الفوز للعرب وكأس العالم

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مضى شاقًا طريقه مُحدِدًا هدفه باتجاه الحلم المُنتظر، صوّر المشهد ورسم التفاصيل وأخذ لقطة شاشة كبيرة وعميقة وصافية للمنظر، وحدد الهدف ونجح في اقتناص الفرص؛ فكان الأخضر السعودي خفاقًا عاليًا نحو طريق العز والمجد والرفعة، وكنا فخورين به وبإنجازه المبهر وأمنياتنا له بالنجاح الدائم وإلى مزيد من التقدم والإبهار نحو سلم الفوز.

ليس غريبًا على المنتخب السعودي هذا النجاح المستحق فقد كان قد أعد نفسه جيدا قبل بدء هذه التظاهرة الجميلة والتي تجمع مختلف الأقطار العربية والغربية ومختلف الشعوب والدول ليجتمعوا تحت سقف واحد ألا وهو سماء قطر السلام وقطر الحب وقطر البهاء وقطر العز والرفعة والأمجاد. وما قامت به دولة قطر الشقيقة من إنجاز يشار له بالبنان لهو إنجاز كبير وجهد السنين الماضية التي سبقت البطولة والتعب والعطاء فكانت النتيجة المرجوة ليس على الصعيد الكروي فحسب إنما على مختلف الأصعدة الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية والتجارية يتوالى النجاح بدخول واعتناق الإسلام وهو أكبر إنجاز قامت به دولة قطر بعيدا عن الجانب الرياضي المبهر.

لقد فتحت دولة قطر ذراعيها لكل القلوب التي أتت شوقا لمشاهدة الحدث الأكبر على مستوى العالم لكن قطر لم تكتفِ بإنشاء أفخم الملاعب وأفضل المدرجات والصحوة العمرانية الحديثة من فنادق ومنتجعات ومبانٍ عملاقة تتسع للملايين فكسبت قطر الرهان وحققت النجاحات المتتالية رغم كل الصعوبات التي واجهتها والضغوطات التي حاصرتها والعسر الذي حدث لكنها انتصرت فكان النصر مباركاً وكان النصر سامياً وكان النصر جميلاً وما اعتناق الأشخاص للدين الإسلامي والرؤية التي رسمتها قطر إلا دليل على النجاح في السماء قبل النجاح في الأرض فما أجمل نعمة الإسلام وما أجملك يا قطر وأنتِ تحتضنين الدعاة من أجل نشر الإسلام بطريقة ودية سلمية تجمع بين الألفة والمحبة والتراحم والتعاضد ونشر الإسلام بهكذا طريقة جميلة جعلت منك قبلة فكان دخولهم أكبر إنجاز حدث.

سينتهي كأس العالم وسينتصر من ينتصر، ولكن سيبقى الود وسيبقى المشهد الذي نحب أن نراه وهو دخول غير المسلمين للإسلام فيا الله من هذا المشهد الجميل ويالله على هذا الأجر ويا الله على هذا الفوز الكبير.

إن الرسالة الرياضية واجتماعها بالرسالة الإنسانية التي خلقنا من أجلها يعد تسخيراً لكل تلك الأفواج التي أتت فما أجمل أن ينتشر الدين بهذه الطريقة السلسة الودية الصادقة وما أجمل تجمع الشعوب من مختلف دول العالم ليس من أجل الكرة إنما من أجل الفوز الأكبر ألا وهو اعتناق الدين الإسلامي.

إن ما فعله صاحب السُّمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني يُشكر عليه، فمرحبا بهذه القلوب النظيفة التي نباهي بها العالم، فشكرًا الأمير تميم وشكرًا دولة قطر، وأهلا بكل من اعتنق الدين الإسلامي؛ فقطر دوحة الأدب والإسلام والسلام وأيقونة النجاح وشعلة العطاء.

إن النجاح الحقيقي هو هذا النجاح الذي يخلده التاريخ وتخلده الدنيا وتكتب حسناته الملائكة.. عطاء بلا حدود بذلا وإنجازا هذا هو العالم العربي وهذه هي قطر.

أما عن النجاح الكروي فهذه لعبة فيها خسارة أو فوز وأهميتها وقتية وفرحتها ليست دائمة، الحلم الذي تسعى من أجل بلوغه ستصل إليه بطريقة جبارة وعجيبة ولن يكلفك الأمر سوى كن فيكون ولكن اجتهد.