إسرائيل تقف عاجزة أمام تهم "الإبادة الجماعية".. وترقب دولي لقرار من "العدل الدولية" حول الحرب في غزة

الرؤية- الوكالات

عقدت محكمة العدل الدولية جلستين علنيتين الخميس والجمعة، للاستماع إلى مرافعة جنوب أفريقيا في الدعوى التي تتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى الاستماع لرد فريق الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت جلسة الخميس تقديم الأدلة مدعومة بالتصريحات الرسمية ومقاطع الفيديو، والتي تثبت قيام الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة الفصل العنصري والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في حين لم يستطع فريق الدفاع عن الاحتلال الرد على الأدلة المقدمة.

وسيقوم قضاة المحكمة ببحث حجج الطرفين، ومن المنتظر أن تصدر المحكمة خلال الشهر الجاري حكمًا بشأن قرار عاجل محتمل يأمر إسرائيل بوقف الحرب، لكنها لن تبت سريعاً في اتهامات الإبادة الجماعية لأن هذه المسألة قد تستغرق سنوات.

من جهته، قال وزير العدل في جنوب أفريقيا رونالد لامولا- في مؤتمر صحفي أمام المحكمة في لاهاي- إن إسرائيل أخفقت في الرد على الأدلة التي قدمتها بلاده، ولم تقدم ما يدحض الوقائع التي اتهمت بها.

ووصف لامولا الردود الإسرائيلية بأنها "غير متوازنة"، وقال إن تل أبيب تبدو غير قادرة على إدانة أفعال جنودها، مشددا على أنه لا يمكن تجاهل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الإبادة.

وأضاف إلى أن الأمم المتحدة اعترفت بأنها لا تستطيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة بسبب القصف الإسرائيلي.

ورفض الفريق الجنوب أفريقي اتهام إسرائيل له بتمثيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمام المحكمة، وقال "لا نمثل حماس… بل يمثل هذا الفريق شعب جنوب أفريقيا". وأضاف الفريق "ادعاء إسرائيل أننا أشدنا بحماس بعد هجوم 7 أكتوبر لا أساس له من الصحة ونرفضه وندينه".

وتابع "لا نتفق مع ما فعلته حماس، لكننا لا نعتبرها منظمة إرهابية، ونتعامل مع جميع الأطراف الفلسطينية".

وسلطت صحف عالمية -في تقاريرها وتحليلاتها- الضوء على هذه الدعوى، إذ تطرقت صحيفة "جارديان" في مقال لها إليها قائلة: "إن إثارة قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل بمنزلة دعوة لاستيقاظ العديد من الحكومات الغربية ووسائل الإعلام التي دعمت الحرب الإسرائيلية الوحشية من خلال التواطؤ ومحاولة توجيه النقاش بشأن حقيقة ما يحدث في غزة، ودعم إسرائيل دبلوماسيا وتزويدها بالأسلحة".

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن في حال صدور حكم نهائي ضد إسرائيل- حتى إن كان غير قابل للتنفيذ- فإنه يوجه ضربة إلى مكانة إسرائيل ويغير أسلوب تعامل الدول الأخرى معها.

ونقلت الصحيفة عن خبيرة في القانون الدولي قولها: "لا أعرف كيف ستتمكن إسرائيل من التعامل مع خسارة تضر بسمعتها بشكل مباشر؟".

وكتبت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أن أي حكم ضد إسرائيل مهما كانت طبيعته قد تترتب عليه عواقب دبلوماسية وسياسية وخيمة.

ولفتت إلى أنَّه "من شأن حكم ضد إسرائيل أن يؤثر في سير الحرب المستمرة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ومن هنا يتعين على إسرائيل أن تشعر بالقلق من خطر يتهددها قد يأتي من لاهاي".

تعليق عبر الفيس بوك