إن لم تخنِ الذاكرة!

 

محمد الزعابي

ذاكرة الإنسان معرضة للنسيان وهناك أسباب كثيرة تسبب  للدماغ  حالة من فقدانٍ ظاهريٍ يتم من خلاله تحوير المعلومات، وتختلف هذه  الحالة من فئة عمرية إلى أخرى.

ثمة أشياء كثيرة تسبب ضعف الذاكرة لدى الأطفال ومن بينها سوء التغذية وقلة الحصول على المكملات الغذائية والضرورية لنمو أجسادهم فتجتاحهم الأمراض المرتبطة بذلك وتسبب لهم المعاناة التي تنغص حياتهم . أما إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية المتطورة "آيباد"، فيعتبر مشكلة كبيرة تبدو آثارها واضحة على الصحة العقلية والجسدية والنفسية لديهم، كما تظهر تأثيراتها المدمرة أيضًا على ذاكرتهم، فتجد أطفال جيل اليوم يختلفون عمن سبقهم من جيل التسعينات الجميل مثلًا، حين كانت الألعاب البدنية والعقلية طاغية في مجالات التربية المدرسية والبيتية حتى أننا نتذكر تلك المفكرة الجميلة التي كانت تدون عليها الواجبات والفروض وملاحظات المعلمين على أداء تلاميذهم، ويضطر الطفل أن يكتبها بيده مما يزيد من تقوية ذاكرته، على نقيض ما نراه اليوم عند الأطفال، فكل شيء أصبح سهلًا ويحفظ في الملفات الذكية وهذا يؤدي لتجاهل الحفظ عند الأطفال ويسهل عملية ضعف الذاكرة في الدماغ.

أما عند كبار السن فقد تكون أسباب الإصابة  بضعف الذاكرة متقاربة لدى الفئة العمرية الأولى لكنها تختلف عنها بعض الشيء من حيث الزيادة فكبار السن معرضون لاضطرابات في العقل بسبب الاكتئاب والتوتر كضغوطات العمل وقلة النوم  وأمراض الكبار المزمنة.

فكيف يمكننا تفادي ضعف الذاكرة لدينا؟

بالرياضة اليومية نستطيع أن نعالج أنفسنا من خلل الذاكرة لما تمدنا من نشاط وقوة في العقل وصحة في البدن، وعلينا أن نترك العزلة لكي نقضي أوقاتاً ممتعة برفقة الأصدقاء نناقش فيها الحوار الجديد الذي ينور الفكر ويضيف للذاكرة الشيء المفيد.

ومن بين الظواهر الإيجابية القراءة التي تثري العقل وتجدد  التأمل فيه  كما أن ألعاب تقوية الذاكرة مثل كرة القدم والشطرنج وسين وجيم  والدمينو وغيرها من الألعاب تساعد في تركيز العقل وزيادة تقويته.

وهناك مشكلة تحدث لبعض الأشخاص وهي النسيان القريب فعلى سبيل المثال يغفل أحدهم عن مكان وضعه مفتاح سيارته التي ترجل منها منذ دقائق. ويحدث هذا بسبب عدم ترتيب الأغراض في مكانها الصحيح. وهناك حكمة أمرنا بها الإمام ابن القيم في كتابه "الطب النبوي": "وأي عضو كثرت رياضته قوي، وخصوصًا على نوع تلك الرياضة، بل كل قوة، فهذا شأنها، فإن من استكثر من الحفظ، قويت حافظته، ومن استكثر من الفكر، قويت قوته المفكرة، ولكل عضو رياضة تخصه".

وهناك مأكولات ومشروبات عدة  تزيد من تقوية الذهن  كأكل الزبيب فيقول الزهري: من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب. ويقول الخبراء الماء والزنجبيل يساعدان في علاج النسيان.

لذا يجب علينا الاهتمام بصحتنا وعدم الإفراط فيها وتجنب السهر والنوم الكافي يقلل من حدة النسيان. كما إن الاختبارات تنشط الذاكرة فعلينا أن نختبر أنفسنا دائما ببعض المعلومات وكثرة الحفظ والفهم كل هذه الأشياء تقوي من ذاكرتنا.

يقول الكاتب والصحفي المصري عبد الوهاب  مطاوع: "المعرفة سلاح يستعين به الإنسان، على فهم الحياة ومواجهتها وخوض تجاربها".

تعليق عبر الفيس بوك