سارة بنت علي البريكية
Sara_albreiki@hotmail.com
بدت أيام الخريف الجميلة في التقدُّم نحو جمال الخريف بشكل أكبر من حيث كثافة الخضار وتساقط الرذاذ بكميات أكبر، وتحسن الأجواء المناخية وهطول الأمطار، ونحن من على شرفة محافظة مسقط نطالع ذلك، ويشدنا الحنين نحو أرض الجمال وتحفة الأنظار وجنة الدنيا بشكل يدعونا للتمني للذهاب إليها عاجلا وليس آجلًا، فنشد الرحال وننطلق في معزوفة لطيفة تسر الخاطر والوجدان، تأهبا لرؤية أرض اللبان وشوقا لأحضان ظفار جنة الله في الأرض.
إنَّ المشاريع والفعاليات المقامة على أرض الواقع والتطور السريع الذي حدث في المحافظة كبناء دوارت مياه تتوزع بانتظام على أرض المحافظة، لهو أمل منشود وتحقَّق بفضل الجهود الجادة التي تعمل بجد وتسهر الليالي، إضافة لتنويع المرافق الخدمية والاستهلاكية والترفيهية الأخرى، كلها خطوة نحو بداية سُلم النجاح والتقدم، وما قامت به بلدية ظفار -برئاسة الدكتور أحمد الغساني، وبجهود كافة العاملين فيها- وتضافر الجهود في وقت قياسي وتشجيع الشباب العماني لإظهار ظفار بأجمل حلة بلمسات بسيطة تضيف جوًّا وطابعًا آخر، يدعونا للتساؤل والاستفسار لو أنه سُمح للشاب العماني الطموح أن يقدم ما من شأنه تطوير وتجميل البلد لكانت الأمور الآن في ازدياد؟ ولكنها فاتحة خير وبشرى طيبة لمن أراد البذل والعمل من أجل رفعة عمان الحبيبة.
أوجه كلامي لكافة بلديات السلطنة، بأن تسمح للشباب العماني باستغلال المواقع السياحية الأخرى، وتطويرها بشكل يجذب السائح العربي والأجنبي والخليجي والعماني إلى ذلك الموقع، وتوافر خدمات مطلوبة، والتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وتضافر الجهود من أجل أن نخرج بشكل نهائي جميل كوادِي دربات الذي أضيفت به بعض اللمسات العمانية الجميلة، وأصبح قبلة ضرورية لكل مرتادي أرض ظفار وواجهة مهمة يذهب إليها الجميع.
إنَّ عمان تزخر بالمناطق السياحية الجميلة بداية بظفار وانتهاء بمسندم، وفي كل ولاية من ولايات السلطنة الأودية والأفلاج والعيون والمزارات، لكنها بلا أية خدمات ولا مرافق، هذا من شأنه أن يبعد مرتادي هذه الأماكن عن التفكير بالعودة مجددا لنفس المكان، بسبب قلة الجهود المبذولة في تطوير المكان، وهذا شيء ملاحظ كثيرا، وتحدثنا فيه كثيرا، ومع ذلك نأمل أن تتغير الأفكار القديمة بأفكار جديدة يقودها الشباب العماني الطموح والمبتكر، والذي يسعى لتطوير الأماكن السياحية أكثر من غيره؛ لأنه مُبتكِر وطموح ومحب لأرضه، وشغوف بالعمل لما يخدم أرضه، وعندما يعطي فهو يعطي من قلبه ولقلبه؛ فعمان في قلوبنا وهي غالية وأرواحنا وكل ما نملك فداها.
إنَّ محافظة ظفار وهي تستقبل أفواجًا من الزوار وهي تتحلَّى بثوب الخريف الجميل زاهي الألوان، تُوصِل رسالة عنوانها المحبة والسلام، وصورة خاصة عن أبناء الشعب العماني وتكاتفهم وتعاونهم وعطائهم، وتقديمهم الأجمل لزوار المحافظة بأن ظفار هي جنة من الله في أرضه، فالوصول إليها يُشعرك بالارتياح وسرعان ما ينجلي تحملك مشاق السفر بمجرد وصولك، وبلا شك فإنه وتقديم خدمات جيدة ستصبح أجمل وأفضل، وبتعاون الجميع ستكون الوجهة المحببة لجميع العرب ليس سكان الخليج فحسب، فهيَّا بنا نبنِي ونعمِّر من أجل عمان وأهل عمان الطيبين المخلصين، لنوجه رسالة عمانية ترحيبية بجميع زوار الخريف... فـ"أهلا وسهلا بالجميع في أحضان ظفار".
------------
باختصار: الوقت كله في صلالة ما تمله، ولحظة الملقى تراها.. شوق خلٍ شاف خله..) مطلع قصيدة كتبتها في أحد الأيام الخريفية الجميلة شوقا لصلالة وجوها العليل.