اليوم الوطني الكويتي.. إنجازات تعانق السماء

 

حمود بن علي الطوقي

عندما تحتفل دولة الكويت الشقيقة بيومها الوطني، تقفز إلى أذهاننا نحن العمانيين تلك العلاقات المترسخة بين الشعبين الشقيقين، ونحن هنا في سلطنة عمان نعتبر هذه الاحتفالية جزءا لا يتجزأ من الارتباط العماني بهذه المناسبة؛ فهي مناسبة عزيزة نتشارك أفراحها مع أشقائنا في الكويت ونحتفل معهم مؤكدين عمق العلاقات التي تربط البلدين.

نشارك إخواننا وأشقاءنا في الكويت، ونحتفل معهم بذكرى اليوم الوطني الكويتي الذي يُصادف الخامس والعشرين من فبراير من كل عام، وفي هذا العام تحتفل الكويت بالذكرى الثالثة والستين ليومها الوطني الذي يجسد أعظم معاني الولاء وقيم الانتماء للمواطن الكويتي لوطنه وقيادته الحكيمة الحريصة على تعزيز مكانته، والمحافظة على أمنه واستقراره ودفع عجلة التنمية فيه بشتى المجالات. أستحضر اليوم ودولة الكويت تحتفل بيومها الوطني جهود دولة الكويت في تنظيم المنتدى الإعلامي الذي كان يحرص الزميل والصديق الأستاذ ماضي الخميس على تنظيمه بمشاركة واسعة من الإعلاميين والخبراء من مختلف دول العالم العربي.

وما يُميِّز هذه الندوات والمنتديات الإعلامية أنها تُعرِّفنا بمكانة الكويت ودورها الريادي في تعريف المجتمع العربي بالإنجازات التي تتحقق في الكويت عامًا بعد عام، ولكم كان المنتدى محطة مهمة ونافذة لإبراز الإنجازات الكويتية على مختلف الأصعدة. ولا شك أنَّ هذه الإنجازات وبلغة الأرقام تُثلج الصدور؛ فالمناسبة بحد ذاتها وقفة مهمة يستذكر فيها الشعب الكويتي بمشاعر من الفخر انتماءهم لهذه الأرض التي تنطلق من اعتزازها بماضيها المجيد، لتلحق بركب الدول الطامحة إلى بناء حاضر دولة عصرية ومستقبل مشرق.

اليوم.. نحن هنا في عُمان، نُشارك أبناء الشعب الكويتي الشقيق أفراحهم واحتفالاتهم بهذه الذكرى الثالثة والستين "عيد الاستقلال" وأيضًا الذكرى الثالثة والثلاثين للتحرير، وهاتين المناسبتين تجسدان أواصر الأخوة الصادقة وروابط المحبة والتقدير والاعتزاز، انطلاقًا من عمق العلاقات الوطيدة والمتجذرة التي تجمع البلدين الشقيقين على كافة المستويات؛ حيث يرتبط البلدان بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة، مبنية على وحدة المصير والهدف، والسعي المشترك لتحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال الشعبين الشقيقين.

ونقول دائمًا في سلطنة عمان إنَّ العلاقات التي تربط بين عمان والكويت عميقة ومتجذرة ومتناغمة على مختلف المستويات، وتتعزز يومًا بعد يوم بفضل رعاية واهتمام القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين.

وتأكيدًا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، قام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بزيارة دولة الشهر الماضي لسلطنة عمان، وحظيت هذه الزيارة باستقبال رسمي من قبل أبناء سلطنة عمان؛ حيث جاءت هذه الزيارة تلبية لدعوة جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه-؛ بهدف تعزيز الروابط الأخوية والتنسيق والتعاون والشراكة الإستراتيجية المبنية على أسس متينة من الأخوة والمحبة والتطلعات المشتركة، ونحن العمانيين نعلم تلك العلاقات التي تربط بين آل سعيد وآل الصباح، وهي علاقة خاصة ووطيدة وضاربة في أعماق التاريخ، وتمضي بخطى ثابتة ومتقاربة في الفكر والتطلعات، ومتجاوبة بشكل متزايد مع تطلعات الدولتين والشعبين الشقيقين، مستمدة المزيد من القوة والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أرحب. ولعل حضور صاحب السمو أمير دولة الكويت لمراسم حفل افتتاح واحد من أهم المشاريع المشتركة بين البلدين التي تقام على أرض السلطنة، وهو افتتاح مشروع مصفاة الدقم، الذي تأسس برغبة مشتركة بين الجانبين بهدف تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية باستثمارات تقدر بنحو 9 مليارات دولار، ولاشك أن ما تقوم به اللجنة العمانية الكويتية المشتركة من دور وجهود حثيثة ومتعددة يُسهم في دفع وتوسيع نطاق هذه العلاقات لما لدى القيادتين من قناعة على توافق الأفكار في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليم والبحث العلمي والشباب والخدمة المدنية والبيئة...وغيرها من المجالات التنموية المختلفة. وها نحن اليوم نشهد اكتمال هذا المشروع ليعلن ترسيخ العلاقات الرابطة بين البلدين الشقيقين.

وبالعودة لاكتمال هذا المشروع الذي يرى النور في المنطقة الاقتصادية بالدقم، فإنه يعد إضافة نوعية لقطاع المصافي والبتروكيماويات في سلطنة عُمان؛ مما يفتح آفاقًا واسعة تسهم بشكل فعَّال في تعزيز الاقتصاد الوطني، ويتيح فرصًا كبيرة لنقل الخبرات والتكنولوجيا؛ مما يُسهم في تطوير وتحسين القدرات الصناعية والتقنية في البلاد. وعلاوةً على ذلك، سيوفر المشروع فرص عمل مستدامة وواعدة للشباب العماني والكويتي، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من هذا النهج الاستثماري الذي يخدم أبناء البلدين.

هنا.. كمراقبين وصحفيين من أبناء البلدين، نرى أن طموحات الشعبين الشقيقين عالية جدا في مختلف المجالات، خاصة مساعي البلدين الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ولطالما أكد البلدان دعمهما الكامل للقضية الفلسطينية واستنكارهما للعدوان الغاشم على قطاع غزة وفلسطين، والعمل معًا لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، وعلى ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية واحترام سيادة واستقلال الدول والشعوب، والالتزام بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية.

فكل عام ودولة الكويت في تقدم وازدهار...،