القوات الروسية تحقق تقدما في شمال دونيتسك ومايورسك

معارك استنزاف روسية أوكرانية في "خيرسون".. واعتراف إيراني "متأخر" ببيع "مسيرات" لموسكو

الرؤية- وكالات

أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا إجلاء نحو 700 من سكان كاخوفكا على نهر دنيبر. وقال حاكم كاخوفكا، بافل فليبتشوك، إن عملية الإجلاء تجري بشكل إلزامي، وسينقل السكان إلى مدينة توباسي جنوبي روسيا (الساحل الشرقي للبحر الأسود) وذلك للحفاظ على حياتهم من خطر أي هجوم أوكراني محتمل.

وأضاف فليبتشوك أن هناك مخاطر أخرى تهدد حياة المدنيين، ومنها احتمال فيضان نهر دنيبر في حال قصفت القوات الأوكرانية سد نوفايا كاخوفكا.

وتشن القوات الأوكرانية منذ أغسطس الماضي هجوما مضادا على القوات الروسية من أجل استعادة المقاطعة التي تسيطر عليها موسكو. وحسب المجلس الإقليمي الموالي لكييف بمقاطعة خيرسون، فقد توقف العمل في المبنى الحكومي الرئيسي بمدينة خيرسون وتواصل تفكيك منشآت ومعدات طبية.

ونشرت الإدارة الإقليمية التابعة لموسكو رسالة على تطبيق تليغرام تحث فيها المدنيين على المغادرة فورا، وذلك تحسبا لتقدم أوكراني قد يفضي إلى استعادتها بعد أن ظلت تحت الحكم الروسي منذ الأيام الأولى لغزو أوكرانيا الذي استمر حتى الآن، قرابة 8 أشهر.

من ناحية أخرى، قالت السلطات الانفصالية الموالية لموسكو في دونيتسك شرقي أوكرانيا إن القوات الروسية حققت تقدما في محورين هما: شمال مدينة دونيتسك ومحور مايورسك، بينما تخوض القوات الأوكرانية والروسية معارك استنزاف في جبهات مختلفة بمقاطعة خيرسون الجنوبية التي تشن فيها كييف هجوما مضادا لاستعادتها.

وقال القائم بأعمال زعيم الانفصاليين في مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق) دينيس بوشيلين، إن الجيش الروسي على وشك السيطرة على بلدة مايورسك الإستراتيجية، وهي إحدى بلدات ما يعرف بالطوق في إقليم دونباس. وبثت قوات الانفصاليين في دونيتسك صورا لما قالت إنها لاستهداف مواقع الجيش الأوكراني في المنطقة.

وأفادت وسائل إعلام روسية بوقوع انفجارات ضخمة في مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للجيش الأوكراني في مدينة بوكروفسك غربي دونيتسك. ورجح الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك أن تكون المستودعات التي تبعد عن خط التماس بنحو 30 كيلومترا قد تعرضت لهجوم بمسيّرات روسية الليلة الماضية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق، إن قتالا شديدا يتركز في المدة الأخيرة حول باخموت وسوليدار، مضيفا أن القوات الأوكرانية تحتفظ بمواقعها وأن القوات الروسية خسرت آلاف الجنود في المنطقة.

من جانبه، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت صاروخين روسيين من طراز "كاليبر" (Kalibr) في مقاطعتي ميكولايف وخيرسون، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية أمس إنها دمرت مستودعات ذخيرة للقوات الروسية في خيرسون وفي بيرسلاف، مضيفة أنها أسقطت طائرتين مروحتين روسيتين، ودمرت عبّارة يستخدمها الروس لنقل المعدات عبر نهر دنيبرو.

إلى ذلك، اعترفت إيران- للمرة الأولى- بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة، موضحة أن هذه الطائرات أرسلت قبل الحرب في أوكرانيا، وأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية.

وقال حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني، إنه قبل بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، تم إرسال عدد صغير من الطائرات المسيرة إلى روسيا، نافيا استمرار بلاده في تزويد موسكو بهذا النوع من الطائرات.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن أمير عبد اللهيان قوله: "هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا، الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تماما، أما الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة، فصحيح نحن زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا".

وفي الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات شاهد-136 إيرانية الصنع. وتنفي روسيا استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لرويترز إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية عن أمير عبد اللهيان قوله إن طهران وكييف اتفقتا على مناقشة مزاعم استخدام طائرات إيرانية مسيرة في أوكرانيا قبل أسبوعين لكن الأوكرانيين لم يحضروا الاجتماع المتفق عليه.

وقال الوزير: "اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على تزويدنا بوثائق لديهم تفيد بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا"، لكن الوفد الأوكراني انسحب من الاجتماع المُخطط له في اللحظة الأخيرة.

وكرر وزير الخارجية الإيراني أن طهران: "لن تظل غير مبالية" إذا ثبت أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية بدون طيار في الحرب ضد أوكرانيا.

ووافق الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على عقوبات جديدة على إيران بسبب تسليم طائرات مسيرة لروسيا، وفرضت بريطانيا عقوبات على ثلاث شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف مدنية وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.

تعليق عبر الفيس بوك