4 مشاركات عمانية منوعة في العدد الخامس من كتاب "الشاعر" بدمشق

دمشق - العُمانيَّة

صَدَر العددُ الخامس من كتاب الشاعر، عن دار أمل الجديدة بدمشق، وهو كتاب ثقافي فصلي، أسسه ويشرف عليه الشاعر التونسي نصر سامي، وصدرت الأعداد الأربعة السابقة عن دار الثقافية للنشر بتونس، وصدر العدد الأول من الكتاب في شتاء 2013.

وتتنوَّع محتويات كتاب الشاعر بين نصوص أدبية متنوعة الأشكال والأجناس الأدبية، وملف ضيف العدد حيث تم اختيار مجموعة من النصوص الشعرية للشاعر السوري صقر عليشي، وتحقيق عن الشعر السوري حمل عنوان (الشعر السوري الجديد بين قذيفتين ووطن مهدور) من إعداد خليل صويلح. أما في قسم الترجمة، فنقرأ لخطاب الشاعر جوزيف برودسكي (الحائز على نوبل 1987) الذي ألقاه في معرض الكتاب في مدينة تورينوالإيطالية عام 1982م.وفي قسم الوثيقة نقرأ حوارا مترجما مع بول أوستر وعنوان الحوار "كثير من الكتب في داخلي"، وضم القسم الأخير من الكتاب -وهو قسم الدراسات- ست عشرة دراسة لنقاد من العالم العاربي.

وشارك في كتاب الشاعر العدد الخامس أربعة كُتَّاب من السلطنة،ففي قسم النصوص نقرأ لكل من الشاعر العماني محمد قراطاس مجموعة نصوص شعرية بعنوان "قصائد من عمان"؛ حيث نجد أنَّ هذه القصائد تنقسم إلى ثلاثة عناوين رئيسة؛ هي: "ماء ثان لذاكرة جديدة" و"إحدى وعشرون غيمة نثرية للخريف" و"جدلية الروح والمرافئ". وجاء تحت "ماء ثان لذاكرة جديدة" عدة عناوين فرعية هي "سجين" "وطني العزيز" "وطني البعيد" "وطني الفقيد".

ونقرأ للشاعرة إشراق النهدية؛ حيث حملت مساهمتها عنوانا رئيسًا هو "القوامة ونصوص أخرى"؛ فبجانب نص القوامة نقرأ نصي؛ الأحمر، الشاهد.أما الكاتبة والقاصة العمانية ليلى البلوشية فقدت نصًا قصصيا بعنوان (آكلو الولائم).

وفي قسم الدراسات، يقدم الناقد العماني جاسم بن جميل الطارشي دراسة عنوانها (صورة الشاعر في مرايا قصيدته: دراسة في شعر محمود درويش. يدرس الطارشي صورتين لوظيفة الشاعر ودوره. حيث تبرز الصورة الأولى من خلال الوظيفة الأيديولوجية التي يقوم بها الشاعر حين يصير صوت الجماعة ولسانها الناطق باسمها ملتزمًا بتقديم همومها وتحقيق أهدافها، معبرًا عن قضيتها ومشروعها النضالي المتمثل في مقاومة المحتل وتحقيق حلم الاستقلال. عندها يكون الشاعر وشعره أداة القضية وسلاحها ثورتها الموجه نحو المحتل الغاصب، حيث يدور الشاعر في مركز المقاومة وقضيته باعتبارها كفاح جماعة معينة ضد عدو كما هو الحال مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين.

أما الصورة الثانية، فتمثلت في الوظيفة الفنية والإنسانية، يضطلع من خلالها بدوره الجوهري في مقاومة تحجر الشعر وموته؛ وذلك بتجديد آفاقه وكشوفاته اللغوية فكما يقول درويش نفسه: "فعلى الشاعر أنْ لا يتوقف عن تطوير أدواته الشعرية، وأنْ لا يكرر ما قاله مئات المرات لئلا تصاب اللغة الشعرية بالإرهاق والشيخوخة والنمطية. وتقع في الشرك المنصوب لها: أن تتحجر في القول الواحد المعاد المكرر".

وصدر لجاسم بن جميل الطارشي ضمن مشروع مبادرة المنتدى الأدبي لدعم الكتاب العماني كتاب نقدي عن تجربة محمود درويش حمل عنوان (المنزع النقدي في شعر محمود درويش).

وينتصر الكتاب "للجودة لا للنوع، يهتم بالتقنية ولا يحب برودتها القاسية وقيودها المتعالية. ينتصر للعميق ولكن أيضا للّعين والمنسي والمرفوض. ولا يحب النظرة الأخلاقوية للإبداع بل يتحرك خارجها حيث التفلسف والتفكير والحيرة والقلق والمعارف العاصية والزيغ والقطائع". وينفتح الكتاب على كلّ "نص رؤيوي إشكالي عصي صعب، كما نرحب بالنصوص غير القلقة في نوعها حرة كانت أو نثرية أو غيرها ونطمح إلى نشر الدراسات النقدية ونرحب بالنصوص التي تتعمق ظواهر الإبداع تحليلا أو تأصيلا أو تأسيسا أو بيانات".

تعليق عبر الفيس بوك