وزارة الإعلام تحتفل باليوبيل الذهبي للجريدة

جريدة عُمان.. خمسون عاما من صناعة الوعي المجتمعي وبناء الروح الوطنية

...
...
...
...
...
...
...

 

 

◄ تدشين طابع بريدي وإقامة معرض لرصد تطور الجريدة

◄ الحراصي: جريدة عمان الشاهد الأبرز على مسيرة الوطن والمجتمع

◄ تمثل الجريدة ديوان الحياة في مسيرة النهضة العُمانية الحديثة

◄ نصر: الجريدة ساهمت بشكل فاعل في نهضة البلاد

 

 

الرؤية- مدرين المكتومية- أسعد البدري

احتفلت وزارة الإعلام بمرور 50 عامًا على صدور العدد الأول لجريدة عمان، تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، وبحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين والمؤسسين للجريدة من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وذلك بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. وقال معالي الدكتور وزير الإعلام إن الصحف حول العالم اعتادت الاحتفاء بالسنين التي قطعتها في مسيرة عملها، معتبرًا أنَّ هذا الاحتفال يُعد وقفة ومراجعة لهذه المسيرة والنظر في آليات التطوير المستقبلي، لأنَّ الاحتفاء الحقيقي بالصحافة لن يكون إلا بمزيد من التقدم في كل عناصر النجاح المهني.

ديوان الحياة

وأكد معاليه أن جريدة عُمان التي تقف اليوم لترى تأثير الزمن على ما رصدته خلال مسيرتها، تمثل الشاهد الأبرز على مسيرة عُمان الوطن والدولة والمجتمع والإنسان طوال نصف قرن من الزمن، استطاعت خلاله أن تكون ديوان الحياة في مسيرة النهضة العُمانية الحديثة، مضيفا: "إننا نحتفل اليوم بعُمان بلدا وجريدة في الوقت ذاته، بلدًا بكل ما تحقق خلال العقود الماضية وجعل هذه الأرض على النحو الذي ترونه اليوم من التقدم والازدهار، وجريدةً لأنها استطاعت بمهنيّة عالية أن ترصد كل ذلك التغيير العميق وتتيحه بتفاصيله اليومية لكل الأجيال القادمة ليعرفوا جهود الأجداد والآباء وعصارة جهدهم وفكرهم وآدابهم وفنونهم، وهكذا تتحول الجريدة إلى أرشيف وطني شامل للحياة العُمانية بأكملها".

وأوضح الحراصي أن دور جريدة عُمان طوال العقود الخمسة الماضية لم يكن مقتصرا على رصد الإنجازات وتقديمها للمجتمع، بل تجسد في صناعة الوعي المجتمعي وبناء الروح الوطنية وصناعة خطاب تنويري يُسهم في البناء المتين للمجتمع العُماني.

الخطاب الإعلامي

وتحدث وزير الإعلام عن دور الخطاب الإعلامي في صناعة الشخصية العمانية وقوة المجتمع العماني البعيد عن خطابات التطرف والغلو والإرهاب، والعمل على غرس الأفكار والآراء البنّاء دون تطرف أو شطط، مبيناً أن جريدة عمان استطاعت خلال العقود الخمسة الماضية أن تشهد الكثير من التطوير الذي واكب عصر الصحافة الحديثة التي تشهد تحولات متسارعة وتحديات كبرى، وأنه يمكن استغلال هذه التحولات واستثمارها لتعيش الصحافة مجدًا جديدًا لا يقلّ عن سابقه، ولتقدم رسائلها السامية على نحو أوسع وأعمق تأثيرًا.

وأعرب الحراصي عن شكره لمؤسسي جريدة عُمان والجيل الذي يعمل فيها اليوم نظير الجهد الكبير الذي بذلوه، والعمر الذي أفنوه من أجل الصحافة، واصفهم بمشاعل النور التي أضاءت الوطن وساهمت في تشكيل وعي المجتمع.

