اللقاءات القادمة.. "الخطأ ممنوع"

حسين الغافري

قدَّم منتخبنا الوطني على ستاد مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر واحدة من المباريات الجميلة في الأداء على الرغم من التعادل الإيجابي (السلبي)؛ بهدف في كل شبكة أمام المنتخب الإيراني، ضمن التصفيات المزدوجة لكل من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا في أبوظبي 2019م. صحيح أنَّ الأمنيات كانت أكبر من ذلك، والهدف الأهم كان قبل الأداء الجيد هو "التفوق بنتيجة اللقاء" والفوز بالثلاث نقاط كاملةً، ولكن الآن فالأمر أصبح من الماضي والدعوات لا تفيد بعد أن ضاع طُموح الفوز على ملعبنا، ولكن لا يزال حُلم التأهل يبدو متاحاً وفي أرضية الملعب، وهو ما يتطلَّب عدم التفريط بأيٍّ من النقاط القادمة، فاللقاءات الحاسمة قادمة، وتستوجب الظفر باثنتي عشرة نقطة متبقية في الميدان حتى نترجم الطموح الوطني ونتصدر المجموعة بغض النظر عن باقي اللقاءات فيما يحصل بين بعضها، وبغض النظر عن تعليق حساباتنا بنتائج الآخرين.

البداية قريبة وستكون بتجاوز المنتخب الهندي على أرضنا مجدداً والفوز عليه مرةً أخرى بعد التفوق في أول مبارياتنا عليهم في الهند بهدفين لهدف، ولكن هذه المرة المطلب تحقيق الكم الأكبر من الأهداف دون التقليل من مستوى المنتخب الهندي المتطور، وهنا تبدو الأمور مهمة تهديفياً وترجمة الفرص خصوصا بعد عُقم تهديفي واضح ورعونة كبيرة واجهناها في المباريات الثلاث الماضية تستوجب أن يتجاوزها المدير الفني الفرنسي بول لوجوين. التهديف ومشكلة ترجمة الفرص المحققة كانت آفة كبيرة حرمتنا من النقاط الثلاث مرتين آخرها أمام المنتخب الإيراني وبالتحديد في شوط المباراة الأول وقبلها في جزيرة جوام؛ مما أضر بوضعنا في المجموعة من خلال خسارة أربع نقاط كانت ستضعنا في موقف مريح للغاية، ومسألة التأهل ستكون شبه محسومة كأضعف الإيمان، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

عقم الأهداف سببه أنها لا تحضر إلا بصعوبة بالغة على الرغم من الوصول المستمر لمرمى الخصم، وهو ما يجب أن نعي خطورته من جميع الجوانب بالجزء الثاني من اللقاءات. الأهداف والتقدم بالنتيجة أمور كلها ستزيد من ثقة اللاعبين بأنفسهم، وستضيف بُعدا آخر للانضباط في داخل الملعب، وستكون بمثابة ثقل كبير إيجابي للمنافسة على صدارة المجموعة. ونحن بدورنا كمتابعين ننتظر انضباطا هجوميا وحل لمشكلة التهديف ابتداءً من لقاء الهند بعد أيام وحصد النقاط الثلاث للوصول إلى النقطة الحادية عشرة قبل السفر إلى تركمنستان في شهر نوفمبر المقبل.

لقاء الهند والخروج بكم من الأهداف يعني أنَّ طريق التأهل مربوط بما سيتم حسمه في طهران، فمباراة 29 مارس المقبل على الأراضي الإيرانية ستكون مفترق طُرق في مشوار عبور منتخبنا إلى نهائيات آسيا والأدوار المتقدمة من تصفيات التأهل إلى نهائيات روسيا 2018، إلا إذا حدثت معجزة وسقط المنتخب الإيراني أمام جوام والهند وتركمنستان، وهو ما يبدو أمرا مستبعدا؛ كون المنتخب الإيراني يمثل قوة آسيويًّا لما يملكه من إمكانيات ولاعبين على مستوى عالٍ إضافة إلى خبرة واسعة يتمتع بها على مستوى القارة.

إجمالاً، هي دعوة للتفاؤل؛ فهو مطلوب، ويجب أن يتواصل الحضور الجماهير الجيد باللقاء القادم لبث الثقة في اللاعبين وقبلهما الإعداد الجيد مهم للغاية؛ فالبطولة المحلية انطلقت وهو أمر سيكون عاملا مساعدا من أجل التحضير للقاء تركمنستان في شهر نوفمبر ومتابعة جل اللاعبين المحليين من أجل الوصول إلى فريق مكتمل وحاضر ذهنيًّا وبدنيًّا يمكن أن يحقق الأهداف المرجوة وطموحاتنا في التأهل.

تعليق عبر الفيس بوك