تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(قَوَانِيْنُ الْوَالِي سُلَيْمَان عَلَى أَهْلِ ظَفَارِ).. قَدْ سَنَّ الْوَالِي إِبَّانَ فَتْحِهِ ظَفَارِ قَوَانِيْنَ أَلْزَمَ أَهْلَ ظَفَارِ إِيَّاهَا؛ مِنْهَا: أَنَّ جَمِيْعَ مَا يَحْتَاجُهُ الْحِصْنُ مِنَ الْحَطَبِ لِلْوَقِيْدِ عَلَيْهِمْ، وَمِنْهَا أَنَّ جَمِيْعَ مَا تَحْتَاجُهُ خَيْلُ الْحُكُوْمَةِ وَإِبِلِهَا مِنَ الْعَلَفِ عَلَيْهِمْ، وَمِنْهَا أَنَّ بِنَاءَ الْحِصْنِ عَلَيِهِمْ أَيْضًا، وَمِنْهَا أَنَّ الذَّنْبَ أَدَبُهُ لِلْحُكُوْمَةِ غَرَامَةٌ حَيَوَانِيَّةٌ يَدْفَعُهَا لِلْقَائِمِ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ مِنْ عِشْرِينَ بَقَرَةً إِلَى خَمْسِ بَقَرَاتٍ. وَقَانُوْنٌ بِهَذَا الذَّنْبِ مَرْسُوْمٌ إِلَى الْقَائِمِ بِالْحِصْنِ. وَقَدْ أَزَالَ السُّلْطَانُ بَعْضَهَا حَالَ وُصُوْلِهِ، وَهِيَ أُجْرَةُ الْعَمَلِ فِي الْحِصْنِ. فَإِنَّهُ أَمَرَ لِكُلِّ عَامِلٍ رُوْبِيَّةً أَجْرَةَ يَوْمِهِ. وَلِلْوَالِي قَوَانِيْنُ فِيْهِمْ غَيْرُ مَا ذَكَرْنَا)].
قوانين الوالي سليمان
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(قَوَانِيْنُ الْوَالِي سُلَيْمَان عَلَى أَهْلِ ظَفَارِ.. قَدْ سَنَّ الْوَالِي إِبَّانَ فَتْحِهِ ظَفَارِ قَوَانِيْنَ أَلْزَمَ أَهْلَ ظَفَارِ إِيَّاهَا)].
[قَوَانِيْن] جمعٌ والمفرد (قانون)، لفظة يونانية قديمة(01). ومعناها في سياق الكلام (المذهب أو الطريقة). ونقرأ شاهدها في قول أبو حاتم الليثيّ الرازيّ:(إِذَا كَانَ هَذَا الْحَقُّ الَّذِي اِنْدَفَنَ وَاِنْكَتَمَ، هُوَ النَّظَرُ فِي أُصُولِ هَؤُلَاءِ الضُّلَّالِ الَّذِيْنَ تَشَبَّهُوا بِالْفَلَاسِفَةِ الْمُحِقِّيْن.. فَإِنَّ تِلْكَ الظَّاهِرَةَ مَكْشُوْفَةٌ مَبْذُوْلَةٌ لِكُلِّ حَاذِقٍ وَقَاذِفٍ؛ وَهِيَ غَيْرُ مُنْدَفِنَةٌ وَلَا مَكْتُوْمَةٌ، وَاِخْتِلَافَاتُهُمْ وَ(قَوَانِيْنُهُمْ) الْمُتَنَاقِضَةِ غَيْرُ مَعْدُوْمَةٍ)(02) [الْوَالِي سُلَيْمَان]، هو (سليمان بن سويلم بن سالمين)، وقد تسببت قوانينه الجائرة في اندلاع "أحداث ثورة أهل ظفار في 3 نوفمبر 1895م، والتي هاجمت فيها قبيلةُ (بيت علي بن كثير) حصنَ الدولة في ظفار بسبب اعتقال الوالي سليمان بن سويلم عددًا من شيوخها، وقد أسفرت عن مقتل ابنه (علِيٍّ) وابن أخيه (مساعد) مع 11 من أفراد الحامية العسكرية في الحصن، وتدميره. ويمكن ردُّ هذا التمرد إلى تعنّت والي ظفار سليمان بن سويلم، الذي كانت تصرفاته غير المسؤولة، وفرضه الضرائب المضاعفة في القيمة، فضلًا عن تعسّفّه مع شيوخ القبائل سببًا مباشرًا أسهم في اندلاع الفوضى"(03) وأمام هذه الأحداث كان الموقف العام في ظفار "بين الداعم والمحايد إلا أن عددًا كبيرًا من رجال القبائل قد انضم فعليًا للتمرّد، وقد انسحبت بقية الحامية مع عائلة الوالي إلى (مِرباط) تحت