من المسؤول عن تعثر مشاريع رواد الأعمال؟!

 

حمود بن علي الطوقي

 

قلت في تغريدة على حسابي في تطبيق تويتر: "من الملاحظات التي أثارت انتباهي قيام عدد كبير من رواد الأعمال بالتفرغ لأعمالهم وفتح مشاريع لهم في أنشطة مختلفة وتجهيز المحلات بأرقى التصاميم حتى يواكبوا الركب، وبعد مرور مدة بسيطة نرى هذه المشاريع قد أغلقت ومعروضة للبيع؛ ‏الأمر يحتاج لتدخل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمناقشة هذه الظاهرة".

شخصيًا أنا على يقين تام بالجهود التي تبذلها هذه الهيئة من أجل دعم مشاريع رواد الأعمال، وعلى مدار السنوات الماضية نجحت الهيئة في دعم رواد الأعمال ويشترك مع الهيئة العديد من المؤسسات الحكومية منها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ووزارة العمل وغيرها من الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص.

وكنتُ شاهدًا على هذه الجهود منذ "ندوة سيح الشامخات" التي انطلقت بتعليمات من المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وكانت إحدى أهم توصيات هذه الندوة تنفيذ الأوامر السامية بإنشاء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (آنذاك)، ومنذ ذلك الوقت والجهود الحكومية تتواصل من أجل دعم مشاريع رواد الأعمال، وعلى مدار هذه السنوات المنصرمة حدثت تطورات هائلة وقرارات داعمة من أجل مساعدة رواد الأعمال وتم تأسيس في وقت سابق صندوق الرفد؛ ليكون بمثابة الجهة التمويلية لمشاريع رواد الأعمال.

الآن بعد مرور قرابة 10 سنوات.. أين تقف مشاريع رواد الأعمال وما هي الظروف التي تحيط بهذه المشاريع؟ هل ما زالت تقاوم التحديات أم هناك مشاريع أُغلقت؟ وهل رؤية رواد الأعمال في إدارة مشاريعهم هل ما زالت كما هي أم تبخرت تلك الطموحات بسبب الأوضاع الاقتصادية التي مرت على العالم بسبب جائحة كورونا والتذبذب الذي حل بالاقتصاد الوطني بسبب أوضاع سوق النفط؟

أعود إلى التغريدة التي كانت بمثابة التنبيه على ما آل إليه قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتوسطة من إغلاق العديد من هذه المؤسسات على الرغم من الدعم الكبير والقروض التي قدمت لهذه المؤسسات. فلماذا تعاني هذه المؤسسات؟ ولماذا تغلق أنشطتها وتتحول العديد من قضايا رواد الأعمال إلى الجهات القضائية؟ أين يمكن الخلل؟

من خلال التغريدة التي لقيت ردود أفعال متباينة من قبل المعنيين فئة رواد الأعمال، فنقرأ أحد الردود من المغرد أحمد عمر يقول: "أتمنى من المؤسسة المعنية (يقصد هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) أن تقوم بإعداد دراسات جدوى حقيقية حتى يستفيد كل من له رغبة بافتتاح مشروع من هذه الدراسات. حتى لا يقع في المشاكل التي تحيط بالشركات حديثة التأسيس".

وتشاركه الرأي المغردة الخروصية وترى أن أحد أسباب فشل مشاريع رواد الأعمال عدم وجود دراسة جدوى حقيقية وأن الدراسات المقدمة غير مجدية وهي مجرد خيالات وتوقعات وليست دقيقه إطلاقًا.

ويقول المغرد محمد تعليقا على التغريدة "إن أحد أهم أسباب فشل مشاريع رواد الأعمال تراجع القيمة الشرائية على فترات العام"، ويرى أن هناك فرصة وحيدة للاستدامة وهي توفر السيولة وضمان ولاء العميل وعودته، وللوصول إلى ذلك يحتاج رائد العمل إلى الكثير من الأموال.

ويؤكد المغرد الدكتور محمد أن من أسباب فشل مشاريع رواد الأعمال العمانيين هو "عدم تفكير أغلب الرواد فى أن العمل يحتاج إلى حركة أكثر من الجلوس، لذلك ترتيب أي مكتب بأقل الإمكانات مثل الحاضنات يكون أفضل حل مع وجود دراسات جدوى واقعية معتمدة على سوق واقعي، وصراحة "ريادة" لم تقصر في هذا الجانب مع كم الدورات والاستشارات المقدمة لهؤلاء الشباب".

ويشارك في الرأي المغرد علي الجعفري ويقول إن "30% من المشاريع الكبيرة والصغيرة  التي تُدار من قبل رواد الأعمال مُهددة بالإغلاق بسبب التأثيرات التي تواجه المشاريع"، ويرى أنه "في حالة إغلاق هذه المشاريع فإن على الحكومة التحرك من الآن بفتح مجالات التوظيف للباحثين عن عمل لتحريك الاقتصاد، وهذا حل من الحلول".

ويشارك في الرأي المغرد محمد الرشيدي، فيقول إن سبب تأثير مشاريع التي تُدار من قبل رواد الأعمال سببها جائحة كورونا وأغلقت الكثير من المشاريع سوى الصغيرة أو حتى الكبيرة لأن الوضع أثناء جائحة كورونا كان صعبًا ومتعبًا. وأضاف أن ما نراه تصريحات إعلامية للتسهيل وتقديم حلول فهي غير موجودة على أرض الواقع.

ويقول المغرد ساعد المسكري: "نشكركم على هذه التغريدة، وقد وضعت اليد على الجرح؛ فهناك معاناة حقيقية يعاني منها رواد الأعمال ونطالب بدور أكبر الإعلام لمناقشة هذا الأمر بارك وأن تفتح مساحات للمناقشة بحيث تأتي هذه النقاشات الحلول المرجوة".

إن الموضوع الخاص برواد الأعمال يجب أن يكون ناجحًا لما قدمته الحكومة من دعم على مدار هذه السنوات، وإذا كان هناك من إخفاق فيجب أن يناقش بجدية لمعرفة أين يكمن الخلل، والتخوف من أن تتبخر هذه الجهود، ونرى المشاريع التي تدار من قبل رواد الأعمال تتحول إلى أيادي الوافدين.

لا نتمنى أن نرى أية إخفاقات؛ بل نتطلع لأن تُحل كافة التحديات ونستشرف المستقبل من أجل رفعة شأن مؤسساتنا التي يُديرها شبابنا المبدع.