرك أنّها مقبلة على مغامرة حقيقية وهذا سينجح بإذن الله.

الشروق، رغم أنّها لفترة محدودة ولكن لعب مباريات دورينا (المحترف)!! بملاعب تفتقر لأدنى مقومات البنية الأساسية تعني ضرورة إعادة النظر فيه فقد كان الهدف الرقي بالكرة العمانية ومنظومتها وتطوير الثقافة الفنيّة والإدارية وتطوير المستوى الفنّي لها ولكن الصقر بلا جناحين لن يطير وبجناحين منتوفي الريش أيضا لن يطير ونصف البطاقة الآسيوية بهكذا وضعية لا نستحقها حقيقة؛ بمعنى آخر لما لا نعتبر من قرار الاتحاد الآسيوي ومعاييره الجديدة في مراجعة شاملة لمنظومة كرة القدم من القاعدة لقمة الهرم؟ فقد هرمنا ولا زال ملعب حارتنا ترابي، وفوق ذلك فهو مهدد باستقطاع أجزاء منه لأراضٍ سكنيّة ولا زال ملفه يراوح مكانه على الرغم من مضي 12 عامًا على قضيته.

الضحى، غريب أمر نادي الرستاق يفوز بسهولة خارج قواعده ويعاني في ملعبه ويتلقى هزائم غير متوقعة، ورغم وعود مجلس إدارته بدراسة القضيّة ولكن العقدة مستمرة، وربك كان لطيفا بالعنابي الذي سيلعب مواجهته الأولى بالكأس خارج قواعده، من اليوم أؤكد صعوده للدور التالي في هذه البطولة الغالية وكل شيء أمره إلى الله جل في علاه.

الظهر، تفاعل اتحاد القوى وبسرعة مع قضيّة العداء سامي السعيدي أمر محمود ولكن مع كل تلك الهالة الإعلاميّة التي صاحبت إنجاز العداء لا زلنا ننظر إلى الأمور من زاوية العاطفة ولكنّ حالته وآخرين تستدعي البحث والتحري وتقليب كل الأوراق والملفات قديمها والجديد منها وقبل كل ذلك نحتاج إلى رؤية جديدة في كل اتحادات الألعاب عنوانها "صناعة الأبطال" والاهتمام بالألعاب الفردية أكثر نجاعة وطريق سهلة للوصول لمنصات التتويج.

العصر، مؤسف جدًا ما يحدث لكرة القدم الكويتية وإلى المآل الذي صارت إليه، توقيف دولي، واستقطابات ودوري عقيم تتصدرعناوينه الأحداث المؤسفة بعد أن تولى أمرها وفي كل مفاصلها من لا يحب أو يحترم تاريخ كرة القدم الكويتية؛ والتي وفي يوم ما من الزمن الجميل داعبت كأس العالم فهل من معتبر ومتعظ وحكيم يعيد لها هدوءها وجماليتها.

المغرب، ريال مدريد، يمرض لكنّه لا يموت وانتصاراته الأخيرة محليًا وقاريا تنبئ بعودته ولكن أكثر ما يعانيه الملكي هو أنّ الكرة الأسبانية بل العالمية تعيش حاليًا في "زمن برشلونة" الجميل والمبهر وأن المعادلة ومنذ أكثر من عقد لا تتزن إلا بالأساس والأس الكتالوني وكرة القدم الجميلة في العالم بأسره تتحدث بلغة"كاتالونيا".

العشاء، سأخلد للنوم وإن كان هناك من حلم سيداعب مخيلتي فليكن حضور منتخبنا في روسيا 2018 بكأس العالم و2019 في النهائيات الآسيوية بأبوظبي وأبطال عمان على منصات التتويج يتقلدون الذهب والفضة والبرونز وفي كل حالة فإنّ عزف نشيد السلام السلطاني العماني، والترنّم به في هذه المحافل هو أجمل حلم وتصبحون على خير.

تعليق عبر الفيس بوك