الرؤية- ريم الحامدية
كشفت الأنواء المناخية التي تتعرض لها سلطنة عمان عن حاجة البعض إلى مزيد من الوعي حتى لا تتحول المناسبات السعيدة إلى أوقات حزن بسبب حوادث الغرق والفقد نتيجة المجزفات التي يقون بها عدد من المواطنين والمقيمين من عبور للأودية أو الصعود إلى القمم الشاهقة.
وقالت هيئة الدفاع المدني والإسعاف إنها تعاملت مع ما يقارب من 386 بلاغا في الحالة الجوية الأخيرة، منها : 12 حادثا على الطريق و 46 بلاغا لحوادث الإنقاذ المائي 74 بلاغا لحوادث الحريق و 254 بلاغا لحوادث الإسعاف.
ويرى خبير الأرصاد حامد البراشدي أن المجتمع في حاجة إلى "وعي أكبر" للتعامل مع الأمطار والحالات الجوية خاصة في أوقات الإجازات، مضيفا عبر تغريدة له: "مؤلمة جدا حوادث الغرق، والأكثر إيلاما تكرارها، رحم الله من قضى وأعان ذويه على فقده، ليكن الغيث القادم استبشارا لا استنفارا برحمة الله والانتباه".
ويؤكد المواطن إبراهيم الحامدي من سكان ولاية صحار والتي شهدت في الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة، أن ما شاهده الجميع من مجازفات وتعريض البعض حياتهم للخطر وحياة الأخرين، هو خير دليل على انعدام الوعي، موضحا أنه أثناء جريان الوادي ترك أحد الآباء أبناءه يلعبون ويسبحون وهم عرضة للخطر.
وتساءل الحامدي: "إلى أين ومتى يظل المواطن يفتقد الثقافة في عدم تعريض نفسه وغيره من رجال الدفاع المدني والشرطة للخطر؟ وللأسف هناك بعض الأشخاص على اختلاف أعمارهم ممن يغامرون بحياتهم وممتلكاتهم الخاصة في عبور الأودية لغرض التباهي لا أكثر"، مطالبا الجميع بضرورة الالتزام بإرشادات السلامة وتعليمات رجال الشرطة والدفاع المدني ومتابعة أحوال الطقس أولا بأول وعدم المجازفة بعبور الأودية
ويقول علي الرشيدي إن الخسائر الناتجة عن المجازفات التي يقوم بها البعض هي خسائر في الأرواح والممتلكات، وإن مجازفة البعض بعبور الأودية يزيد من العبء على رجال الشرطة والدفاع المدني، في الوقت الذي يقومون فيه بمواصلة البحث عن المفقودين ليل نهار، مستخدمين طائرات الدرون والهليكوبتر والزوارق البحرية وغيرها.
كما يشدد على ضرورة الالتزام بالتنبيهات وتثقيف الأطفال وتوعيتهم حول مخاطر هذا الأمر، وأن يكون كل شخص أكثر التزاما في الأوقات التي تمر بها السلطنة بحالات مدارية حتى لا تتكرر المشاهد المأساوية التي يشاهدها الجميع في كل مرة تتعرض فيها السلطنة لحالة مدارية.
ويشير محمد الحامدي إلى أن انعدام الوعي لدى البعض له آثار سلبية على نفسه وعلى المجتمع المحيط به، وأن الاستهتار والمجازفة من أجل الحصول على صورة أو مقطع فيديو أو لمجرد الاستعراض، لا يمكن القبول بها، في ظل الدور التوعوي الذي تقوم به أجهزة الدولة للحد من هذه الظواهر السلبية.
ويضيف الحامدي أنه من الضروري تفعيل مواد قانونية تدين وتعاقب من يقوم بالاستهتار والمجازفة بعبور الأودية أو الغوص في البرك المائية، للتقليل من هذه السلوكيات.
ويعتبر ياسر الرشيدي أن الوعي من أهم الأسس التي يحتاجها الشعب لنشر الثقافة فيما بينهم، وأنه لابد أن ينشر كل فرد التوجيهات الصادرة من الجهات المعنية لتجنب فقدان الأرواح، لافتا إلى أن السبب الرئيسي في عبور الأدوية والمغامرة هو الاستهتار واللامبالاة.
ويؤكد سالم الشكيلي: "الوعي بعدم المجازفة في الأنواء المناخية وتعريض النفس للخطر لا بد أن يكون في كل مكان بدءا من المنزل وحتى المدرسة وجميع القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا ينبغي علينا مع كل زخّة مطر أن نفقد مواطنين أو مقيمين، وأن هناك من يهمل في حماية نفسه وأهله، وهناك من يستهتر أو لا يلقي بالًا لإجراءات السلامة، وأخيرا يجب على الجميع أن يتخذ الحيطة والحذر، وأن يجعل الأنواء المناخية أيام خير وبركة ونعمة على بلدنا الحبيب".