طابع بريدي ومعرض مصاحب

ودشّن معالي راعي الحفل الطابع البريدي بمناسبة مرور 50 عامًا على صدور العدد الأول لجريدة عُمان بالتعاون مع بريد عُمان، حيث صدر العدد الأول من الجريدة في يوم السبت 12 من شوال 1392، الموافق 18 من نوفمبر 1972م، وكانت تصدر بصفة أسبوعية كل يوم سبت عن المديرية العامة للإعلام والسياحة، وتقع إدارة تحريرها في بيت الفلج بولاية مطرح.  وخلال نصف قرن من العمل الإعلامي 1972-2022 شهدت جريدة عمان تطورات عديدة على المستويات الإدارية والتحريرية والفنية، وصدر معها عدد من الملاحق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.

واستطاعت جريدة عمان خلال خمسين عامًا من الإنجاز الصحفي، أن تسهم في بناء وعي الإنسان العماني في سبيل بناء الدولة الوطنية الحديثة، وأن تكون ذاكرة الوطن شاهدة على تحولات التنمية الشاملة لسلطنة عُمان على مختلف الأصعدة، في ظل نهضتها الحديثة والمتجددة.

كما افتتح الحراصي المعرض المصاحب الذي تناول مسيرة الجريدة ومراحل تطوّرها، إضافة إلى عرض فيلم مرئي عن الجريدة ومراحلها المختلفة، وحديث لأول من عملوا فيها حول العمل الصحفي آنذاك.

ندوة متخصصة

وتضمن الاحتفال إقامة ندوة بعنوان "هذا البلد.. وهذه الجريدة" ركزت على السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية المصاحبة لنشأة الجريدة ومضامينها وخطابها الصحفي في مختلف المجالات، وسلطت الضوء على السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية المصاحبة لنشأة الجريدة، وتحليل مضامين جريدة عمان وخصائص خطابها الصحفي في مختلف المجالات، وتحليل خصائص الإخراج الصحفي للجريدة، وتسجيل شهادات بعض الشخصيات الصحفية والثقافية التي رافقت مسيرة الجريدة.

وجاءت الجلسة الأولى بعنوان: "جريدة عمان: نشأتها ومكانتها وتنظيمها ومستقبلها"، وترأس الجلسة مسعود الحمداني، وقدم فيها الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني مداخلة حملت عنوان "شاهد.. ومشاهد" لتلخيص التجربة الشخصية له في الجريدة. وأوضح الحسني: "أعود باحثا متخصصا في الشأن الإعلامي لأقرأ عُمان بعين الأكاديمي المحايد، حاملا في الذاكرة محطات لشخصيات عبرت أسوار الجريدة فأثرت محتواها التحريري والفني والإداري، وأثرت المشهد الصحفي العماني عبر مختلف المراحل، وقدمت لعمان عصارة جهدها المهني والإنساني".

وقدم الدكتور محمد ناجي العمايرة مداخلة بعنوان "صحيفة عمان في إطار المشروع الوطني الأول للإعلام العماني.. مرحلة التأسيس"، تحدث فيها عن الواقع السياسي في السلطنة في مستهل انطلاق حركة النهضة العمانية الحديثة، وجهود الحكومة لتأكيد وجود السلطنة وحضورها في المجتمع الدولي عبر العلاقات الثنائية وعضوية مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. وجاءت مداخلة عبدالرحمن بن سعيد المسكري بعنوان: "تنظيم العمل الصحفي والإداري لجريدة عمان.. قراءة في المدونة القانونية والإدارية"، لرصد التحولات الإدارية والهيكلية التي طرأت على جريدة عمان خلال نصف قرن من العمل الإعلامي، واستبيان ما رافق تلك التحولات من شروط موضوعية استدعت التغيير في شكل الكيان القانوني الحاضن للجريدة. كما تناول عاصم بن سالم الشيدي في مداخلته بعنوان "مستقبل جريدة عمان" الحديث عن مستقبل الجريدة الذي لا يتوقف عند حدود الشكل، وإنما يتعداه إلى المضمون الذي تراهن به الجريدة لنشر الوعي في المجتمع.