حماية قبيلة آل عمر (العمريّ) دون أن تُمَسَّ بسوء؛ وتعرف هذه الحادثة في التاريخ الشعبيَّ المَرْويّ في ظَفار بـ(غدرة مساعد). ويعزو لوريمر سبب ذلك التمرّد إلى سوء تعامل الوالي مع القبائل الظَّفاريّة، علاوةً على ارتفاع تعرفة الضرائب التي قررها عليهم. وفور وصول أنباء التمرّد إلى مسقط أرسل السلطان فيصل بن تركي آل سعيد قوة عسكرية نزلت في (مِرباط)، ومنها تحركت لاستعادة مقر/ حصن الدولة في صلالة، إلا أن تراجعت أمام تصدي القبائل لها"(04). فقد كان والي (ظَفَار) سليمان بن سويلم يُعامل أهل ظفار بمنطق [الحركة الشُوفينيّة Chauvinism]، والذي كان أحد منتسبيها الفاعلين، وكان يُردد دائمًا شعارها:(سيقُودُ الذي عنده قُوّة، وسيبقى الذي يَسْتَعْتِي)، وقد ترتب عليه استيطانُ التمرّد في ظَفار لفترة طويلة، حتى استفحلت فيها الضغينة"(05). ونسوق هنا شهادة (الرائد مايلز) الوكيل السياسي البريطانيّ في مسقط، الذي نزع تهمة اشتعال التَّمرَّد في ظفار عن بريطانيا ونسبها إلى الوالي سليمان بن سويلم، وفيها يقول: "إنّ سبب فشل حُكْم السلطان تركي في ظفار يرجع قبلَ كل شيء إلى خُلُق الوالي سليمان بن سويلم؛ فهو رغم ولائه الذي لا يُشَكُّ فيه، ورغم أنه جنديٌ كفءٌ إلا أنّه كان ينحدر من أصل زنجيّ، ولم تكن له خبرة طويلة بحكم القبائل المتناحرة، وكان أيضًا أعجز من أن يضطلع بمهمة تنمية مصادر إقليم ظفار"(06)، وكانت في فترة ولايته على ظفار "كثرة من السجناء المُغَلَّلين بالحديد، أمّا أسوأهم فمقيدون في ألواح من الخشب، ويؤدي هؤلاء صلواتهم ليلًا في أحد الأركان خلف أحد الموالي المسجونين، ويتفجّعون على ما اقترفوه من ذنوب في ساعات الليل القليلة. وهذا يدلل على هيمنة الوالي سليمان بن سويلم"(07) على صنع القرار في ظفار؛ "فإذا كان لديك ثلاثة من الإبل، طلب سليمان اثنتين منها؛ للعمل لصالح الحكومة دون مقابل. وازداد الاستياء القبليّ في (جبل قرا) بسبب جِبَاية الضرائب والمغالاة فيها، بالرغم من أنّ الوالي سليمان خفَّضها من خمسة بالمئة - زمن السيد فضل بن علويّ - إلى أربعة بالمئة، وأوقف استيراد الأسماك المجففة من الجبال"(08). وقوله: [أَهْلِ] اسم جنس مفرد، والجمع [آهال] و[أهالي]. وشاهدها اللغويّ من القرآن الكريم تكرر في 25 آية؛ نذكر منها قول الله (جل جلاله): {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}(09). فإذا لحقته (الواو والنون) يُعرب مُلحقًا بجمع المذكر السالم رفعًا؛ مُجاراةً لقول ابن مالك في الخلاصة:(وشبه ذين وبه عشرونا/وبابه ألحق والأهلونا)، وتابعه الأشموني، قائلا: وَ(أُلْحِقَ به أيضًا "الأهْلُونَا"؛ لأنه وإن كان جمعا لـ(أهل)، فـ(أهل) ليس بـ(عَلَمٍ ولا صفة). وشاهده من القرآن الكريم نقرأه في قول الله (جل جلاله):{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا}(10)، ويُعرب بالياء والنون نصبًا وجرًا؛ فنقول:(حضرتُ مع الأهلين).
