لا تخلو المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من "الفخ" والتي يسعى الطرف الأمريكي من خلالها لتكريس الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت أركانه، مُستغلُا بذلك تحوُّل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة يُعاني أهلها كافة أشكال العذاب من قتل وتهجير وتجويع لم يشهد العالم له مثيلًا.
ولقد فرض الجبروت الإسرائيلي والأمريكي على الفلسطينيين استمرار هذه الإبادة الجماعية دون أمل قريب المنال لانتهائها؛ حيث إن المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وافقت عليه إسرائيل فورًا بعد طرحه مباشرة، لأنه يخدم الاحتلال بشكل مباشر.
وتريد إسرائيل وأمريكا من ذلك وضع فصائل المقاومة في المواجهة مع الشعب الفلسطيني الذي خذله المجتمع الدولي على مدى 20 شهرًا؛ إذ إنه وبشهادة وسائل الإعلام الإسرائيلية فإنَّ المقترح الجديد أكثر انحيازًا لتل أبيب من المقترحات السابقة.
وينص المقترح على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح 10 أسرى أحياء؛ منهم 5 في اليوم الأول و5 في اليوم السابع، وبدء إرسال المساعدات فور موافقة حماس على الاتفاق.
إنَّ الغريب في هذا الاتفاق أنه لم ينص على أن تكون نهاية الهدنة وقفًا للحرب؛ بل ترك المجال مفتوحًا ومبنيًا على نجاح المفاوضات خلال الهدنة من عدمها، والجميع يعلم أنَّ إسرائيل لا عهد لها ولا ذمة، ولن تلتزم بالهدنة سواء المؤقتة أو الدائمة.