مجلة "العالم الدبلوماسي" تجري سلسلة حوارات مع عدد من الوزراء والمسؤولين

سلطنة عُمان مهندسٌ حصيفٌ للسّلام في الشرق الأوسط.. ونموذج مُلهم للتعايش والوئام

...
...
...
...
...
...
...
...

◄ المجلة الدولية المرموقة تسلط الضوء على مرتكزات السياسة الخارجية لسلطنة عُمان

◄ ملف شامل عن عُمان بالصحيفة يتناول مجالات الدبلوماسية والسياحة والإعلام

◄ بدر بن حمد: صادقون جدًا فيما نؤمن به.. ونتحدث مع أصدقائنا بصراحة حتى لو اختلفنا

◄ لا نتبنى أجندة خفية أو مُمارسة الحيل.. ولا يمكننا أن نكون منافقين

◄ الحياد البناء وعدم التدخل في شؤون الآخرين من ركائز السياسة الخارجية لعُمان

◄ السياسة الخارجية العُمانية تشجع دائمًا على أهمية الحوار دون تهميش لأي طرف

◄ "حماس" حركة تحرر وطني مُسلحة.. ومن الممكن التفاوض مع من نختلف معهم

◄ عُمان تدعو إلى تجديد عملية السلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنيف وغير القانوني

◄ الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان تتسم بالواقعية والانفتاح على الخارج

◄ عُمان تطبق رؤية استراتيجية طويلة المدى لتحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية

◄ استقرار سلطنة عُمان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستدامة البيئية

◄ سلطنة عُمان تستعد لافتتاح أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم

◄ عُمان موطن لأكبر محطة تجارية لمعالجة كيميائية تزيل النفط من المياه الملوثة

 

 

 

◄ المحروقي: عُمان تتبنى استراتيجية مبتكرة لتعطي الأولوية لتنمية الموارد البشرية

◄ نعمل على إيجاد فرص العمل ودعم الوظائف طويلة الأمد للشباب

◄ تطوير سلسلة من مبادرات التعليم والتدريب لجذب المواهب للعمل في السياحة

◄ استهداف رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى 5.3% بحلول 2040

◄ المحروقي: نجحنا في استقبال 4 ملايين سائح بارتفاع سنوي 37.9%

◄ 11.3 مليار دولار قيمة 19 ترخيصًا لاستثمارات سياحية في النصف الأول من 2023

◄ خطط التنمية السياحية تضع في الاعتبار الحفاظ على جمال عُمان الطبيعي وبيئتها البكر

◄ "التراث والسياحة" تعمل مع 6529 شركة صغيرة ومتوسطة في القطاع

 

 

 

 

 

 

 

بروكسل- العُمانية

 

ركّزت مجلة "العالم الدبلوماسي" على مرتكزات السياسة الخارجية لسلطنة عُمان ونموذجها للتعايش السلمي والوئام، والاستراتيجية الوطنية للسياحة، ومقومات السياحة الفريدة، وأوجه تطور الإعلام العُماني، والمحافظة على القيم الثقافية، وقوة الاقتصاد العُماني، والقدرة التنافسية مع تنوّع فرص الاستثمار الواعدة.

وأجرت باربرا ديتريش الرئيسة التنفيذية لمجلة "العالم الدبلوماسي" حوارات مع عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة، وقالت في كلمة افتتاحية إن بلدانًا عديدة تعمل بلا كلل من أجل السلام، ولكن بعد زيارتها إلى سلطنة عُمان عبّرت عن إعجابها بنموذج التعايش السلمي والوئام الذي "ألهمها" حسب وصفها.

ووصفت سلطنة عُمان بأنها "مهندسٌ حصيفٌ للسلام في الشرق الأوسط"، وأنها تشتهر بدبلوماسية الوساطة القائمة على موازنة المصالح، والتسامح تجاه الاختلافات، والبحث الحازم عن المنافع المتبادلة وأن هذه المبادئ تشكل بعضًا من اللبنات الأساسية للسياسة الخارجية العملية لسلطنة عُمان.

السياسة الخارجية

وقال معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في حديث لمجلة "العالم الدبلوماسي" إن مبدأ إدارة سلطنة عُمان لعلاقاتها الدولية يتركز حول هدف محدد للغاية يتمثل في الاستماع إلى مصالح الآخرين وتفهّمها والتعبير عن وجهات نظرها وآرائها، والتحدث عن الحقيقة كما تراها". وقال معاليه إن السياسة الخارجية العُمانية تقدّر مبادئ الثقة المتبادلة والشفافية والحفاظ على المصداقية في جميع الأوقات، ولا تتبنّى أجندة خفية أو ممارسة الحيل. وأضاف "نحن صادقون جدًّا فيما نؤمن به، ونتحدث مع أصدقائنا بصراحة، حتى لو اختلفنا مع بعضنا البعض، ولا يمكننا أن نكون منافقين". وأوضح معاليه أن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان تقوم على أساس الحياد البنّاء وعدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض تدخّل الآخرين في شؤونها الداخلية.

