عُمان والكويت.. نهج واحد وعلاقات متجذرة

 

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

العلاقات العُمانية-الكويتية، وبما تحملُه من روابط مشتركة ومصير واحد، كانت مثالا للتعاون والتكامل بين الأشقاء، والذي تزداد وتيرته يوما بعد آخر.

فعبر قرون مَضَت، وبمحبة الأخوة الأشقاء في البلدين العزيزين، توطَّدت من خلال علاقة المودة والمحبة الصادقة بين سلطنة عُمان وشقيقتها الكويت، وازدانت هذه العلاقات بالتطوًّر والنماء عامًا بعد آخر، عزَّزتها الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين والمسؤولين فيها.

فخلال سنوات النهضة التي شهدتها السلطنة طوال 54 عامًا من عمرها المجيد، شهدت العلاقات العُمانية-الكويتية تطورًا ملموسًا ونماءً وازدهارًا في جميع المجالات، حتى صارت علاقات تاريخية متميزة يُشار إليها بالبنان، ويُضرب بها المُثل؛ فسياسة سلطنة عُمان ودولة الكويت بُنِيَت على أسس سليمة، قوامها: احترام الآخر، والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وعدم التدخل في شؤون الغير، وبناء جسور من المحبة والوفاق بين الأشقاء.

اليوم.. تحتفي دولة الكويت أميرًا وشعبًا بالمقدم الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- والذي يزور دولة الكويت في زيارة دولة لأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله- وقد ازدهرت العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين، ونمت وترعرعت في مختلف المجالات التي تعزِّز ذلك الإخاء؛ ولعلَّ أهمها: التعاون الاقتصادي والاستثماري وإقامة المشاريع العملاقة الناجحة؛ فمن أبرز هذه المشاريع: مصفاة الدقم، والتي تعدُّ مشروعًا استثماريًّا ضخمًا، إضافة إلى العديد من المشاريع الاقتصادية القادمة بإذن الله.

تسعى الشقيقتان عُمان والكويت وتتطلعان لبذل مزيد من الجهد من أجل التطور والنماء، واستشراف آفاق المستقبل في مختلف المجالات التي تنشدها البلدان؛ من أجل نجاح العمل المشترك نحو مستقبلٍ واعد لبلديهما، وبما يخدم المصالح المشتركة بينهما.

إنَّ الزيارة المباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ستفتح بإذن الله آفاقًا أرحب للتعاون المثمر البناء، والذي يشهد نموًا كبيرًا عامًا بعد آخر؛ من خلال زيادة الاستثمارات وعمليات التبادل التجاري، وتوقيع مزيد من مذكرات التفاهم في العديد من المشاريع الكبرى، وتشكيل اللجان المشتركة الداعمة لكل هذه الجهود الكبيرة التي تسعى لتطوير العمل المشترك وفق رؤى حكيمة من قادة البلدين الشقيقين.

اليوم تُترجِم هذه الزيارة ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين، ولله الحمد، من تعاون مُثمر بنَّاء في مُختلف المجالات، وما تمَّ بحمد الله على أرض الواقع من مشاريع مشتركة، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والسياحة...وغيرها من المشاريع الناجحة.

زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- لدولة الكويت تحملُ في طيَّاتها بشائر الخير لشعبي البلدين وشعوب المنطقة، وذلك نحو مزيد من التعاون المثمر والمشاريع الهادفة التي تعزز هذه العلاقات التاريخية المتميزة والخالدة، والتي نتمنَّى أن تتكلل بالنجاح والتيسير لكل ما ينفع البلدين الشقيقين.

حفظ الله عُمان ودولة الكويت وقادتهما وشعبيهما، وأدام عليهما نعمة الأمن والأمان، والاستقرار والنماء، وإلى غدٍ أجمل بإذن الله.