ظَفار العُمانية بفتح الظاء المُعجمة
[ظَفَارِ] العُمانية ضَبَطُ ابنُ بطوطة اسمَها (بفتح الظَّاء المُعْجَمة وكَسْرُ الرَّاء المهملة)، وهي عَلَمٌ مؤنث مبنيٌّ على الكَسْر كـ(حَذَام) و(قَطَام)، و(رَقَاش) في الرفع والنصب والجر، فكل ما كان على وزن (فَعَال) علمًا لمؤنثٍ يُبْنَى على الكسر، وقد ذكر صاحب حاشية مخطوط (صورة الأرض) لابن حوقل "أن (السلطان أحمدُ بن محمد بن منجوه) كان حاكماً على بلاد الشحر سنة 540هـ ودار ملكه بـ(مرباط)، وله أيضًا مدينة ظَفار وتبعد مسيرة يوم ونصف من مرباط"، ثم ورث حكم ظفار من بعده ابنه (محمد). ويعتقد الباحث في التاريخ اليمني صالح الحامد في كتابه: (تاريخ حضرموت) "باحتمال ظهور الدولة المنجويّة قبل ذلك التاريخ، حيث كان رجالها حاكمين لـ(ظَفار) بالولاية والإنابة عن الفرس"، وذكر (س.ب. مايلز 43)" أنّ ظَفار العُمانية كانت حتى نهاية القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي تحت الولاية الخاصة لآل منجويّ، وكانت مدينة (مِرْباط) مقر حكمهم وعاصمة دولتهم التي امتدت إلى أطراف حضرموت الشرقية" وهذه الأسرة "تركت مؤثراتها العميقة على عقول ووجدان سكان المنطقة على خلاف أغلب الغزاة". وذكرنا بالأدلة اللغوية والتاريخية والجغرافية في مواضع أخرى من تحقيق مخطوطة الشيخ عيسى؛ أن (ظُفَار) بضم الظاء المعجمة يمنيّة، وأمَّا ظَفار بفتح الظاء المُعْجمة فهي العُمانية.
الوالي سليمان بين عصرين
[قَدْ سَنَّ الْوَالِي إِبَّانَ فَتْحِهِ ظَفَارِ قَوَانِيْنَ أَلْزَمَ أَهْلَ ظَفَارِ إِيَّاهَا] (قَدْ) في هذا السياق، حرفٌ مختصٌّ بالفعل المتصرّف الخبريّ المُثْبَت، يدلُّ على تقريب الماضي من الحال. ونقرأ شاهده اللغويّ في بيت شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ، يقول فيه: [تَوَخَّانِي بِقِدْحٍ شَكَّ قَلْبِي/ دَقِيْقٍ (قَدْ) بَرَتْهُ الرَّاحَتَانِ(11)][سَنَّ] فعل ماضٍ متعدٍ من (سَنَنَ). والمعنى: أن سليمان بن سويلم والي ظَفار (سَنَّ قوانين) مستحدثة لا علاقة له بشريعة الإسلام، ولا تمتّ بصلة للقواعد الوضعية التي تسوس الناس وتنصفهم أو تكون معيار عدل بينهم. ونقرأ شاهدها في قول زهير بن جناب الكلبيّ يُخبر عن أول من ابتدع رُبُعَ الغَنيمة لقائد الجيش: [(سَنَّهَا) رَابِعُ الْجُيُوْشِ عٌلَيْمٌ/ كُلَّ يَوْمٍ تَأْتِي الْمَنَايَا بِقَدْرِ(12)].