خلفان الطوقي
العالم يتغيَّر من حولنا، يتطور بشكل هائل وبسرعة جنونية، ولابد لنا أن نكون بنفس السرعة، ولابد لمواردنا البشرية الحكومية أن تكون مؤهلة لهذا السباق المحموم، وعلى قوانينيا وأنظمتنا وإجراءاتنا مواكبة ذلك، ولا حل يكمن إلا المهنية العالية والسرعة الهائلة والتقييم المستمر والرصد المبكر والتدخل السريع.
مهما كانت الجهود الحكومية حثيثة، إلّا أنها لن تكون مقبولة من بعض أفراد المجتمع، والسبب يعود إلى أن تطلعات الأفراد أصبحت عالية، والمقارنات كثيرة وسهلة، ومطالبات المجتمع أصبحت منوعة وعديدة.
عليه.. فيجب على الحكومة أن تكون أقرب للناس مما مضى، وقارئة دقيقة للمشهد المحلي والإقليمي، راصدة لتحدياتهم وهمومهم، مبتكرة للأفكار الرائدة والحلول الاستباقية، سريعة في تدخلها، تتسم بالمرونة الممزوجة بالسرعة الفائقة.
التدخل السريع والمبكر للحكومة جوهري وفي غاية الأهمية لأنه يعزز من ثقة الناس، ويقلل من اللغط والسخط الحاصل بين فترة وأخرى، ويحفز المواطنين على التفاعل الإيجابي، وأن يكونوا شركاء حقيقيين فاعلين بأقوالهم وأفعالهم وأفكارهم الإيجابية التي سوف تصب في مصلحة الوطن وأفراده.
وأي بطء أو إهمال أو تكاسل في التدخل السريع والاستباقي سوف يبعث رسائل سلبية داخل المحيط العماني وخارجه، ومعالجة هذه الرسائل لن يكون سهلًا؛ بل مكلفا ومعقدا، والتوصية الوحيدة هي جعل موضوع "التدخل المبكر" في قمة أولويات الحكومة من خلال فريق مختص ومؤهل ومحنك وذي صلاحيات تمكينية يَعرِفُ تمامًا: متى ولماذا وكيف يتدخل؟ لسد الثغرات أينما وُجِدَتْ، والحكومة لديها المعلومات والإحصائيات والحيثيات وكافة الأدوات اللازمة، ولا يوجد ما يمنعها من ذلك.