ازدواجية طريق سمائل الداخلي

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

تُعدُ ولايةُ سمائل من الولايات التاريخية الضاربة في القدم، وقد حظيتْ- كغيرها من ولايات السلطنة- بالعديد من المنجزات الحضارية في عصر النهضة الحديثة ومن ضمنها طرق المواصلات، والتي تعد في عصرنا الحاضر عصب الحياة ومن أولوياته التي لا غنى عنها باعتبارها شريانًا حيويًا لديمومة الحياة المدنية وتجددها، وإحدى الركائز التي تسهل على الناس أمورهم الاقتصادية والمعيشية والحياتية.

ويمثل طريق "سمائل لزغ -المدرة" من الطرق الحيوية، الذي هو بمثابة الرئة التي تتنفس منها قرى الولاية الذي يربطها بها كالجسد الواحد من جهة، ومن جانب آخر بالطرق الرئيسة "بدبد – نزوى" و"بدبد- صور"، ومنها إلى الولايات الأخرى في سلطنتنا الحبيبة.

ونظرًا لأهمية هذا الطريق من الناحية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية للأهالي؛ فمن الناحية الاقتصادية يشكل أهمية قصوى لأهالي الولاية؛ فهو الخط المؤدي من الداخل إلى المنطقتين الصناعيتين، منطقة سمائل الصناعية الكبرى وهصاص الصناعية، وسوق المدرة الذي يعج بالحركة ليل نهار، وسوق لزغ الواقع بالقرب من طريق "بدبد- صور"، واللذين يعتمد عليهما أهالي القرى في الولاية في تسويق منتجاتهم، وشراء حاجياتهم الأساسية.

وكذلك من الناحية السياحية فهي مقصد سياحي؛ نظرًا للإرث التاريخي لهذه الولاية منذ صدر الإسلام الأول؛ حيث انبثق نور الإسلام منها كما تشير إليه المصادر التاريخية في القصة المشهورة، بأن أول من أسلم من أهل عُمان هو الصحابي الجليل مازن بن غضوبة الطائي، وكذلك أنجبت العديد من الأئمة كمحمد بن عبدالله الخليلي، والمُحققين كالشيخ العلامة المحقق خلفان بن سعيد الخليلي، والعلماء كأبي عبيد السليمي، وخلفان بن جميل السيابي، والعلماء كأبي مسلم الرواحي، والشعراء والأدباء كعبدالله بن علي الخليلي وأبي سرور، وموسى بن عيسى البكري، وحبراس، والقضاة كالشيخ عيسى الطائي، والشيخ عيسى بن حمود الرواحي وغيرهم. ويوجد بها العديد من المساجد الأثرية كمسجد المضمار وغيرها من المساجد الأثرية، وقلعة سمائل، وحصن هصاص، وبيت الخوبار، وفلج السمدي الشهير، وسوق سمائل القديم، وهبطات العيد بالإضافة إلى واديها الذي شبهه المؤرخ الشيخ سالم بن حمود السيابي بورقة الموز إذ يقسمها إلى ضفتين. علاوة على ذلك بساتينها الغناء وارفة الظلال.

ومن الناحية الاجتماعية، يخدم هذا الطريق شريحة كبيرة من السكان المحليين من وإلى مركز الولاية المؤدي إلى العديد من المؤسسات الحكومية والخدمية الموجودة في المنطقة التجارية وما حولها (المدرة)؛ كمستشفى سمائل، والدفاع المدني، والشرطة، والأحوال المدنية، ومحكمة سمائل، والمدارس الحكومية والخاصة، والدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وغيرها.

ونتيجة لتقادم هذا الشارع وازدحامه وخاصة في الفترة الصباحية، والفترة المسائية في الأيام العادية وأيام الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، وكذلك أهميته لطلبة المدارس والموظفين والأهالي، أضحى وضعه هاجسا يؤرق الأهالي؛ علاوة على ذلك وجود العديد من الحفر العميقة والسطحية في الشارع؛ وأيضا أثناء نزول وادي سمائل تنقطع الحركة فيه؛ نظرا لغزارة الوادي وما يسببه من مخلفات، وتأثيره المباشر عليه؛ مما يؤثر سلبا على المقيمين من سكان الولاية والمرتادين من قراها؛ وخاصة المرضى أثناء ذهابهم لمستشفى سمائل.

ومن المُعيقات أيضًا رغم أهميتها التي ساهمت في الحد من الحوادث المرورية المطبات المتعددة، التي تؤدي إلى بطء الحركة وتؤدي إلى الزحام مما يؤدي إلى تأخير الطلبة عن مدارسهم، والموظفين عن أعمالهم.

إنَّ النظر إلى هذا الشارع الحيوي من قبل جهات الاختصاص، وسعادة المحافظ، ووالي الولاية بعين الاعتبار؛ يعد أولوية قصوى؛ لوضع حلول تثلج صدور الأهالي ومرتادي الولاية من الزائرين والسائحين والمقيمين، لا سيما ونحن في عصر نهضة متجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفق رؤية "عُمان 2040".

تعليق عبر الفيس بوك