ولفت معاليه إلى أن الواقعية ("البراجماتية") والانفتاح وحسن الجوار تشكل مبادئ مهمة في إطار السياسة الخارجية العُمانية التي تشجع دائمًا على أهمية الحوار بحيث يضم جميع الأطراف المتخاصمة دون تهميش لأي طرف أو تفضيل أي طرف على آخر.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان شجّعت التقارب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وقامت بجهود في إطلاق سراح عدد من المتحفّظ عليهم في اليمن أو إيران، فضلًا عن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحسين النظرة تجاه سوريا في العالم العربي.

وفي حديثه عن الحرب على قطاع غزة، أشار معاليه إلى الانقسام العالمي المتزايد حول الهجوم الإسرائيلي على غزة، مؤكدا أن الإجماع العالمي الذي نشهده حاليًّا يصب في صالح تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وأن هناك دولًا ترى أن سلوك إسرائيل وداعميها سلوكٌ منافقٌ لا يُبالي بالإبادة الجماعية، مُضيفًا "أعتقد أن الاستراتيجيات التي تنطوي على تصعيد الصراعات، أو إسكات أولئك الذين يختلفون معنا، لا تؤدي ببساطة إلى السلام".

ولفت معاليه إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها مكافحة التطرُّف هي وقف دائرة العنف المتواصل ومحاولة فهم وجهات النظر "ومشاركة أفكارنا الخاصة على أساس الشمولية والمساواة حتى لو بدت الانقسامات في بعض الأحيان واسعة جدًّا أو يصعب التغلب عليها، وبهذه الطريقة يمكن أن نرسم طريقًا ذا معنى للسلام".

وقال معاليه: "أعتقد بأن التاريخ يعلّمنا الكثير من الدروس التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. وعلى وجه التحديد، من الممكن التفاوض مع من نختلف معهم، أو حتى مع حركات التحرّر الوطني المسلحة، مثل حركة حماس، وقد رأينا في التاريخ كيف حدث ذلك مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، أو الجيش الجمهوري الإيرلندي في إيرلندا، وحتى في التسعينات بعد غزو الكويت، ورأينا مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولماذا لا يكون مع حماس اليوم؟".

عملية السلام

وأكد معاليه على أن سلطنة عُمان تدعو إلى تجديد عملية السلام التي من خلالها ينتهي الاحتلال الإسرائيلي العنيف وغير القانوني لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشدّدًا على أن إنهاء الاحتلال غير القانوني وإيجاد حل الدولتين والاستماع إلى المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة هي السبيل لتحقيق سلام وأمن مستدام وطويل الأجل وعادل لجميع سكان المنطقة برمّتها.

وتطرّق معاليه إلى الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان، فأشار إلى أنها تنسجم مع السياسة الخارجية في كونها تتسم بالواقعية والانفتاح على العالم الخارجي، مُضيفا أنَّ الهدف الأساسي لهذه الرؤية الاقتصادية يتمثّل في الانتقال من دولة يرتبط ازدهارها ارتباطًا وثيقًا بالهيدروكربونات إلى دولة تتمتع بمحفظة اقتصادية متنوعة، واصفًا إيّاها بأنها رؤية استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية، وتعزّز مختلف القطاعات غير المستغلة في سلطنة عُمان، مثل التعدين والطاقة الخضراء والخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية والسياحة.

وأوضح أن سلطنة عُمان- على مدى العامين الماضيين- سنّت تشريعات جديدة لتحفيز الاستثمارات الأجنبية، مثل: قانون استثمار رأس المال الأجنبي، فضلًا عن عدم فرض ضريبة على الدخل، وإقرار ضريبة منخفضة نسبيًّا على الشركات، واتفاقيات تجارة حرة واسعة النطاق ومعاهدات الازدواج الضريبي مع العديد من البلدان، والبنية الأساسية الحديثة وتتمثل في المطارات والموانئ البحرية وشبكة الطرق.

وركز معاليه على الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان؛ كونه حافزًا مهمًّا للشركاء؛ إذ تكمن أهمية هذا الموقع في أنه على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، علاوة على المستوى التعليمي العالي الذي يتمتع به الشباب العُماني المثابر.

