آمنة بنت خميس الفارسية
تحقيقًا لمُستهدفات رؤية "عُمان 2040" التي يسعى وطننا المعطاء من خلالها إلى تعزيز مكانته بين الدول والارتقاء بمستوى حياة المواطنين؛ واستمرارًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في تحسين جودة الحياة والمعيشة، فإن محافظة الظاهرة تشهد حراكًا استثنائيًا ومتنوّعًا.
ومن أبرز الجهود المبذولة في هذا الصدد تنفيذ برامج تدريبية مكثفة وورش تعليمية تساهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية من خلال تطوير مهارات الموظفين العاملين في مختلف المؤسسات، لا سيما في بلديات المحافظة. ولعل برنامج التدريب الذي أُطلق تحت مسمى "الطرق العلمية الحديثة للتفتيش الصحي" يُجسّد هذا التوجه بوضوح، حيث استهدف المفتشين والفنيين الصحيين في الدوائر البلدية بالمحافظة، وتم تنظيمه في قاعة بلدية الظاهرة خلال الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر الجاري.
ولأن ما تشهده المحافظة من برامج تطويرية ودورات مكثفة يعكس التزام السلطنة بتطلعات رؤيتها المستقبلية، فإنَّ هذه الجهود تأتي تنفيذًا للتوجيهات التي أرساها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- واستمرارًا لهذا النهج تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وبالنظر إلى أهمية الشباب العُماني، فإنَّ المحافظة تعمل على توفير الفرص التعليمية والتدريبية التي تستغل قدراتهم وطاقاتهم، وتوظفها في تحقيق الأهداف الوطنية والطموحات المستقبلية. وقد استهدف البرنامج المخصص للمفتشين الصحيين رفع كفاءتهم وتنمية مهاراتهم ومعارفهم في أداء أدوارهم الحيوية. وشمل البرنامج العديد من الجوانب الفنية التي تعزز من قدراتهم على إدارة الرقابة الصحية، وتطبيق أحدث الأساليب العلمية في سحب العينات، والتفتيش الصحي بطرق مبتكرة.
وفي هذا السياق، تخلل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة التي شملت طرح الأسئلة والمناقشات التفاعلية والتطبيقات العملية. وأسهمت هذه الأنشطة في تعزيز استفادة المفتشين الصحيين من البرنامج، مما أتاح لهم اكتساب مهارات متطورة وأساليب علمية تعزز من أدائهم في عمليات التفتيش. علاوة على ذلك، حرص البرنامج على تقديم محتوى يعكس التوجهات الحديثة في هذا المجال، بما يدعم رؤية المحافظة في تطوير الكوادر العاملة بها.
وإضافة إلى ذلك، فإنَّ التطور الكبير الذي تشهده المحافظة في تحقيق معايير الصحة والسلامة في المنشآت الغذائية يعكس الأثر المباشر لهذه البرامج. ولعل هذا التطور الملحوظ يُعزى إلى الجهود المتواصلة للمفتشين الصحيين في بلديات الظاهرة، الذين يلتزمون بتطبيق الاشتراطات الصحية بكل دقة واحترافية. ولا شك أن هذه الإنجازات ليست سوى ثمرة للجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية لتطوير مهارات المفتشين الصحيين، مما يعزز من جودة العمل ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ومن هنا.. يمكن القول إنَّ هذه البرامج التدريبية ليست مجرد خطوات لتحسين الأداء الوظيفي؛ بل هي استثمار استراتيجي في العنصر البشري. ومع استمرار هذه الجهود، تواصل محافظة الظاهرة تقديم نموذج يُحتذى به في توظيف الطاقات البشرية لتحقيق تطلعات الدولة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
وأخيرًا.. إنَّ هذا التوجه يعكس التزام عُمان بتعزيز جودة الحياة وضمان سلامة الأفراد؛ ما يجعل الصحة العامة ركيزة أساسية لتحقيق رفاه المجتمع ومواصلة المسيرة نحو تحقيق الرؤية المستقبلية "عُمان 2040".