د. مجدي العفيفي
(1)
ها هم الإرهابيون الصهاينة -أبناء وأحفاد هرتزل- كُتّاب جريدتهم "معاريف" وأذناب الإعلام الإسرائيلي المزيّف، يهاجمون الأزهر الشريف لأن الأزهر قال كلمة الحق: "إسرائيل ذئب مسعور.. تقتل الأطفال وتشرب دماء الأبرياء!"
فليُجيبوا: أين كان صراخهم عندما كانت طائراتهم تمزّق أجساد الأبرياء في غزة؟! أين كانت دموعهم المزيّفة عندما حوّلوا المستشفيات إلى مقابر؟!
(2)
يا من تدّعون أنفسكم «خبراء»! هل تعرفون من هو شيخ الأزهر الإمام الأكبر؟
إنه سيف الحق الذي لا ينثني، لسان يزلزل الأرض تحت أقدامكم، قلم يفضح جرائمكم في سطور، سيف يجعله في مقدّمة المجاهدين!
إذا كان الأزهر وصفكم بـ«الذئب المسعور»، فاعلموا أنكم في الحقيقة جرذان تختبئون خلف الدبابات، وتقتلون بالليل، ثم تتباكون بالنهار!
(3)
أنتم آخر من يملك شرعية الاعتراض أو حتى التعليق على كلمات تُقال من منبر النور، منبر الحق، منبر من لم يتلوّث بدم الأطفال، ولم يُروّج للمذابح الجماعية على أنها "دفاع مشروع".
سَوّقتم كعادتكم الكذبة الكبرى: «مصر أجبرت الأزهر على الصمت»! وتهذون بأن الدولة المصرية أجبرت الأزهر على حذف البيان (!!)... نقول لكم: كذبتم!
الأزهر لم يسكت، بل اختار أن يُحارب بالحكمة، وأن يُقدّم دماء الأبرياء على صراخ الغضب.
أما أنتم... فاخترتم الإبادة، ولن تنجوا من لعنة التاريخ! الأزهر لا يخاف، والأزهر لا يُسكت، وإذا حذف بيانًا، فهو لم يحذف المبدأ، وإذا راعى سياقًا سياسيًّا، فهو لم يتنازل عن شرف الموقف.
ولتعلموا جيدًا أيها الإرهابيون الصهاينة: أن حذف بيان لا يعني محو العقيدة!!
(4)
يا من تدّعون أنفسكم «خبراء»... خاصّة الإرهابي العقيد «إلعاد» وأمثاله، ذلك الكائن البشري الذي شنّ هجومًا مثيرًا للسخرية، دالًّا على الجهل المطبق: لماذا يخاف الكيان الصهيوني من الأزهر؟ لأن الأزهر ليس مجرد جامعة... إنه قلب الأمة النابض، وضميرها الحي الذي لا يموت!
لأن كلمات الأزهر ليست حبرًا على ورق، بل نار تحرق أكاذيبكم، وتُذكّر العالم أن فلسطين ستتحرر!
أنتم ترتجفون لأن شيخًا جليلًا، يضع العمامة على رأسه لا الخوذة، قال كلمة صدق.
أنتم ترتعبون من مؤسسة لا تملك جيشًا، لكن لها ضميرًا لا يُقهر.
تخافون من الأزهر لأنه لا يُباع، ولا يُشترى، ولا يبدّل فتاواه على نغمة الدولار.
أنتم تدركون -وتقولونها بوضوح- أن: الأزهر أقوى من وزارتكم للخارجية.. فكلمة واحدة من شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب... تُحرّك شعبًا وتزعزع كيانًا.
الفتوى التي تخرج من القاهرة، تصل إلى وجدان المسلمين في العالمين...
وهذا هو رعبكم الحقيقي: أن الكلمة الصادقة ما زالت تملك سلاحًا أقوى من طائراتكم ومدافعكم.
(5)
إلى العدو الصهيوني: لا تنشغلوا كثيرًا بموقف الأزهر منكم، فأنتم لستم سوى نموذج مكرّر من الغزاة.
