عائض الأحمد
يقولون والعتب على من قال وليس من نقل، علمًا بأنَّ النقل كما أراه أشد ضرراً ممن حكى وذهب إلى حاله، أما الناقل فهو يقول بما يشبه التأكيد وإلا كيف بمن يذكر أخاً له بسوء على أمل صحته أو نفيه إن حدث لاحقاً، وكأنَّ حديثه سيفًا قاطعاً إن لم تحرك ساكنا قسمك إلى نصفين، وتذوق مرارة "أصابني في مقتل".
نهج حياته يسير هكذا فما بال سيرته تظهر حين يختفي كل من حوله وتتوارى في ظل أي ضوء خافت يلوح في أفق تلك الظلمة المفتعلة، وسط وهج ولواهب ناره التي أحرقت أطرافه وهو يزكيها بكل ما أوتى من بأس، وقد نصب عينيه في نصب البائس الفقير قليل المكر، عديم الحيلة شفاف تسحق دواخله البيضاء مظهر السواد وندبات الزمن تفاصيل "وشم" يصعب محوه من جسده "العاري" ولغة أطرافه تطلب الخلاص.
لم أكن أعقل ما أفعل، فصواب أخطائي مترادفات تفضي إلى ندم يعصر الفؤاد ويخلص إلى سنديانة وارفة الظل كثيرة الأوراق تحيطها مسرة الناظرين، وتخفي قبح تربتها بقايا أموات عصور بائدة يقال عنهم يحكى أنَّ.
ملامح ذاك الشيخ لم تكن لتفارق ذاكرتي حتى غدوت الآن قريبا أو أكاد من مشهده وهو يرجو من كان يرافقه أن يترفق به ويسمعه دون أن يطلب منه إعادة ما يسمع أو قد يسقطه عمداً من حسابات رده، حينها لم أكن أعي فعله حتى غدوت في مثل حاله فأتاني اليقين بأن الصمت وغض الطرف وثقل الرد على كل شاردة وواردة مضيعة وغفلة لا تعني شيئاً.
ختاما: مثلكم مثل الناس تقال لمن عجز عن محكاة "مثل نفسك" قناعة ما تملكه وليس فهم الآخرين، لن تجد شيئاً يبحث عنه غيرك ويدك مغلولة إلى عنقك، الفكر الحر يأتي بالعمل المقنع. أو لم تعد تملك إلا هذا؟ نعم.... وما لعيب أن أنقل لك تجربتي، وعلم بأنك من تأتي ولم أذهب لك يوما، ولم أكن أسعى لكل ما خلفته ماضيا بكل مافيه.
شيء من ذاته: رفيقة الصبا عديلة الروح خليلة العمر، الحديث لا يشبه وصفى لك حينما كان الجسد يراك بعينه، العمر والعشرة تخاطب قلبك وتتحين مستقرة لتعزف ألحان السماء ملائكية الإبداع لم يسمعها بشر سواك ولم تكن لأحد غيرك.
نقد: الخير والشر ضمن "النسبية" التي تؤمن بها، فالأبيض والأسود هنا تحدده مصلحتك وليست درجات إيمانك.