القضية الفلسطينية

 

علي بن حمد المسلمي

aha.1970@hotmail.com


القضية الفلسطينية، قضية عربية إسلامية عالمية عادلة لا مزايدة تجاهها ولا مراء فيها، منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى وقتنا الحاضر الذي أعطى الحق لمن لا يستحق، وبدأ الكيان الوليد يُعربد بالحجر ويقتلع الشجر ويقتل البشر ويمارس العسف والتنكيل بالمواطنين الأحرار، وتشريدهم واجتثاثهم من موطنهم الأصلي وبناء المستعمرات على أنقاض القرى والبلدات الفلسطينية حتى تفرق أهل البلاد الأصليين في البلدان المجاورة وشتى أنحاء الأرض وبقي منهم من بقي.

خمسة وسبعون عاماً من الظلم، عانى فيها الفلسطينيون ما عانوا من القهر والذل وقلة الحيلة، يدافعون بصدورهم العارية هذا الكيان الغاصب، ويرون بأم أعينهم كيف يعيث هذا الكيان المُحتل فسادًا في الأرض، ويهلك الحرث والنسل ولا يكترث لا لطفل ولا لشيخ كبير ولا نساء، سجونهم مُلئت بآلاف الأسرى دون أي وجه حق؛ سوى الدفاع عن عرضهم وشرفهم وكرامتهم وكرامة وطنهم.

لقد قاوم الوطنيون الأحرار العدو الغاصب بما يمتلكون من أدوات السيف والقلم يحملون غصن الزيتون للإيحاء للعالم بأننا دعاة سلام نريد الحرية والكرامة والعيش الكريم لنا ولأبنائنا في بلد مستقل لا أكثر ولا أقل، يطرقون باب الكرامة ويناشدون أصحاب الضمائر الحرة تارة، ويدافعون عن أنفسهم تارة أخرى خشية تصفية قضيتهم وطردهم منها.

"لقد بلغ السيل الزُبى" وضاقت الأرض بما رحُبت بما فعل هؤلاء من فسادٍ وإفسادٍ، والدول الكبرى تُرضْخ أصحاب القضية إلى عقد اتفاقات تهضم حقهم، وتجتث أرضهم مثل اتفاقات أوسلو، وتجبر أبناء جلدتهم على عقد اتفاقيات سلام تجعلهم مكبلين لا يستطيعون نقضها وإلا سيتهمون بنقض العهد كمعاهدة السلام مع مصر والأردن.

وها نحن اليوم أمام ظاهرة أخرى، ظاهرة التطبيع وما نجم عنه من اتفاقيات مع الكيان الصهيوني والتي هدفها التطبيع الكامل معه وتنفيذ صفقة القرن وتحقيق ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد"؛ لتتسيد هذه الدولة الغاصبة المنطقة، وتقود هذا الشرق وفق أهواء الغرب المُتصهين. والنتيجة لكي يبقى الفلسطينيون يواجهون المصير بأنفسهم وتصفى قضيتهم وتوطينهم في البلاد المجاورة كالأردن ومصر ولبنان وسوريا.

وها هم الفلسطينيون اليوم في غزة ينتفضون من أجل وطنهم الحر الأبي لما شاهدوه من قبل المستوطنين والمتشددين الدينيين واليمينين المتطرفين، يعربدون في المسجد الأقصى ويعتدون على الحرائر من نساء فلسطين ويقتلون العزل من الرجال تحت مرأى وسمع وبصر الجنود الصهاينة، ولا يحركون ساكنًا وهم مقهورون بالحصار الذي دام ستة عشر عامًا، يرزحون تحت وطأة الذل والمهانة وقلة الحيلة. أبعدَ كل ذلك الحر يصبر ويسكت على الضيم ويرضى بالذل والمهانة مهما علت أبواق المتصهينين في العالم والمدافعين عن الصهاينة في دولنا العربية والعالم؟

لقد سطّر الغزاويون ملحمة ضد الصهاينة في صبيحة اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023، ملحمة بطولية يسجلها التاريخ بأحرف من نور بشهادة العدو قبل الصديق بأدوات بسيطة وأيمان قوي من قبل فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى، أدت إلى الهلع في صفوفهم وسقوطهم بين قتيل وأسير وسقطت أسطورة أمن إسرائيل والجيش الذي لا يُقهر وتسويق قضيتهم على أنهم هم أصحاب الأرض والفلسطينيون هم الإرهابيون.

وهنا تتكشف النتائج وتظهر الحقيقة جلية؛ فالدول التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان هي التي سارعت إلى الاصطفاف والمساندة للصهاينة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ولحقتها الهند ولم يكتفوا بذلك؛ بل وجهوا سهامهم لحركة المقاومة الإسلامية واتهموها بالداعشية!!

وأيضا أظهرت الوجه البشع للصهيونية، سياسة الانتقام لدى هذا الكيان وأعلنوا الحرب على قطاع غزة وينتهجون نهج الأرض المحروقة؛ حيث كعادتهم يثبتون للعالم أنهم هم الإرهابيون يُدمِّرون البيوت على رؤوس ساكنيها ويقتلون الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء الحرائر، واتهامهم للعرب بأنهم حيوانات بشرية، ونسوا وتناسوا أنهم يمارسون دور الحيوانات المفترسة التي تأكل الأخضر واليابس وتنهش البشر قبل الحجر.

تعليق عبر الفيس بوك