وأشار معاليه إلى العديد من الخطط والبرامج التي تنظمها حكومة سلطنة عُمان لتحفيز الابتكار من خلال تطوير ورعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.

الاستدامة البيئية

وفيما يتعلق بتغير المناخ، ذكر معاليه أن استقرار سلطنة عُمان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستدامة البيئية، وأن إزالة الكربون ليست ضرورية فقط لتقليل اعتماد سلطنة عُمان على النفط والغاز؛ بل إنها ضرورية أيضًا لمصير كوكب الأرض وكل المجتمعات على هذا الكوكب، بما في ذلك مجتمعنا.

كما تطرق معاليه إلى تمتع سلطنة عُمان بتوافر مساحات الأراضي، وتوافر طاقتي الشمس والرياح على مدار العام، الأمر الذي يجعل من سلطنة عُمان في وضع جاهز للغاية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويتضمن ذلك استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل التحليل الكهربائي، وتقسيم الماء إلى هيدروجين وأوكسجين.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تستعد لافتتاح أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، ويهدف إلى إنتاج مليون طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وأضاف أنه بحلول عام 2050 سيصل الإنتاج إلى 8.5 مليون طن، وبالتوازي مع ذلك هناك تركيز على احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.

وقال معاليه إن سلطنة عُمان تعد موطنًا لأكبر محطة تجارية لمعالجة كيميائية تزيل النفط من المياه الملوثة بشكل طبيعي، كما أنها موطن لشركة "44.01" الحائزة على جوائز، والتي تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عن طريق تمعدن ثاني أكسيد الكربون المحتجز في البريدوتيت (وهي نوع من الصخور يتوافر بكثرة في سلطنة عُمان) وبالتالي إزالتها من الغلاف الجوي إلى الأبد بأمان وبسرعة وفعالية من حيث التكلفة.

واختتم معاليه حديثه بالإشارة إلى أنه من خلال هذه المبادرات، "من المتوقع أن نصل إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050".

القطاع السياحي

من جانبه، قال معالي سالم بن محمد المحروقي وزيرُ التراث والسياحة في حديث لمجلة "العالم الدبلوماسي" إن اقتصاد سلطنة عُمان المستقبلي الطموح يسترشد برؤية "عُمان 2040" التي ترتكز على أربع ركائز رئيسة.

وأوضح معاليه أن لدى سلطنة عُمان استراتيجية مبتكرة تعطي الأولوية لتنمية الموارد البشرية المتنوعة والحيوية، والاستمرار في تنشيط القطاع الخاص وتأمين نموّه بكفاءة وتنافسية مدعومًا بالقطاعات غير الهيدروكربونية؛ حيث تعدّ الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040 مخطّطًا واضح المعالم للتنمية السياحية المستدامة في سلطنة عُمان، وفيما يتعلق بالأفراد والمجتمع، فإننا نعمل على إيجاد فرص العمل ودعم الوظائف طويلة الأمد والتجارب الرائدة للشباب الطموحين.

وأضاف معاليه أن هناك أهدافًا لتوفير مجالات واسعة للتوظيف بحلول عام 2040، مع التركيز القوي على تمكين المرأة والمجتمعات المحلية، وزيادة مشاركة العُمانيين في شركات السياحة في القطاع الخاص من 17.3 بالمائة في عام 2025 إلى 22.1 بالمائة في عام 2030، و28.2 بالمائة في عام 2035 و36.1 بالمائة في عام 2040".

ولضمان تحقيق هذه الأهداف؛ أكّد معاليه على أن بناء قدرات الشباب أولوية لتطوير القطاع السياحي في سلطنة عُمان، ويمكن رؤية نجاح هذا التوجُّه في المخرجات الجيّدة لكليّة عُمان للسياحة والمعهد الوطني للتدريب ومؤسسات السياحة والضيافة المحلية الأخرى، ويتم تطوير سلسلة من مبادرات التعليم والتدريب لجذب المواهب إلى هذا القطاع الحيوي، كما تم أخيرًا إطلاق برنامج تعليم إلكتروني تجريبي مدته ثلاث سنوات لخريجي الدبلوم المدرسي العام.

وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، وبهدف زيادة معدل نموّ الإيرادات الحكومية من السياحة بنسبة 5 في المائة كل عام، أكّد معاليه أن الغاية تتمثل في رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 2.75 في المائة في عام 2025 إلى 3.5 في المائة في عام 2030، وبنسبة 4.2 في المائة في عام 2035 ونسبة 5.3 في المائة في عام 2040.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان استقبلت عددًا قياسيًّا من السيّاح بلغ 4 ملايين سائح خلال العام الماضي (2023)، وأن ذلك شكّل ارتفاعًا بنسبة 37.9 في المائة مقارنة مع 2.9 مليون في عام 2022.