لكن ما عليكم أن تفهموه جيدًا هو أن: كلما زاد سُعاركم ضد الأزهر، زادت قداسته في عيون الأمة، وأنكم كلما هاجمتم الإمام أحمد الطيب، أثبتم أن كلمته أوجعتكم أكثر من ألف صاروخ.
(6)
إن هذا الهجوم الإعلامي الأرعن لا ينال من هيبة المؤسسة، بل يُثبت خوف المعتدي من صوتها.
إن الأزهر الشريف لن يكون أبدًا ناطقًا باسم الحياد في وجه الإبادة.
رسالة للأمة:
حين يخاف العدو من بيان، ويُخصّص له أعمدة تحليل، ويهاجم شيخًا لم يحمل سلاحًا... فاعلموا أن الكلمة الحرة لا تزال تُرعبهم...
وأن الأزهر، رغم الضغوط، لا يزال آخر الحصون التي لم تسقط.
(7)
هذه رصاصة في جبهة كل صهيوني! إلى كل من يدافع عن الكيان الغاصب... إلى كل من يتجرأ على الأزهر... إلى كل من يظن أن صمت الحكماء ضعف... اعلموا أن الأمة قادمة... وإن طال الليل! واعلموا أن كلمة الأزهر ستظل تُقرع طبول الحرية، حتى يسقط آخر جندي صهيوني على تراب فلسطين!
(8)
أيها الأزهر العظيم، حضارةً وحاضرًا... وتاريخًا وثورة... سر على بركة الله، فمن قال كلمة حق في وجه محتلّ جائر، فقد أدّى الأمانة.
ويا أهل غزة: لا تُرهقكم التفاصيل، فكل بيت في مصر، وفي الأمة، سمع النداء.
والبيان وُلد خالدًا، ومكانه الحقيقي في الضمير، لا في "السيرفرات".
الكلمة طلقة...! الوعي سلاح...!
(9)
الأزهر ليس فقط منبر علم، هو نبض الأمة وقت الأزمات.
كلما يظن الناس أن الأزهر سكت أو انكمش، يخرج بهذا النوع من البيانات الذي يُرجّ الوعي العام... كما كان أيام حملة نابليون، وثورة 1919، وعدوان 1956.
الأزهر دائمًا في الخلفية، وفقط يتكلم حين يكون للكلمة معنى يفوق السياسة.
وكونه يُصدر "نداء وبراءة" بهذا الثقل، فهذا ليس مجرد دفاع عن غزة...
إنه استدعاء لذاكرة الأمة.
يعني ما عاد هناك عذر للصامتين. الأزهر لا يُقاس بتاريخه فقط، بل بقدرته على التجدد حين تظن الأمة أن كل شيء قد خمد. هو الحبر والدم، هو العمامة التي وقفت في وجه المدافع، والمحراب الذي صدح في وجه الطغاة.
هو المؤسسة التي كلما أُريد لها أن تصمت، نطقت بما يشبه الزلزال،
هو ليس واجهة دينية رسمية فقط، بل ضمير أمة حين يصمت الجميع.
(10)
في لحظات الوهن، حين يصبح الخطاب الديني مائعًا، وتُفرّغ الكلمات من جوهرها، يخرج الأزهر بهذا البيان: "نداء وبراءة"... عبارة تهزّ الوجدان، وتحاكم العالم، وتقول للمجرم: قد سُجّلت في دفتر العار.
وليس جديدًا على الأزهر أن يقود ضمير هذه الأمة.
من مقاومة الحملة الفرنسية، إلى ثورات التحرر، إلى مقارعة الاحتلال في كل شكل من أشكاله كان دائمًا في الصفوف الأولى. واليوم، وقد بلغ الإجرام في غزة مبلغًا لا يُطاق، كان لا بد أن تعود كلمة الأزهر، لا لتُدين فحسب، بل لتتبرّأ.
وهذه ليست مجرد فتوى، بل خريطة طريق أخلاقية وروحية وسياسية.
فيا من تقرؤون هذا البيان: اعلموا أن الأزهر قد فعل ما هو أكبر من الكلمات: أعاد للحق لغته، وللأمة بوصلتها.
ومن لا يعي وزن هذا الوقوف، لم يعرف تاريخ هذه المؤسسة،
ولا حجم الخطر حين تصمت المرجعيات الكبرى.
|
|