[إِبَّانَ]، أي: حين وأوان. ونقرأ شاهدها في شعر: الفِنْد الزَّمانيّ البكريّ، يُعَيِّرُ بالنكوصِ عن الكَرِّ والضَّرْبِ في القتالِ: [فَأَضَعْتَ الْكَرَّ فِي (إِبَّانِهِ)/ وَنَسِيْتَ الضَّرْبَ، إِذْ فِي الضَّرْبِ عَارُ(13)](فَتْحِهِ ظَفَارِ)، أي: دخوله ظَفار العُمانيّة على رأس حامية عسكرية سُلطانيّة بتوجيه من السلطان تركي آل سعيد سنة 1880م، بعدما "ظهر على مسرح الأحداث السياسية (السيد فضل بن علويّ المولود بمليبار سنة 1240هـ)، ومطالبته بحُكم (ظَفار العُمانيّة)، بـ(تفويض) حصل عليه من الباب العالي(السلطان العثماني) في اسطنبول. وكان من نتيجة ذلك أن قرَّرَ أهل ظفار اللجوء إلى سادة البيت الحاكم في مسقط في عهد السلطان تركي، وعرضوا عليهم أن يتولّوا حكم ظَفار. وسرعان ما تطور نفوذ (البوسعيد) في هذه المنطقة تطورا كبيرًا، وقد رحّب أهل ظَفار بهذا القرار أيّما ترحيب"(14)؛ فأرسل لهم السلطان تركي قائد قواته المسلحة (سليمان بن سويلم بن سالمين)، و"كان من بين حاشية السلطان، وموضع ثقته. ولمنزلته تلك فقد جعله مستشارا خاصا، وقائدًا لجيشه؛ حيث كان يتمتّع بمركز مرموق في أوساط القبائل العُمانيّة - قُبَيل انتقاله إلى ظَفَار حاكما عليها-، لِمَا كان يمتاز به من الصفات النادرة، إذ كان نزيها وشجاعًا وقوي الشكيمة، ولم تكن هناك شخصية أصلح من الوالي سليمان لتوطيد النفوذ العُمانيّ في ظفار؛ وذلك فضلا عمّا كان يلقاه من التأييد من حكومة مسقط. ولكل هذه الاعتبارات ارتأى السلطان تركي أن يضعه حاكما على ظَفار ونائبا عنه فيها، فسار إليها في ثمانية عشر مقاتلا واستولى على الحصن المركزيّ قبل أن تصل إليه الحامية الرئيسة هناك"(15).و[أَلْزَمَ أَهْلَ ظَفَارِ](أَلْزَمَ) فعلٌ ماضٍ متعدٍ من (لزم)، والمعنى: فرض على أهل ظَفار قوانين سَنَّهَا بنفسه، وأوجب عليهم الالتزام بها. ونقرأ شاهده في القرآن الكريم، في قول الله (جل جلاله):{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}(16).[إِيَّا] ضمير نصب منفصل متصرّف، ترتبط دلالته بما يلحقه من ضمائر. وقد لحقه في هذه العبارة الضمير(هَا) العائد على (قوانين الوالي سليمان). والشاهد فيه نقرأه في قول مِيْتَم بن مَثَوة الْحِمْيريّ: [وَنحنُ بَنُو فَحْلٍ مُقْرَم، لَمْ تَقْعُدْ بِنَا الْأُمَّهَاتُ وَلَا بِهِمْ، وَلَا تَنْزِعْنَا أَعْرَاقُ السُّوْءِ، وَلَا (إِيَّاهُمْ)(17)]
قوانين الوالي سليمان الجائرة
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(مِنْهَا: أَنَّ جَمِيْعَ مَا يَحْتَاجُهُ الْحِصْنُ مِنَ الْحَطَبِ لِلْوَقِيْدِ عَلَيْهِمْ، وَمِنْهَا أَنَّ جَمِيْعَ مَا تَحْتَاجُهُ خَيْلُ الْحُكُوْمَةِ وَإِبِلِهَا مِنَ الْعَلَفِ عَلَيْهِمْ، وَمِنْهَا أَنَّ بِنَاءَ الْحِصْنِ عَلَيِهِمْ أَيْضًا، وَمِنْهَا أَنَّ الذَّنْبَ أَدَبُهُ لِلْحُكُوْمَةِ غَرَامَةٌ حَيَوَانِيَّةٌ يَدْفَعُهَا لِلْقَائِمِ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ مِنْ عِشْرِينَ بَقَرَةً إِلَى خَمْسِ بَقَرَاتٍ. وَقَانُوْنٌ بِهَذَا الذَّنْبِ مَرْسُوْمٌ إِلَى الْقَائِمِ بِالْحِصْنِ.)].
