القاهرة- الرؤية
أجمع باحثون ومثقفون عُمانيون ومصريون على عُمق العلاقات التي تربط بين بلديهما، والتي تمتد لآلاف السنين وتعكس شراكة استراتيجية وموروثًا حضاريًا مشتركًا.
وأشاروا- خلال ندوة "عُمان ومصر.. وئام أزلي" التي عقدت ضمن فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب- إلى أن العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، ضاربةً في أعماق التاريخ، وتتعزز باستمرار، في ظل تنسيق المواقف إزاء القضايا المختلفة. وشددوا على أن هذه العلاقات تُعد نموذجًا للوئام والتعاون المستمر، وتستند إلى إرث حضاري مشترك يُثري الحاضر ويمهد لمستقبل أكثر إشراقًا.
وتحدثت الباحثة الدكتورة بدرية النبهانية مديرة تحرير مجلة إشراق عن "اللُبان العُماني"، ودوره كجسر تجاري وثقافي بين حضارة الفراعنة وبلاد بونت (سلطنة عُمان قديمًا).
وقالت إن اللُبان كان يُستخدم في الطقوس الدينية المصرية، مؤكدة محاولات البعض السيطرة على طريق اللُبان لتحقيق أطماعهم التوسعية، مما يعكس أهمية هذه السلعة في العلاقات الحضارية بين الدول.
وتناول الباحث العُماني الدكتور بدر العبري موضوع تأثر العُمانيين بحركات الإصلاح في مصر التي قادها أعلام مثل: جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، مشيرا إلى أن وكالة "الجاموس" التي دعمت الطلاب العُمانيين في الأزهر الشريف، كانت جسرًا للتواصل العلمي والثقافي بين الشعبين.
فيما سلَّط الدكتور إبراهيم سلامة، المتخصص في تاريخ عُمان وشبه الجزيرة العربية، الضوء على شخصيات عُمانية تركت بصمات مؤثرة في التاريخ المصري، مثل يزيد بن حاتم المُهلبي العَتكي الأزدي، الذي تولى حكم مصر في العصر العباسي؛ حيث ساهم في تطوير البنية التحتية ودعم الثقافة، مؤكدًا أن هذه الشخصية تمثل رمزًا للترابط بين البلدين.
وبدوره أكد معالي الدكتور ممدوح الدمياطي وزير الآثار المصري أن هناك أثار متعددة تؤرخ للعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى النقوش المصرية التي توثق رحلة "الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت" لجلب اللُبان.