حظر تجوال في العاصمة الأوكرانية.. وحرب دائرة في الفضاء السيبراني

القوات الروسية على أبواب كييف مع استئناف بوتين لـ"الهجوم الشامل"

◄ الرئيس الأوكراني يتحدث عن إرباك "خطط العدو"

◄ مواجهات عنيفة على الأرض من أجل السيطرة على العاصمة

◄ الصليب الأحمر قلق من تطورات الأوضاع.. ومطالبات بضمان "حماية المدنيين"

 

العواصم - الوكالات

أعلنتْ بلدية كييف، أمس، حظراً للتجول مع استمرار المعارك في وسط العاصمة الأوكرانية في اليوم الثالث من الهجوم الروسي، فيما أكدتْ وزارة الدفاع الروسية أنَّ الأوامر صدرت إلى جميع الوحدات الروسية في أوكرانيا باستئناف هجومها، من كافة المحاور بعد توقفه أمس الأول.

ودارت مواجهات منذ صباح أمس في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية، وسط تقارير بأن الجزء الأكبر من القوات الروسية يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب كييف. وجرت معارك في جادة النصر -أحد الشرايين الرئيسية في كييف- بعد ساعات من توجيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي دعوة إلى التعبئة، فيما أفادت بعض وسائل إعلام عربية بأن صاروخا أصاب مبنى سكنيا قرب مطار جولياني في كييف.

إلى ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه للقتال ضد قوات موسكو، مؤكدا أنَّ الحلفاء الغربيين يرسلون أسلحة إضافية إليهم. فيما قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إنَّ قتالا عنيفا يدور في شوارع كييف، ودعت السكان للحذر.

وأعلن زيلينسكي أنَّ شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، قائلا: إن "التحالف ضد الحرب فاعل"، وذلك بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذر من أن الحرب في أوكرانيا "ستطول" و"يجب أن نستعد لها".

وفي تسجيل مصور، صباح أمس، أمام مكتبه في العاصمة، أكد زيلينسكي أنه سيبقى في كييف. وأضاف: "يوم جديد على خط المواجهة الدبلوماسية بمحادثة مع ماكرون وهناك أسلحة ومعدات في طريقها إلينا. لن نلقي السلاح، سندافع عن دولتنا". داعياً إلى عدم تصديق "المعلومات الكاذبة" المنتشرة على الإنترنت بأنه دعا جيشه إلى تسليم سلاحه، وقال: "سلاحنا هو الحقيقة. هذه أرضنا، هذه بلادنا، هؤلاء أطفالنا، سندافع عن كل هذا".

وأكد زيلينسكي أنَّ أوكرانيا "أخرجت" خطة الهجوم الروسية "عن مسارها" في اليوم الثالث من "غزو" بلاده، داعيا الروس إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب. وتابع -في مقطع فيديو على فيسبوك: "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحا أنَّ "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن (…) جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسة في كل أنحاء العاصمة". ودعا زيلينسكي الروس إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف هجومه على أوكرانيا. وبدوره، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أنهم أفشلوا "خطط العدو الروسي بالكامل، بعد 55 ساعة من المقاومة"، مشيرا إلى أن القوات الروسية تستهدف المستشفيات والمنشآت المدنية والتعليمية. قال ميخايلو بودولياك، وهو مستشار رئاسي أوكراني، إن بلاده ما زالت تسيطر على الأراضي التي هاجمتها القوات الروسية. وأضاف: "روسيا تريد خلق فوضى وتشكيل إدارة مؤقتة"، مشيرا إلى أن الوضع الأكثر حرجا هو في مدن خاركيف وسوفي ويوج.

كما أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل من الجيش الروسي، وناشدت الصليب الأحمر بالتدخل لنقل القتلى.

من جهته، أعلن الصليب الأحمر عن قلقه من تطورات الأوضاع في أوكرانيا، وقال إنه يجب ضمان حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي. وأعلن جهاز الاتصالات الخاصة الأوكراني في وقت مبكر من صباح اليوم أن معارك عنيفة تتواصل في كييف.