[جَمِيْع] اسم جمعٍ، يدلُّ على الإحاطة والشمول بمعنى (كُلّ). ونقرأ شاهده في بيت شعر منسوب إلى كُلَيب بن ربيعة التغلبيّ: [أَلَمْ تَتْرُكْ رَبِيْعَةَ لَا تَقُدْهَا/ تَزِيْدُهُمُ الْمَذَلَةَ وَالْمَنُوْنَا – تَكُوْنُ هَدِيَّةً لِـ(جَمِيْعِ) طَيٍّ/ وَكُنْتُمْ بِالسَّلَامَةِ رَائِحِيْنَا(18)].[مَا يَحْتَاجُهُ] أي: ما يُصلحُه، ويَصْلُح به معاش ساكني حصن ظَفار. وشاهده اللغويّ نقرأه في قول قائد الخزاعيّ، وهو يخاطب والدة عدوِّه أبي خِراشٍ الهُذَليّ: [فَإِنَّ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ قَوْمًا وَتَرَهُمْ أَبُوخِرَاشِ، فَاقْعُدِي وَأَخْبِرِيْنِي بِـ(حَوَائِجَكِ)(19)].[الْحِصْنُ]، أي: حصن الدولة ومقر الحكومة ويُسمى بـ(حصن ظفار)، وقد أشرف على بنائه الوالي سليمان بن سويلم بن سالمين، وتمّ تشييده في عهد السلطان تُركي، واكتمل بناؤه، وأُعيد ترميمه أيضًا في عهد السلطان تيمور؛ ويضم (منشآت عديدة، وتقسيمات وأبراج ومخابيء ومداخل للأغراض العسكريّة والإداريّة على الطراز العربيّ والإسلاميّ شكلا وتصميما وزخرفةً)(20)،[الْحَطَبِ] اسم جنس مفرد، وجمعه:(أحْطاب)، وهو كلُّ ما جفَّ من أعواد الشجر ونحوه مما تُوقَد با النار. ونقرأ شاهده اللغويّ في قول أُبو أُذينة اللَّخميّ، وهو يغري مخاطبه باستئصال خصومه: [هُمْ جَرَّدُوا السَّيْفَ فَاجْعَلْهُمْ، لَهُ جَزَرَا/ وَأَوْقَدُوا النَّارَ، فَاجْعَلْهُمَ لَهَا (حَطَبَا)(21)]. [الْوَقِيْد] ما تُضرمُ به النار من خشبٍ وزيتٍ ونحوهما. ونقرأ شاهده اللغويّ في قول علي بن الحسين المسعوديّ، يصف جماعة من الأحداث قصدوا دخول الهرم في مصر: [فَأَخَذُوا مَعَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا يَكْفِيْهِمْ لِشَهْرَيْنِ، وَأَخَذَوا الْأَكْلَ وَ(الْوَقِيْدَ)وَالشَّمْعَ وَالْحِبَالَ وَالْفُؤُوسَ(22)][خَيْلُ](خيل) اسم جنس مفرد وجمعه (أخيال)، و(خيول)، ومعناها: جماعة الفرس. ونقرأ شاهده اللغويّ في بيت شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ، الذي يقول فيه: [جَلَبْتُ (الْخَيْلَ) مِنْ سَرَوَاتِ نَجْدٍ/ وَوَاصَلْتُ الثَّنَايَا غَيْرَ وَانٍ(23)].[الْحُكُوْمَةِ] المؤسسة السياسية التابعة لدولة السلطان/الحاكم الموكول إليها ممارسة السلطة التنفيذية من خلال الأجهزة التابعة لها. ونقرأ شاهدها عن ابن غلبون في قوله: [وَأَطْلَقَتِ السُّفُنُ مَدَافِعَهَا عَلَى الْأَسْوَارِ وَقَصْرِ (الْحُكُوْمَةِ)(24)] وَ[إِبِلِهَا] (إِبِل) بكسر الباء، وعند الضرورة الشعرية يجوز تسكينها (إبْل)، وهي اسم جنس مفرد وجمعه (آبال)، وتعني النوق والجِمال.. ونقرأ شاهدها اللغويّ في بيت شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ، يقول فيه: [تَحِنُّ إِلَى أَوْطَانِهَا (إِبْلُ) مَالِكِ/ وَمِنْ دُونِهَا عَرْضُ الْفَلَا وَالدَّكَادِكِ(25)].[الْعَلَف] اسم جنس مفرد، وله ثلاثة جموع؛ هي:(عُلُوفة) بضم العين المهملة واللام، و(عِلاف) بكسر العين المهملة، و(أعلاف). وهو ما تأكله الدوابّ من الشعير والتِّبْن، ونحوهما. ونقرأ شاهده اللغويّ في شعر بشر بن أبي خازم الأسديّ، يصف فرسًا قويًا أنجى صاحبه، قائلا: [أَمَّا طُفَيْلٌ فَنَجَّاهُ أَخُو ثِقَةٍ/ مِنْ آلِ أَعْوَجَ يَعْدُو وَهُوَ مُشْتَرِفُ – مُزَلَّمٌ كَصَلِيْفِ الْقِدِّ أَخْلَصَهُ/ إِلَى نَحِيْزَتِهِ الْمِضْمَارُ وَ(الْعَلَفُ)(26)].