شرائح زجاجية

عائض الأحمد

فئوية.. نخبوية.. طبقة اجتماعية، سمِّها ما شئت، وإن تكن شرائح زجاجية شفافة وقابلة للكسر. ماذا يعني ذلك؟ لا شيء! فما الجديد وأين تريد أن تصل؟

مثالية يصفها البعض بقشور إنسانيات تتناثر هنا وهناك، منها ما يلفت انتباه الغير، ومنها ما يغري بالانصراف، مخالطة الناس تقويك على تقبلهم، وانكفاءك يشغلك بهم، هذه قاعدة شخصية، العام فيها تصرفاتك وتقبلك مناكفاتهم والعيش في محيطهم كما هو، وليس كما تريد دائما. يقول أحدهم إن فلان يثير الجدل بظهوره الملائكي، وكأننا أمام أشهر الحكماء وأعظم الفلاسفة، ولك أن تقلب صفحة إلى الخلف لتعرفه. يقع ذات اليمن أو ذات الشمال، لم يعرف وسطية قط، ويريد أن يقنعنا الآن بأنه "المُخلِّص" وشرارة الفتيل يحملها معه، فمن أراد جذوة فما عليه إلّا أن يمُد إحدى يديه ويصطلي قبل أن تذهب دون رجعة. دعوته تحمل أمرًا يعلمه الداعي ويريده كما هو، وحديثه يتسق مع نهجه ومسيرته وظهوره، فلا غرابه في ذلك! وهل تظن أن يُظهر ما يُخفيه عنوة ليقول لك إنه الكتاب الأبيض الذي لم يُدنِّسه سواد. أنت تنشد قرية يسكنها شخص واحد ومجموعة حيوانات لا تسمع ولا تعقل!

أولم تسمع بأن الإنسان هو من يبني الحضارة؟ أظن -وكله إثم- أن البعض ظن الحضارة تُؤويه وتنام في مخدعه وترتشف معه كأسه وتستنشق هواءه على أنغام موسيقاه الخاصة وأمانيه المتربعة في أطروحته، نحن الماضي والحاضر ولنا المكان، والزمان ليس إلّا عقارب ساعة تمضي لنصل إلى حقيقة من نحن وماذا نريد.

ختامًا: ليست كل سلعة تستحق الشراء، لكن سيظل هناك مُشترٍ. لم تعد الأذواق حكمًا.

شيء من ذاته: الغرق في عينيك نجاة، ولو كان لي قلبين لأحببتُك، ولو عاد الزمان لعُدت بجنون أكبر.

لها: كنت أسابق الوقت شوقًا، وحين هرمت سبقني وتلحَّف بردائك، فما عُدتُ أطيقُ البرد وخسارة دفئك.

نقد: البناء صعب والهدم أصعب.

الأكثر قراءة