وبيّن معاليه أن معظم الأسواق المُستهدفة قد تعافت في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد-19"؛ بل إن بعضها قد تجاوز ما كانت عليه الأوضاع في عام 2019،  بفضل البيئة الطبيعية المتمثلة في التضاريس الطبيعية الفريدة والمتنوعة التي تتمتع بها سلطنة عُمان والمعالم السياحية العديدة. وقال معاليه إن الهدف التالي يرمي إلى زيادة عدد القادمين إلى سلطنة عُمان سنويًّا إلى 11.7 مليون وإضافة 80 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2040.

السياحة الفاخرة

وأضاف معاليه أن "من بين القطاعات الرئيسة التي نستهدفها سياحة المغامرات والسياحة البيئية والسياحة الفاخرة المرتبطة بالرياضة وسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والرحلات البحرية والمجمعات السياحية المتكاملة"، وأنه قد تم إصدار 19 ترخيصًا جديدًا، بقيمة استثمارية تبلغ 11.3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان وجهةٌ للسياحة الراقية تتمتع بسمعة راسخة وسجل حافل بالإنجازات في خدمة الضيافة، بينما تتوافر مجموعة كبيرة من خيارات الإقامة من فئة 5 نجوم الحائزة على جوائز عالمية والمنتجعات الشاطئية الفاخرة والمنتجعات الجبلية والمخيمات الصحراوية.

وأوضح معاليه أن الوزارة تعمل جنبًا إلى جنب مع مكاتب المحافظين على تمكين المجتمعات المحلية، ما يضمن بقاء العرض السياحي في سلطنة عُمان أصيلًا ومستدامًا وشاملًا، ومن الأمثلة البارزة على ذلك قرية مسفاة العبريين الجبلية بولاية الحمراء التي أشادت بها منظمة السياحة العالمية، وولاية نزوى النابضة بالحياة في محافظة الداخلية.

وفي شأن الاستدامة البيئية، أكد معاليه أن جميع خطط التنمية السياحية تضع في الاعتبار الحفاظ على جمال عُمان الطبيعي وبيئتها البكر وكنوز التنوع البيولوجي. ولتحقيق هذه الغاية، تم وضع إطار قانوني وتنظيمي قوي لحماية الأصول الطبيعية السابقة.

وأشار معاليه إلى البنية الأساسية المتينة لتمكين الاستثمار، بدءًا بتأسيس "صندوق مستقبل عُمان" بقيمة 5.2 مليار دولار أمريكي وبنك التنمية؛ ما يسهم في دفع الاستثمار وتقديم الدعم المالي للمشروعات من جميع الأحجام بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف معاليه أن جهاز الاستثمار العُماني يدعم قطاع السياحة في سلطنة عُمان ويضيف المزيد من الزخم لإسهامه في تطوير السياحة من خلال صندوق التنمية الوطني. أما بالنسبة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فإن سلطنة عُمان تتمتع بسجل حافل من النجاحات على مدى أكثر من 25 عامًا في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث أنتجت أصولًا سياحية مثل "الموج مسقط" بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وجبل السيفة، وخليج مسقط، وهوانا صلالة.

وأوضح معاليه أن من أهم عوامل نجاح هذا المشروع تأسيس شركة "عمران"- الشركة العُمانية للتنمية السياحية- التي تشارك في مشروعات مشتركة مع مطورين محليين ودوليين لإنشاء وإدارة بعض الأصول السياحية الأكثر شهرة في سلطنة عُمان.

وأضاف معاليه أن وزارة التراث والسياحة تعمل على إنشاء مجموعة متنوعة من الشركات المحلية التي تقدم منتجات وخدمات استثنائية لإثراء المشهد السياحي والثقافي؛ إذ تعمل حاليًّا 6529 شركة صغيرة ومتوسطة في مجال السياحة، تتنوع نشاطاتها بين التخييم والفنادق إلى جانب مجموعة واسعة من مشروعات الخدمات والإمداد.

وقال معاليه إن الوزارة تُعدّ شريكًا نشطًا في مجموعة من المنظمات الدولية، وتصب مشاركتها في مصلحة تحقيق تبادل المعرفة والخبرة، وتعزيز التعاون العالمي، وتعزيز عروض السياحة في سلطنة عُمان والإسهام في تطوير صناعةِ سياحةٍ جيولوجيةٍ أكثر استدامة وشمولًا، "كما تشارك سلطنة عُمان بانتظام في اللجان واجتماعات المجلس الوزاري للسياحة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة السياحة العربية، ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة".

 

تعليق عبر الفيس بوك