عوافي

 

 

عائض الأحمد

"عافية" كلمة تقال لدى العامة بأسلوب مختصر وبكلمة واحدة لكنها ذات دلالة شافية وافية حيث يقولون "عوافي" علينا وعلى من نحب، وليس هذا وحسب وإنما يصح أن تُقال في حال الخطأ أو الاعتذار لمن أساء القول أو العمل.

وكان صديقي ذو النفس القصير يرددها دائما عوافي "أبا محمد"، وصبغتها هذه المرة تحمل شقاء وغصة مليئة بالاسى والنكران وجفاء ممن وددنا أن يكونوا عونا وسند، حينما تعطى كلما استطعت ويأتيك ما لم تكن تتوقع ان يظهر لك في حلم عاصف مزعج و في نهاية مشوار وصلت به إلى قطف ثمار زرعك الذي لم تالو جهدا طيلة "60" عاما مضت، ويديك الحانيتان تحيطهما أينما ذهبا، ورسول قلبك متعلق بنزلهما ومأكلهما وأينما سكن رحالهم نزلت معهم، ثم ماذا؟

أطلقت سهما في فراغ أكبر من أن يصيب أو يجرح، ولكنه بقصد إيذاء تلك النفس التي تشعر بهمساتك وتصطاد سكناتك قبل أن تبوح بها، ولعلك أصبت هدفا دون أن تعلم أيها الشقي، يضيق الأفق وتتسع الأفكار وسوء الظن حينما ينتهي بك الطريق إلى العودة وكأن شيئا لم يكن.

ذكرت ذاك الشتاء حينما اعتقدت بأنني أرديت معطفك "الرمادي" فيما كان تشابه الألوان قد أعماك ونهرتني في غفلة من الزمن، بأي حق تتسأل؟! والكلمات ترجف على شفتاي تعقل يا بني، ليست لك هذه المرة أنها لمن وهبك السعادة وحملك طفلا حتى كبرت وصلب عودك فجدلته في طريقي وعجزت أن اتخطاه دون أن انثر مزيدا من ألم السنوات وجحود الأيام.

لها: لم يعد لدى الكثير لأقدمه؛ فبعضي وهبك كلي وتملكني إحساس الفقراء للذة عيش الأغنياء بعد فاقه أصابتهم، وعلمي بأن لقاء العشاق لن يكون نهاية لألمهم.

شيء من ذاته: لن أقف هنا بعد الآن ولعلي أبحث في فضاء آخر يستوعب كل هذه التساؤلات التي لم أجد شفاء منها حتى الساعة.

نقد: يظن بأن التقيد الحرفي وعدد الأسطر وصف الكلمات هو جوهرها؛ فسقط أيَّما سقوط.

الأكثر قراءة