[بِنَاء الْحِصْنِ]، أي: (حصن ظفار)، وموقعه على مسافة 100 ياردة عن الشاطيء، عند نقطة على مسافة نصف ميل غرب الحافة، وميل ونصف الميل جنوب شرق ولاية (صلالة)، وهو الحصن الرئيس لسلطان عُمان في ظَفار، وأشرف على تخطيطه وبنائه الوالي سليمان بن سويلم، ومساحته الكُلية فدان واحد، وبه مبنى من ثلاث طبقات، ومدخله من الجهة الشرقية، ويوجد خارج الحصن سوقٌ بها ستُّ حوانيت بقربها أكواخ قليلة)(27)؛ وهنا لابد من إضافة جليّة وذات دلالة اجتماعية ذكرها لنا (ويلفريد ثيسجر) تؤكد على التنوّع التاريخيّ والعُمرانيّ في ظَفار، قائلًا: (وقصر السلطان ذو طلاء أبيض ناصع، وهو أكثر الأبنية ظهورًا وعظمة، وتحيطه البيوت المتواضعة ذات السقوف المنبسطة.. وفي طريقي إلى القصر مررتُ بالمسجد، وقد قامت إلى جانبه، أبنيةٌ قديمة من الحجر، ومقبرة واسعة، وفي السهل حول المدينة انتشرت بعض آثارها، وهي بقايا ماضٍ لمدينة (أوفير) التي ورد ذكرها في التوراة)(28) وفي قول الطائيّ: [الذَّنْبَ]، قصد معنيين:(عُرْفًا)، و(شَرْعًا)؛ فأمَّا الذنبُ (عُرفًا)، فهو كلُّ فعْلٍ تُستقبَحُ عُقْباه. ونقرأ شاهده في قول ذُؤيب بن كعب التميميّ: [وَلَرُبَّ مَأْخُوْذٍ بِـ(ذَنْبِ) عَشِيْرَةٍ/ وَنَجَا الْمُقَارِفُ صَاحِبُ (الذَّنْبِ)(29)].وأمّا الذَّنْبُ (شَرْعًا)، فهو فعْلُ ما يستوجبُ الإثم. ونقرأ شاهده في قول الله (جل جلاله):{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}(30)[أَدَبُهُ] مصطلحٌ فقهيٌّ معناه: مَا يُقَدِّرُه الْحَاكِمُ مِنَ الْعُقُوْبَةِ تَعْزِيْرًا فِي مَعْصِيَةٍ لَيْسَ فِيْهَا حَدٌّ أَوْ قَصَاصٌ أَوْ كَفَّارَةٌ. ونقرأ شاهده في قول الشافعيّ(رضي الله عنه): [إِنَّ الْحَدَّ فَرْضٌ عَلَى السُّلْطَانِ أَنْ يَقُوْمَ بِهِ، وَإِنْ تَرَكَهُ كَانَ عَاصِيًا للهِ بِتَرْكِهِ، وَ(الْأَدَبُ) أَمْرٌ لَمْ يُبَحْ لَهُ إِلَّا بِالرَّأْي وَحَلَالٌ تَرْكُهَ(31)][غَرَامَةٌ حَيَوَانِيَّةٌ] (غَرَامَةٌ) ما يلزم أداؤها من دِيَةٍ ونحوها. ونقرأ شاهدها اللغويّ في قول زهير بن أبي سُلْمى المُزنيّ، يذكر أنّ من دفعوا الدِيَةَ أقساطًا لم يقتلوا أحدًا، وإنّما تحمّلوها عن غيرهم كرمًا: [تُعْفَى الْكُلومُ بِالمِئِينَ، فَأَصْبَحَتْ/ يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْرِمِ – يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ، لِقَوْمٍ (غَرَامَةً)/ وَلَمْ يُهَرِيقُوا، بَيْنَهُمْ، مِلْءَ مِحْجَمِ(32)].(حَيَوَانِيَّةٌ) نسبةً إلى (الحيوان)، وهواسم يُطلق في العموم على كل ذي روح من المخلوقات، لكن قصد به الشيخ عيسى الطائي في هذا السياق غالبَ ثروة أهل ظفار، وهي من الأبقار والإبل. والبلاغة في قوله:(غَرَامَةٌ حَيَوَانِيَّةٌ) إجمالٌ بعده تفصيل لنوع الغرامة وقيمتها. ونقرأ شاهدها اللغويّ في قول مالك بن الحارث الهُذَليَ، يذكر شِدّة عدْوِهِ، فلا يسبقه سوى الطير: [فَلَا يَنْجُو نَجَائِي ثَمَّ حَيٌّ/ مِنَ (الْحَيَوَانِ) لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ(33)][يَدْفَعُهَا] يؤديها ويُسلّمها، وشاهد معناها في قول الله(جل جلاله):{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(34)[لِلْقَائِمِ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ]، أي (السلطان) أو (القاضي) أو (نائب السلطان) الذي يتولى سياسة أمر الناس، وإقامة القانون وتطبيق الحدود. وفي كلمة (القائم) تخصيص وإشارة إلى (الوالي سليمان بن سويلم) المعين بمرسوم من قِبَل السلطان. و(قَدْرِ الذَّنْبِ) بمعنى المقدار او القيمة المحددة. ونقرأ شاهدها في قول خَود بنت مطرود البَجَليّة: [أَنْكِحْنِي عَلَى (قَدْرِي)، وَلَا تُشْطِطْ فِي مَهْرِي] (35)[عِشْرِينَ بَقَرَةً إِلَى خَمْسِ بَقَرَاتٍ]، ونقول: لماذا بدأ بتحديد مقدار الغرامة الكبرى، وانتهى بمقدار الغرامة الصغرى؟، فلربّما يعود الغارم إلى الوالي مُتظّلِمًا أو شاكيًا طالبا التخفيف أو التقليل، مما يعطي فسحة لِلْقَائِمِ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ للنظر في شكايته [وقَانُوْنٌ بِهَذَا الذَّنْبِ مَرْسُوْمٌ إِلَى الْقَائِمِ بِالْحِصْنِ]، أي أنّ هذه الغرامة المقدّرة صدر بها (قانون بمرسوم سلطانيٌّ)، وأوكل تنفيذها إلى الوالي، والذي مقرّ إقامته ورئاسته بـ(حصن ظَفار).
