"الشورى".. أمانة الانتخاب ومسؤولية الطرح

علي بن بدر البوسعيدي

أسابيع قليلة تفصلنا عن انتخابات مجلس الشورى للفترة الثامنة، والتي تأتي مواصلةلمسيرة السلطنةفي طريق الديمقراطيّة والعمل الشوري، وممارسة الاستحقاق الانتخابي بهدف إشراك المواطن في صنع القرار الوطني والإدلاء برأيه في ما يهم مصلحة الوطن.

وبالطبع يفرض هذا الواجبالديمقراطي على الناخب والمترشّح حقوقًا وواجبات، ويلقي على عاتقهما بأمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة تتعلق بمستقبل الوطن ومعركة التنمية..

ويستدعي هذا السباق الشوري مراعاة الأمانة من كلا الطرفين، فعلى الناخب أن يدلي بصوته بأمانة وأن يسعى جاهدًا لاختيار القوي الأمين، وأن يبني اختياره وخياره الديمقراطي وفق صوت العقل والموضوعية بنبذ العصبيّة والجهوية والحسابات المناطقيةالضيّقة التي تؤخر المجتمعات سنين عدة.. والأمر نفسه ينطبق على المترشّح إذ يجب أن يتحلى بالصدق في الطرح والممارسة، وأن يلتزم بوعوده الانتخابية التي قطعها على ناخبيه، وألا يدخر جهدًا في إيصال صوت دائرته الجغرافية إلى قبة البرلمان..

نطمح هذه المرة في أن نرى وجوهًا جديدة، تضخ الدماء الحارة والمتجددة في شرايين المسيرة الديمقراطية، يدفعها الحماس وحب الوطن للقيام بواجبها والاستعداد للمستقبل عبر كسب مزيد من الخبرة البرلمانيّة، ونتمنى أيضًا أن نرى عقولا وطرحًا جديدًا يواكب روح العصر ومتطلباته؛ حتى تستشرف عمان غدها وفق رؤى حديثة تدفعها للمضي قدمًا في مسيرة التنمية القاصدة..

أيضًا يستوجب هذا الحدثأن تضطلع وسائل الإعلامبمختلف أنماطه -المقروءة والمسموعة والمشاهدة- بمسؤوليتها الوطنية، والإسهام بدور مقدر في هذا المشروع الوطني الكبير؛ من خلال بث الرسائل التوعوية والتثقيفية بعملية الاقتراع والتصويت، وحثالمواطن على ممارسة حقه الانتخابي والإدلاء بصوته حتى يساهم مع غيره في التحلي بروح المواطنة وليضع بصمته الهادفة لبناء الوطن وصنع مستقبله.

إن تجربة الشورى في عمان ناجحة والحمد لله وتتسق مع مراحل النهضة وقيم المجتمع ومبادئه، وتتطلع دوما لبناء الإنسان الواعي بحقوقه وواجباته عبر توخي الحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة إلى الأمور.

 

تعليق عبر الفيس بوك