أشجار القرم في صور ..بيئة ولكن !

يوسف علي البلوشي

yousuf@alroya.info

تبرز أشجار القرم الخضراء المزدهرة على مياه البحر واحة كثيفة لها مدلولاتها وأهميتها وجميعنا يؤمن بذلك ويسلم بضرورة وجودها لأسباب صحية وأيضًا بيئية .

وتتوزع بداية أشجار القرم منذ أن وجدت أهمية لدى وزارة البيئة والشؤون المناخية وأيضًا لدى جهات الاختصاص المختلفة لتكون أحد أهم العوامل البيئية حيث تعد واحدة من الأشجار القليلة التي تعيش وتنمو في المياه المالحة، وتزدهر نمواً في الخلجان كما هو الحال في الخيران ومنطقة القرم بمسقط، وتعتبر محمية القرم بالخيران إحدى أكبر محميات أشجار القرم في المنطقة.

وتوفر أشجار القرم الكثيفة بيئة ملائمة لتكاثر القشريات والأسماك الساحلية، كما توّفر بيئة ملائمة لحياة الطيور في المنطقة. وتشير الدراسات إلى أن هناك 20 غابة من غابات القرم لا زالت تنمو على سواحل السلطنة المختلفة.

ومع ما يصاحب استزراع هذه الأشجار من جهود كبيرة إلا أنه تبرز مشكلة كبيرة، تشهد عليها ولاية صور، حيث صارت أشجار القرم التي زرعت في عدد من الخيران المتاخمة للمنازل والمناطق التي تحتوي على كثافة سكانية عالية، والتي امتدت وصارت عالية فوق قمم البيوت، مرتعاً للأوبئة والأمراض ومسكناً للجرذان والقوارض وأيضا موقعاً لموت بعضها وسرعان ما تضج المنطقة بالروائح الكريهة التي تدوم لفترات طويلة وتحول دون وصول عمال النظافة إليها كونها بين أحراش أشجار القرم.

من هنا يتبين أن أشجار القرم التي تمت زراعتها لم تحقق الغرض الذي زرعت من أجله، بل أصبحت تؤدي دوراً مغايراً تماماً وضاق السكان في تلك المنازل من الروائح وغزو القوارض لمنازلهم وسكناهم وتثير العبث في محتويات المنازل بل أصبحت تشكل خطرًا محدقًا بصحة السكان وسلامة الأغذية.

ورغم جهود الأهالي في التصدي لهذا الغزو إلا أن تراكم وكثافة أشجار القرم جعل التصدي لهذه القوارض أمرا مستحيلا، إلى أن تراكمت أيضا النفايات التي ترمى وحولت المكان الذي إلى منظر مشوه بدلاً من أن يكون واحداً من المكونات الجمالية للمدينة، وغيرت شكل الخور القديم الذي كان يعتبر أحد أهم معالم صور ولكن بفعل أشجار القرم التي لم تجد الاهتمام والتنظيف والتقليم وعمل الحواجز تحول إلى مكان ينبذه السكان والأهالي بل وأصبح لا يطاق بسبب تلك التراكمات والنفايات وحركة القوارض أمام مرأى أعينهم.

ومع محاولة الكثير منهم مناشدة جهات الأختصاص دون فائدة، ينبغي على المختصين بالولاية القيام بالمتابعة وتسوير حدود الأشجار وتقيلمها وتنظيفها بل وعليهم وضع حد معين لها وإن شكلت مصدر إزعاج لأهالي الولاية عليهم إزالتها وتحويلها لمواقع أخرى تكون فيها الفوائد أوسع وأشمل.

تعليق عبر الفيس بوك