حمود بن علي الطوقي
تابع أبناء عُمان من مسندم إلى صرفيت اللقاء الذي جمع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه- بعدد من أصحاب وصاحبات الأعمال ورواد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، بحضور أصحاب المعالي والسعادة من المسؤولين المعنيين في قطاعات المال والأعمال والتجارة والاستثمار والتشغيل.
لقد حمل هذا اللقاء رسائل جوهرية تؤكد حرص جلالته على دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز بيئة الأعمال، كما يعكس حرص جلالته على دعم القطاع الخاص وتشجيع ريادة الأعمال ودفع عجلة النمو الاقتصادي. لقد أسند جلالة السلطان لمن حضر اللقاء مسؤولية كبيرة في ترجمة التوجيهات السامية إلى خطوات عملية تساهم في تعزيز قطاع الأعمال والشركات الناشئة، التي تعد من أركان الاقتصاد الأساسية في عُمان. وبهذا اللقاء، فإنَّ جلالة السلطان يرسم خارطة طريق واضحة ويوجه بوصلة الجهود نحو تطوير القطاع الخاص، خاصة وأن هذا القطاع يحظى برعاية حكومية واسعة.
ولعل أهم المحاور التي تناولها جلالته هو ملف تشغيل المواطنين، إذ أكد على أهمية استجابة الشركات لاحتياجات السوق المحلي عبر توفير فرص العمل للعُمانيين، ودعا القطاع الخاص إلى استثمار طاقات الشباب وتوجيههم نحو مجالات العمل المناسبة. وتأتي هذه الدعوة في وقت تشير فيه الأرقام إلى ارتفاع عدد الباحثين عن عمل، ما يقتضي من المؤسسات العُمانية تعزيز جهودها لتقديم فرص عمل تدعم الاقتصاد الوطني وتساعد في تخفيف معدلات البطالة.
ويعكس هذا اللقاء كذلك رؤية جلالته الاستراتيجية لتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص؛ إذ أتاح فرصة للحوار المفتوح بين جلالته وأعضاء حكومته ورجال الأعمال لتبادل الأفكار حول التحديات الاقتصادية وكيفية تجاوزها. ويساهم هذا الحوار في تحقيق النجاح المشترك بين أطراف العلاقة ويعزز تطور الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، شدد جلالة السلطان على ضرورة أن يتحمل المسؤولون في الحكومة مسؤولية متابعة تنفيذ توجيهاته وتوفير البيئة الملائمة لتحقيق التنمية المستدامة، بما يعزز من قدرة القطاعين الحكومي والخاص على تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.
في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، يأتي هذا اللقاء كفرصة لتبادل الأفكار حول كيفية تجاوز العقبات الراهنة؛ فالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ليست فقط دعامة أساسية للنمو؛ بل هي أيضًا استراتيجية لدعم استقرار الاقتصاد العُماني وتعزيز قدرته على التكيف مع المتغيرات. ومن خلال هذا اللقاء، وجه جلالة السلطان رسائل مباشرة لأطراف الشأن الاقتصادي حول أهمية بناء اقتصاد قوي ومستدام يضمن رفاهية المواطنين وازدهار الوطن، مؤكدًا رؤيته الاستراتيجية التي تهدف إلى تأسيس اقتصاد يعتمد على الابتكار وريادة الأعمال ويستثمر في طاقات الشباب العُماني لبناء مستقبل مشرق للبلاد.
وأخيرًا.. إنَّ لقاء جلالة السلطان المعظم برجال الأعمال يأتي تجسيدًا للرؤية السامية الشاملة لتطوير الاقتصاد العُماني وتأكيدًا على أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، فهو يضع على عاتق المؤسسات مسؤولية تفعيل هذه الشراكة بما يُحقق التنمية ويُعزز من دور عُمان في الساحة الاقتصادية. هذا اللقاء هو خطوة نحو بناء غدٍ أفضل لعُمان، ويعكس الطموح الوطني لتحقيق مُستقبل مستدام يضمن استقرار ورفاهية الأجيال القادمة.