مضامين صحفية

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان: "خطاب جريدة عمان ومضامينها الصحفية"، برئاسة الدكتورة منى بنت حبراس السليمية. وقدم الدكتور حسني محمد نصر مداخلة بعنوان "الثابت والمتغير في خطاب صحيفة عمان والعوامل المؤثرة فيه"، موضحا أن الجريدة ساهمت وما زالت من خلال خطابها الصحفي في النهضة العمانية، حيث عاصرت بدايات تلك النهضة وكانت ركيزة أساسية من ركائزها الإعلامية، كما أنها ظلت طوال تاريخها الجريدة العمانية اليومية الحكومية الوحيدة التي تصدر باللغة العربية لمخاطبة المواطنين والعالم الخارجي.

وتحدث فتحي سند عن "الصحافة الرياضية في جريدة عُمان"، مبينًا أن مهمة القسم الرياضي كانت دقيقة في السنوات الأولى، لأنه يتعامل مع شريحة كبيرة ومختلفة الانتماء للأندية، فالتزم بقواعد ثابتة تتمثل في الابتعاد عن كل ما يُثير جدلا يدفع للتعصب، والحياد التام بين جميع الأندية في المسابقات والحفاظ على عادات المجتمع وتقاليده وإبراز الصور والنماذج المضيئة وبث روح الوطنية. وحملت مداخلة هدى حمد عنوان: "خصائص الخطاب الثقافي في جريدة عمان.. ملحق شرفات نموذجا 2002-2017".

وتناولت عزيزة الحبسية الخطاب الاجتماعي لجريدة عمان، وأهم المواضيع التي ناقشتها الجريدة مثل الزواج المبكر والطلاق والإنفاق وتقنين زواج العمانيين من الأجانب والمشاركة الاقتصادية للمرأة داخل الأسرة والمجتمع، وتأثير هجرة العمانيين من الريف للمدن، وتأثير وجود الوافدين على المجتمع العماني. أما خالد العدوي فقدم مداخلة بعنوان "المضمون الصحفي في جريدة عمان (1972- 2022 ): قراءة بانورامية"، رصد خلالها التطور الموضوعي للمضمون الصحفي للجريدة، وكذلك المراحل الانتقالية التي مرت بها جريدة عمان، مع تقديم تحليل وصفي لتطور مضامين الجريدة وفق محاور تتناول أبرز التغيرات وأبرز اتجاهات المضمون وأهم الكتاب والصحفيين.

تصاميم وإخراج


وجاءت الجلسة الثالثة والأخيرة بعنوان: "تصميم صحيفة عُمان وإخراجها" برئاسة أحمد بن سالم الفلاحي، وقدم الدكتور أشرف محمود صالح مداخلة بعنوان "جريدة عمان في 50 عاما.. السباحة ضد التيار"، موضحاً أنها شهدت تقدما ملحوظا في منتصف الثمانينات من خلال التوسع في استخدام الصور الملونة، وتوجيه اهتمام متزايد بالعناوين الصحفية حجما وشكلا والاتجاه إلى إلغاء الفواصل الطولية بين الموضوعات. كما تحدث عامر الأنصاري عن "التصوير الصحفي والطباعة في جريدة عمان"، مستعرضا أنواع مكائن الطباعة وآلات التصوير التي استخدمها مصورو جريدة عمان وأنواع الأفلام ومسيرة تحميض الصور، إلى جانب بدايات العمل الخارجي وطريقة إرسال الصور وصولا إلى العالم الرقمي.

وسلط الدكتور محمد ساطور الضوء على "الإعلان الصحفي في جريدة عُمان خلال خمسين عاماً.. السمات والتحديات والفرص"، مؤكدا تطور شكل الإعلانات في الجريدة وقدرتها على مواجهة التحديات حتى الوقت الحالي في ظل التحول إلى الإعلام الرقمي والإلكتروني. وقدمت خلود الحضرمية مداخلة بعنوان "خصائص تطبيق الهاتف الذكي لصحيفة عُمان"، تناولت فيها تحليل خصائص التطبيق من حيث الشكل والمضمون، وما يتمتع به من خصائص مثل سهولة الاستخدام ومد تفعيل التطبيقات للخصائص التي تتيح التفاعل مع الجمهور اعتمادا على منهج المسح الإعلامي من خلال المتابعة اليومية للتطبيق بالإضافة إلى إجراء مقابلات غير مقننة مع القائمين على هذا التطبيق.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة