أصدقائي لا يكذبون!

 

عائض الأحمد

كلما أردت أن تضع عنواناً لحياتك أفسده الآخرون يقولها وهو يحمل مرارته على كفه وينفخ فيها في يوم بارد لعله يطفئ نارها كما يقول، أصدقائي يفسدون حياتي ويجعلونها مسرحاً لهم لم يعد لدي القدرة على كل هذا ولكنها "الشهامة" التي "تهز جبال" تمنعني من قول لا، كان حديثه، فماذا تنتظر أن نقول لك؟

لم أجد أسوأ من هؤلاء ومن يسير إلى جوارهم فهم على نفس الخطى يجدون من يفتح لهم ذراعيه ويرخي لهم حبل رضاه ثم يشكي حاله وينعت أحوالهم وهم في الهم سواء، إن لم تكن أحرص الناس على حياتك ومسيرك ومع من تضع نفسك، فلا تنتظر أن يطرح الحنظل زبيبًا.

العيب والمعيب وما بينها أياً كان زمانه ومكانه فهو قبول ذلك والصمت عليه واستحسانه، ثم التنكر له وقت حضورك الروحي وتجلي أفكارك واستعادة غائبك في توهان لحظات تأتي وترحل فجأة ثم تستفيق على سوء من حولك.

العلاقات الإنسانية الصحيحة تُبنى في غالبها على مصالح مشتركة ومنافع متبادلة وهذه الحقيقة المطلقة لضمان استمرارها، معوقات التفاعل الشخصي تبدأ بسؤال ولماذا أنا ثم يعقبها أي فائدة سأجنيها من كل هذا؟

لذلك تجد بعض الثقافات تحدد ملامح توجهاتها، في إطار محدد لن تتجاوزه ويحتم عليك أن تحترم كل من في هذا السياق، لذلك تجد بعض الشعوب تعيش بنهج مُعين وكأننا ظننا لوهلة ونحن نراقب من الخارج انعدام المشاعر وقسوتها أحيانا وفي حقيقة الأمر هي الإطار الذي يجب أن تكون متسقًا معه، وخصوصا عندما يتعلق ذلك بالمال وتأثيره على مستقبلك، البذخ وروح التبذير "وجيب الغيب الخفي"الذي يأتي به الغد  دعه لمن ينتظر هبات السماء لينثرها بردا وسلاما على أصدقائه السذج في واحة طبت وطابت ليلتك وإلى الغد يا صديقي.

ختامًا.. لا يرى في الليل إلا ظلمته، ونسي تلك النجوم المتلألئة التي تضيء السماء، العتمة ليست في عينيه، إنها في  قلبه ومنهم من لا يبصرون.

شيء من ذاته:

في نهاية المطاف كلهم يبكون حزنًا وشوقًا للحظات اللاعودة، ويقلبون دفاترهم القديمة وذكرياتهم البالية ليذكِّروك، كل هؤلاء الحمقى أعمتهم القسوة ونشوة الشباب عن روح كانت تحميهم بظلالها دون أن تشكي لهيب القَيْظ!

سمة:

يعتريها طوفان الغضب ويتصبب جسدها ماءً يثير ظمأ الشاربين، وتتحجر كلمات "النهام" غرقًا في بحرها دون أن تشعر بأنها السماء والماء والفضاء وغصة الموت.. لم تكن تعلم أن خطأها مشنقة ستظل حول عنقي ما حييت، الرحمة وطلب العفو والصفحات البيضاء تغازلها تارة، وتنحنى لها مرات، ثم تعيد الكرّة.. أرحل غير مأسوف عليك، ممسكةً بذراعي ولكن ليس الآن.

نقد:

الضمير الحي لا يموت فجأة، كما هي رسالة القلم؛ فالعمر فقط يحكمك، بين مدٍ وجزرٍ يعلمه من هو قائم على شواطئ كلماتي.