القوة الشرائية لمعرض مسقط الدولي للكتاب

 

حمود بن علي الطوقي

استغربُ ممن يُقلل من قيمة الكتاب ويرى أن عصر الكتاب قد انتهى بوجود تكنولوجيا وبرامج وتطبيقات متقدمة أزاحت عن هذا الكيان الصامد "الكتاب" مكانته، وأصبح من الموروث التاريخي!

اختلفُ مع هؤلاء المشككين فيما يتعلق بمكانة الكتاب، الذي في تقدير المدافعين عنه أنه سيظل خير جليس مهما تعددت وسائل القراءة، وذلك بوجود آلاف العناوين مطروحة ومجانية ويمكن تحميلها بمجرد كبسة زر وتكون جاهزة في هاتفك النقال أو حاسبوك.

نعم.. أتاحت الوسائل الحديثة والتطبيقات، الولوج إلى عالم التكنولوجيا والمعرفة للبحث عن أي كتاب أو مؤلف دون الحاجة إلى الشراء، ورغم ذلك فإنَّ للكتاب قدسيته ومكانته لدى القارئ. أكتب هذا المقال ونحن على أبواب احتضان مسقط لواحد من أقوى المعارض وهو معرض مسقط الدولي للكتاب، والذي سينطلق يوم الأربعاء وسط مشاركة كبيرة من الناشرين من سلطنة عمان ومن مختلف دول العالم. وحسبما أعلن أحمد بن سعود الرواحي مدير معرض مسقط الدولي للكتاب فإن عدد دور النشر المشاركة في الدورة الحالية للمعرض بلغت 805 دور نشر من 32 دولة وتشارك بعدد 533063 عنوانًا وإصدارًا، منها 260614 كتابًا عربيًا، و204411 كتابًا أجنبيًا، فيما بلغت الإصدارات الحديثة التي تُعرض لأول مرة نحو 5900 إصدار.

هذه الإصدارات وغيرها تجعلنا كمتابعين لهذا الحدث السنوي المهم، نؤكد أن معرض مسقط الدولي للكتاب يُعد أبرز الأحداث الثقافية التي تقام في سلطنة عُمان؛ بل وينتظر هذا الحدث عدد كبير من الجمهور العماني والمقيمين؛ كون أن هذا الحدث ليس فقط ملتقى لشراء الكتب؛ بل تظاهرة ثقافية وأدبية؛ إذ تُقام على هامش المعرض العديد من الفعاليات الثقافية المصاحبة.

وأعلنت اللجنة المنظمة للمعرض عن إقامة نحو 165 فعالية و166 منشطًا خاصًا بالناشئة والأطفال، ونحن في مجلة مرشد نحرص منذ صدور العدد الأول من المجلة على أن يكون لهذه المجلة جناح ومنفذ للبيع، كما نحرص على تنظيم فعاليات القراءة للطفل بالتعاون مع اللجنة المنظمة، ونطلق سنويًا مبادرات تخص الناشئة. وخلال هذه الدورة حرصت اللجنة المنظمة على تخصيص مساحات أكبر للطفولة والناشئة، ويبلغ عدد الأجنحة للأطفال نحو 1194 جناحًا، إضافة إلى مسرح يستقطب يوميًا الفعاليات والمناشط والمسابقات للأطفال.

أعودُ للحديث عن هذا المعرض المهم والذي تحرص الأسرة والعائلة العمانية والمقيمة على زيارته، وتقوم هذه الأسر بتخصيص موازنات مالية لشراء الكتب بمختلف التخصصات وللطفولة نصيب كبير في المخصصات كما أن دور النشر العمانية المشاركة في المعرض تنتهز الفرصة لطرح العناوين الجديدة من خلال نشر الإعلانات وإقامة فعالية التوقيع للكاتب، كما تحرص أيضا وزارة الإعلام على تنظيم فعاليات إعلامية وتغطيات مباشرة وجلسات حوارية طوال فترة المعرض.

وتدعم وزارة التربية والتعليم المؤلف العماني ودور النشر العمانية من خلال لجنة خاصة بشراء واقتناء الكتب. وشخصيًا سمعت شهادات الشكر والعرفان من ناشرين عرب بقولهم إن معرض مسقط للكتاب قد يكون الوحيد الذي يدعم الناشرين العرب، وذلك بتخصيص موازنة مالية لشراء الكتب. كما تخصص الجهات الحكومية مخصصات مالية لشراء الكتب والإصدارات المختلفة التي تعرض بالمعرض وهذا من منطلق حرص هذه الجهات لدعم القراءة وإبراز معرض مسقط الدولي للكتاب كتظاهرة ثقافية وأدبية متميزة.

إننا ندعو الجميع أن يزور هذا المعرض وتكون زيارته بصحبة أفراد أسرته فقد خصصت اللجنة المنظمة مناشط وفعاليات طوال فترة المهرجان مخصصة للأسرة والطفل. ونبارك لوزارة الثقافة الرياضة والشباب ولوزارة الإعلام وللسلطنة قاطبة، النجاح المستمر والتألق المتواصل في معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يشعل هذا العام شمعته السابعة والعشرين برؤية جديدة لدعم الكاتب والكتاب، وليتبوأ مركزًا متقدمًا على مستوى خارطة معارض الكتاب العربية الدولية.