الخطأ المناسب

 

 

عائض الأحمد

أوكل الأيام تأتي دون أحداث وتفاصيل؟ نعم، فأنت قررت أن تقف في مكانك منذ زمن، لكنها تتعاقب وتختلف، حتى ظلك لن تراه بنفس الصورة في كل حين.. العُزلة لن تكون نهاية الأحياء مهما حاولوا، وإن ظننت بأنك في المكان الخطأ فالوقت مناسب، هذه معادلة الكثيرين؛ فمنهم من سبق وتجاوز كل من حوله، ومنهم من ظل يجمع ويقسم ويطرح كل من له علاقة ليبقى صفرا يدور في دائرته التى لم يحسب قطرها ولم يجعل فيها زاوية يركن لها وقت حاجته، قد "تضيق بك الوسيعة" ومصدر ذلك ضمير مستتر يشاهد بمنظور خاص "مكبر" أكثر من قدرته على المشاهدة، فيفقده اتزانه ويولجه مرحلة الأحزان ويقصيه ليبني صومعته فتحجب عنه جمالًا آخر لم يرهقه بعد، ولم يحاول النيل منه، علَّه يطيب حالا وسكنا.

الأحكام المسبقة والمشاعر اللحظية الزائفة، صفات إنسانية ملازمة للبشر، ليست "عيب" يؤخذ، ولن تكون مثلبه إلا حينما تخرج عن إطار روحك  لتزرع في أراضي الغير، وكأنها نبتة مثمرة ينتظر حصادها فيما لا تملكه، إن كانت الأيام دول فخذ نصيبك منها، واظفر بما يسر لك، الندم نار لا يرجى رمادها، ولن تطفئها ريح عابرة.

خلاص الروح التزام يوشك أن يصرفه حدسك الرخو المثقل بتبعية تجارب الآخرين وغدق المنظرين بأقوال النجاه، سلام واستسلام بظاهرها نصيحة، وما خلفها صدع لن يردم هوته ويدفع ثمنه أحد سواك.

 

وختاما: "الراحلون كُثر، وجل المقيمين ينتظرون تلك الرحلة".

شيء من ذاته: "تحلف بكل ما سبق وتستنشق نسائمه، وتصحو وحيدا، الليل غطاؤك، والقيظ رداؤك، وحمل المواجع داؤك، منك الزوال وفيك البقاء".

نقد: "الرهاب" لم يعد حدثًا اجتماعيًّا، بل تقية أسعد بها في وجود أمثالك.