السلطان تيمور يزيل قوانين الوالي
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَقَدْ أَزَالَ السُّلْطَانُ بَعْضَهَا حَالَ وُصُوْلِهِ، وَهِيَ أُجْرَةُ الْعَمَلِ فِي الْحِصْنِ. فَإِنَّهُ أَمَرَ لِكُلِّ عَامِلٍ رُوْبِيَّةً أَجْرَةَ يَوْمِهِ. وَلِلْوَالِي قَوَانِيْنُ فِيْهِمْ غَيْرُ مَا ذَكَرْنَا)].
يقول الرطائيّ: [أَزَالَ السُّلْطَانُ بَعْضَهَا]، و(أَزَالَ) فعلٌ متعدٍ من (زَوَل). والمعنى: ألغى السلطان تيمور بعض قوانين الوالي سليمان الجائرة، بل محا أثرها. ونقرأ شاهده في قول الحارث بن كعب المَذْحِجي: [وَعَمَلُ السُّوْءِ يُزِيلُ النَّعْمَاءَ](36)(حَالَ وُصُوْلِهِ) وَقْتَ حضوره إلى ظَفار. فبعد أن كان العمل في الحِصن بالسُخرة والإجبار تجبُّرًا وِفقَ قوانين الوالي سليمان. (أَمَرَ) السلطان تيمور [لِكُلِّ عَامِلٍ رُوْبِيَّةً أَجْرَةَ يَوْمِهِ]. والـ(رُوْبِيَّةً) (عملة هندية يرجع جذرها اللفظي التاريخي إلى اللغة السنسكريتية rupyakam، وتعني العملة المعدنية من الفضة، ويعود تاريخ الروبية إلى الهند القديمة التي قامت بين القرن السادس والثامن قبل الميلاد. وانتشرت عملة الروبية في كثير من بلدان القارة الهندية وجوارها الجغرافي وفي الخليج العربي. وأغلب الظن أنّ الروبية التي تعامل بها سكان ظفار زمن حكم السلطان تيمور وخاصة في الفترة من 3 نوفمبر 1910 حتى 25 يناير 1936م، كانت تلك المصكوكة في عصر الملك جورج الخامس)، فقبل تولي السلطان قابوس – طيَّب الله ثراه - لم تكن هناك هيئة تشرف على النظام المصرفي، وكانت أهم العملات النقدية المتداولة في عُمان والخليج الروبية الهندية، وعملة ماريا تريزا، ثم الروبية الخليجية في التعاملات المحلية والدولية، واستمر التعامل بالروبية الخليجية حتى بداية 1970م (37)(وَلِلْوَالِي قَوَانِيْنُ فِيْهِمْ) (غَيْرُ مَا ذَكَرْنَا).
..........
