تهنئة إلى المبدعات العُمانيات

 

سالم بن نجيم البادي

 

من حسن الطالع أن يتزامن هذا النجاح الذي حققته المرأة العُمانية في شتى المجالات الأدبية والعلمية والفنية، شهر أكتوبر والذي فيه تاريخ 17 أكتوبر، وهو يوم المرأة العمانية حتى أطلق عليهن نجمات شهر أكتوبر.

الحقيقة أن نساء عمان هن نجمات كل الشهور وكل أيام السنة، وهن الأقمار المُنيرة التي تنير حياتنا وتنشر الضياء في ربوع الوطن المرأة المعطاء المبدعة التي ساهمت في بناء الوطن جنبًا إلى جنب مع الرجل إن لم تكن قد تفوقت على الرجل في بعض المجالات إن المرأة العمانية وحتى قبل النهضة في عمان كان لها دور فعال ومهم وريادي في كل نواحي الحياة، وقد يقال إن كل النساء يقمن بما تقوم به المرأة العمانية من أعمال، لكن في المقابل نحن نعلم أن لكل شعب خصوصيته وما يُميزه عن غيره من الشعوب. ولقد حظيت المرأة العمانية بالاحترام والتقدير والمكانة المرموقة من قبل الأب والأبناء والإخوة والزوج وكل أفراد المجتمع وكانت في الماضي تشارك الرجل في الأعمال المختلفة عن طيب خاطر ورضا واقتناع ووفق ما تمليه عليها العادات والتقاليد والعرف لا عن جبر وقهر وهذا في الغالب وهي تعمل في الزراعة والحصاد وتشارك في بناء البيوت والرعي إلى جانب أعمال البيت المعتادة وفي طلب العلم والتعليم.

وكثيرًا ما نسمع عن المطوعة الفلانية التي تعلم البنات القرآن الكريم وأحكام الدين ولا نغفل عن دور المرأة العمانية في تربية الأبناء على الشجاعة والمروءة والشهامة والأخلاق الفاضلة وصنع "الرجاجيل" وهي الصابرة التي تواجه مع زوجها وأهلها شظف العيش وقسوة الظروف وحين جاء السلطان قابوس رحمه الله عمل على تمكين المرأة العمانية وجعل ذلك واقعا ملموسًا؛ حيث المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم والتوظيف وقيادة السيارات وشغل المناصب العُليا والمساواة في الرواتب وفي كل الأمور إلا تلك التي لا تتناسب مع طبيعة المرأة وتكوينها الجسدي والنفسي وما نص عليه الشرع مثل قسمة الميراث.

وهذا كان محط إعجاب نساء العالم إن لم نقل غيرتهن وتمني الحصول على الحقوق التي حصلت عليها المرأة العمانية.

واليوم نزف التهاني بكل فخر إلى المبدعات اللواتي حصدن المراكز الأولى في العلوم والأدب والفن؛ حيث فازت سمية السيابية بالمركز الأول في برنامج "نجوم العلوم" لابتكارها العلمي في المجال البيئي التحليل الحيوي للميكروبلاستيك بطريقة جديدة من البايولوجي والنانو تكنولوجي وهي أول امرأة عربية تفوز في هذا البرنامج.

والكاتبة بشاير بنت حبراس السلمية فازت بالمركز الأول في مجال القصة القصيرة ضمن الدورة 39 لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في إمارة عجمان بدولة الإمارات، وفي نفس الجائزة فازت خديجة المفرجية بالمركز الأول في مجال أدب الطفل فئة الشعر. كما فازت الكاتبة فاطمة الزعابية بالمركز الثاني في مجال القصة القصيرة. وفي جائزة كتارا فازت رواية "دلشاد.. سيرة الجوع والشبع" للكاتبة بشرى خلفان، وفي مسابقة أفضل العرب في العالم حصلت الفنانة التشكيلية سناء الحميدية على جائزة أفضل فنانة تشكيلية عربية شابة في العالم لعام 2022 عن فئة الفن الواقعي، وإنجازات المرأة العمانية أكثر من أن تُحصى، وكل عام والمرأة العُمانية متألقة ومبدعة، وإلى المزيد من التمكين والعطاء وألف ألف مبارك للمبدعات أقمار أكتوبر المحلِّقات في سماء الإبداع بقوة وجدارة.