برانكو.. إلى متى؟!

 

أحمد السلماني

يعيش الوسط الكروي في البلاد حالة من الصدمة والذهول بعد الخسارة غير المتوقعة من منتخب قيرغيزستان بهدف، رغم أن عالم كرة القدم يحبل بالكثير من المفاجآت التي لطالما أسقطت نظريات توهّم معتنقوها يوماً أنها لن تخترق، ووحده برانكو إيفانكوفيتش مدرب المنتخب من يتحمل مسؤولية الخسارة رغم تنصله منها مباشرة في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المبارة وإصراره على أنه ولاعبوه عملوا ما في وسعهم لتجنّب الخسارة ليستمر مسلسل ذر الرماد على العيون.

أعرف أن كثيرين، وخاصة اتحاد الكرة، من يقول إننا ما زلنا في بداية المشوار والطريق سالك، نعم هو كذلك نظريًا، ولكن وعلى أرض الواقع، الظهور اللافت والرغبة القوية لدى منتخبي ماليزيا وقيرغيستان في المنافسة على حظوظهما تنبئ بأن وضع المنتخب وفرص نجاحه في التصفيات هي في المحك وتحت الاختبار، كما إننا سنعاني كثيرا مع عمالقة آسيا في النهائيات أن استمر برانكو بذات القناعات وأنتم تطبّلون له.

 مؤشرات عدة تنبأت بهذه الخسارة بدأت تظهر وتفنّد من قبل المحللين والمتابعين؛ إذ إن الأحمر يعاني في خط الظهر وفي صناعة وبناء اللعب وفي الثلث الهجومي الذي ظهر عاجزًا عن إيجاد حلول تهديفية؛ لأنه هو نفسه بلا أنياب أصلًا ويضطر مهاجمونا إلى خدمة أنفسهم بأنفسهم لعدم وجود صانع لعب حقيقي، كما إن حساسيتهم التهديفية مفقودة رغم وجودهم لسنوات ضمن تشكيلة برانكو التي لا يحيد عنها ولا يوجد لها حلولًا ويتعلل بضعف المسابقات المحلية رغم معرفته بواقعنا سلفًا.

الرجل وكعادته لا يغامر باستقطاب أسماء جديدة يراها متخصصون وتحدثوا عنها مرارًا وتكرارا بأنها حلول مهمة وستسد ثغرة الظهير الأيمن (عوار المنتخب) الذي استمر لما يربو لعام وأكثر دون أن يجد له حلًا سوى الاستعانة بمدافع يجيد الدفاع ولا يملك قدرات هجومية رغم اجتهاده، وأيضًا تعويض فقدان الرسام صلاح اليحيائي الذي كان ولا زال مفتاح الحل لدى برانكو ولطالما أنقذ المدرب والمنتخب في سابق المباريات والبطولات، وعندما غاب، اختفت الحلول رغم أن هناك أكثر من خيار لدى المدرب ولكنه يتعامى عنه "ولا أريكم إلا ما أرى".

عزيزي برانكو.. حديثك بالمؤتمرات أسطوانة باتت مشروخة، وشخصيًا لا أحضر مؤتمراتك الصحفية إلا نادرًا لأني أحفظ وأعرف ما قلته وما ستقوله، وبالنسبة للإعلام المسؤول والذي ينظر للأمور بنظرة عامة وفاحصة تضع مصلحة المنتخب القومي والكرة العمانية فوق كل اعتبار فهو يحمّلك شخصيًا المسؤولية الكاملة لنتائج اختياراتك وطريقة إدارتك لمستقبل الأحمر في استحقاقاته القادمة والمفصلية، بعد أن وفّر اتحاد الكرة أدق تفاصيل الجو العام الملائم لعملك.

الرسالة الأهم أوجهها لاتحاد الكرة، إن كان هناك من لجنة فنية لدى اتحاد الكرة؛ فيتوجب عليها تقييم عمل المنتخبات، والخروج بتوصيات تساهم في تصحيح مسارها، كما إن مساءلة الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات، تمثل ركيزة أساسية للبناء والمنافسة والعمل بمبدأ الثواب والعقاب.