ملاحقة الأقدار

 

عائض الأحمد

كان والدي رحمه الله يقول أنت من تصنع قَدْرك وقدَرَك، وثِقْ تمامًا بأن حياتك وكل خطواتك في هذه الحياه صنيعتك، فإن أردت مزيدًا فاتعب الآن اتقاء ألم الغد، وإن أردت غير ذلك فدعها لهدى الأصحاب ولفريق "العلاقات العامة" الذي يرافقك في الحل والترحال، وختم كل هذا بالدعاء وهو يضع يده على رأسي المليء كغيري من أبناء جيلي بالأفكار والآمال والأمنيات التى تحقق بعضا منها وبعضها الآخر ذهب مع الرياح، فلا حسرة تعيده ولا ندم.

الأحداث تتوالى صعودا وهبوطا، وهذه سنة إلهية، والوقت ملكك الآن وفي لحظات يصبح كل شيء خارج إرادتك، الساعة تذهب إلى الأمام ولن تعود مهما فعلت، أو ليس حريًا بك أن تسابقها قدر المستطاع لتغنم بما وهبك الله كغيرك من البشر، وأن ما قُدر لك وليس ما سيأتيك، عطيةٌ طال انتظارها دون أن تحرك ساكنًا، والعمل خطوة في طريق طويل، فاصنع يومك إن أردت نهايته كما تريد.

يظن البعض أن وصولهم قبل الجميع سيمنحهم أفضلية لا محالة، ويؤمن آخرون أن الوقت مؤشر فقط، الغاية منه أن تُكمل ما بدأت، فلحظات الحسم وخط النهاية ليس بالضروره أن يقف عليه الجميع، فلا تقارن نفسك بأحد سواك، حتى تصل إلى مبتغاك وتُحقق أهدافك.

يقول أحد أشهر العدائين "كنت أخسر في خط النهاية بسب جزء من الثانية، نظرت فيه إلى الخلف".

بناء المعوقات حيلة يستخدمها الضعفاء لإرضاء إخفاقاتهم، وتبرير فشلهم وتقبل ما هم عليه حتى أصبحت سمة ينهل منها وقت الأزمات ليصدرها وقت حاجته وما أكثر احتياجه.

ختامًا: قانون الطبيعة نافذ لا محالة، فعليك بنفسك.

شيء من ذاته: استحضار الألم لن يلهمك سوء من حولك فقط؛ بل سيجعل منك "مَكَبًا" تفيض منه كل أخطاء الماضي.. "الإناء القديم كانت جدتي تُهديه لقططها".

نقد: حياة البعض ربما تعني موت الجميع.