المراجع والمصادر:
(01) مفاتيح العلوم، الخوارزمي، تح ف.فلوتن،ص: 54- غرائب اللغة، اليسوعيّ، ص: 264- الكَلِمُ الأعجمية، ابن مراد، ص ص: 295- 296
(02) أعلام النبوة، أبوحاتم الليثيّ الرازيّ(تـ 322هـ)، المؤسسة العربية للتحديث الفكريّ، چنيف، دار الساقي، بيروت، ط1، 2003م، ص: 59
(03) انظر:معجم قبائل ظفار، عبد المنعم الرواس، ص: 54-55/ تاريخ عمان، فليبس ويندل، ص: 19
(04) انظر: دليل الخليج، القسم التاريخي، لوريمر، مج2، ص: 95
(05)عمان تاريخ له جذور، ويندل فيليب، الدار العربية للموسوعات، ط1، 2012م، ص ص: 131، 132
(06) دليل الخليج، القسم التاريخي، ج.ج. لوريمر ص: 905
(07) شاهد عيان: استكشاف بلد البخور، البلاد العربية الجنوبية، (Exploration of The Fronkincse County, South Arbia) تيوددر بيت، المجلة الجغرافية، المجلد: 6، 1995، ص: 117
(08) عمان تاريخ له جذور، ويندل فيليب، ص ص: 132
(09) سورة مريم، الآية 16
(10) سورة الفتح، الآية: 11
(11) شعراء عُمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 20010م، ص: 87
(12) ديوان زهير بن جناب الكلبيّ، صنعة: محمد شفيق البيطار، دار صادر، بيروت، ط1، 1999م، ص: 76
(13) شعر الفند الزمانيّ، تحقيق: حاتم الضامن، مجلة المجمع العلميّ العراقيّ، مج 37، ج4، 1986م، ص: 12
(14) برترام توماس، البلاد السعيدة، ترجمة: محمد أمين عبدالله، 1981ص: 26، 29
(15) الرمال العربية، مرجع سابق، ص:30
(16) سورة هود، الآية 28
(17) الأمالي، أبو علي القالي (ت، 356هـ)، تحقيق: محمد عبد الجواد الأصمعيّ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1976م، 1/124
(18) شعراء تغلب في الجاهلية أخبارهم وأشعارهم، صنعة: علي أبو زيد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط1، 200م، 2/134
(19) ديوان الهُذَليين، تحقيق: أحمد الزين وآخرين، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1995م، 2/142
(20) أثر السياحة على التنمية الاقتصادية، د. مسلم العوائد، مجلة العلوم القانونية والاجتماعية، جامعة زيان، الجزائر، مج:5، ع: مارس 2020، ص:393
(21) المختصر في أخبار البشر، أبو الفداء إسماعيل عماد الدين(ت، 732هـ)، المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، ط1، 1325هـ، 1/71
(22) أخبار الزمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران، علي بن الحسين المسعوديّ(ت، 346هـ)، دار الأندلس، بيروت، 1996م، 1/66
(23) شعراء عُمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 20010م، ص: 84
(24) التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخيار، أبو عبد الله محمد بن خليل الطرابلسيّ ابن غلبون (ت، 1150هـ)، عُني بتصحيحه والتعليق عليه: الطاهر أحمد الزاوي، دار المدى الإسلاميّ، بيروت، ط1، 2004م، ص: 173
(25) شعراء عُمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 20010م، ص: 82
(26) ديوان بشر بن أبي خازم الأسديّ، عُني بتحقيقه: عزة حسن، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1960م، ص: 140
(27) دليل الخليج، القسم الجغرافي، ج:2، لوريمر، ص: 580
(28) الرمال العربية، ويلفريد ثيسجر، ص:30
(29) المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، بد الدين العيني، تحقيق: علي محمد فاخر، دار السلام، القاهرة، ط1، 2010م، 1/506
(30) سورة الأنعام، الآية: 6
(31) كتاب الأم، الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ(ت، 204هـ)، تحقيق وتخريج: رفعت فوزي عبد المطلب، دار الوفاء، المنصورة، ط1، 2001م
(32) شعر زهير بن أبي سلمى، صنعة: الأعلم الشمنتري (ت، 476هـ)، تحقيق: فخر الدين قباوة، منشورات الآفاق الجديدة، بيروت، ط3، 1980م، ص: 17
(33) ديوان الهُذَليين، تحقيق: أحمد الزين وآخرين، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1995م، 3/85
(34) سورة آل عمران، الآية: 75
(35) مجمع الأمثال، أبو الفضل الميداني(ت، 518هـ)، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السُّنة، المحمدية، القاهرة، 1955م، 1/173
(36) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد(ت، 656هـ)، تحقيق: محمد أبوالفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، منشورات مكتبة المرعشي النجفي، قم، ط2، 1967م، 17/120
(37) الروبية وتاريخ تداولها مسالك التجارة بين موانئ الهند، https://jbhsc.ae/ - وانظر: وكالة الأنباء العمانية: https://omannews.gov.om/pages/181/show/609