كذلك أفاد الجيش الأوكراني بوقوع معارك "عنيفة" على مسافة 30 كيلومترا إلى جنوب غربي كييف حيث قال إن الروس "يحاولون إنزال مظليين". كما أعلنت القوات البرية الأوكرانية على فيسبوك أنها دمرت رتلا روسيا من 5 آليات عسكرية بينها دبابة قرب محطة بيريستيسكا للمترو على جادة النصر في شمال غربي العاصمة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، إنَّ الجزء الأكبر من القوات الروسية التي تتقدم نحو العاصمة الأوكرانية (كييف) يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب المدينة.

من جهتها، لم تذكر وزارة الدفاع الروسية أي هجوم على كييف، واكتفت بالإبلاغ عن إطلاق صواريخ كروز على البنية التحتية العسكرية وإحراز تقدم ميداني في الشرق حيث يدعم الجيش الروسي الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفي جنوب أوكرانيا حيث دخلت القوات الروسية الإثنين الماضي من شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

وذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تطلق صواريخ "كاليبر" (Kalibr) على أوكرانيا عبر البحر الأسود، وأن المناطق القريبة من سومي وبولتافا وماريوبول تعرضت لغارات جوية.

وطلبت السلطات من سكان كييف الالتزام بالمنازل أو التوجه إلى الملاجئ عند إطلاق صفارات الإنذار.

وبالتوازي مع ذلك، رفض الرئيس زيلينسكي عرضا أمريكيا بالمساعدة في الخروج من كييف، وقال ردا على ذلك "المعركة هنا، أحتاج إلى ذخيرة وليس رحلة"، وفقا لمسؤول مخابرات أميركي كبير على دراية مباشرة بالمحادثة بين الطرفين، حسب ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press).

وأكد أسطول البحر الأسود الروسي أن 80 عسكريا أوكرانيا استسلموا خلال السيطرة على جزيرة الأفعى، وأنهم نُقلوا إلى القرم. فيما أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن العملية في أوكرانيا مستمرة حتى تتحقق الأهداف التي تحدث عنها الرئيس بوتين.

وفي مقابل البيانات الروسية عن الخسائر الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الجيش الأوكراني أسقط مروحية عسكرية روسية ومقاتلة من طراز "سوخوي 25" (Sukhoi 25)، وإنها أسقطت 14 مقاتلة روسية و8 طائرات عمودية منذ بداية الهجوم.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن من وصفته بالعدو الروسي بدأ "تحريك وحداته من الاحتياط على حدودنا"، وأن هناك هجوما صاروخيا في كييف على شركة "أرسنال" للاتصالات الحكومية.

واتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية القوات الروسية بارتكاب جريمة حرب أخرى ضد السكان المدنيين في أوكرانيا بقصف مبنى سكني مكون من نحو 17 طابقا.

وبدوره، أكد مستشار وزير الداخلية الأوكراني أن المرافق المدنية في منطقة ميكولايف وضواحيها، وليس في كييف فقط، تتعرض للقصف الروسي، في حين قال الدفاع المدني الأوكراني إنه يحاول إطفاء حريق شبّ في مطار كييف بعد تعرضه للقصف.

 

وفي تطور آخر، أعلنت بلدية كييف تعليق عمل مترو الأنفاق وتحويل منشآته إلى ملاجئ. وذكر الجيش الأوكراني أن قوات روسية هاجمت قاعدة عسكرية تقع على طريق رئيسي في العاصمة الأوكرانية كييف، لكن قواته تمكنت من صدّ الهجوم.

وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية أن الجنود الروس كانوا يحاولون الاستيلاء على إحدى محطات توليد الكهرباء في المدينة.

حرب إلكترونية

وفي السياق، تعرَّضت مواقع إخبارية روسية شهيرة لعمليات قرصنة إلكترونية على نطاق واسع حول العالم، وأعلن قراصنة يتحدون مع مجموعة "أنونيموس" -المتخصصة في الهجمات السيبرانية- أنهم أطلقوا عمليات إلكترونية أسقطت لفترة وجيزة موقع "روسيا اليوم"، إضافة إلى مواقع الكرملين والحكومة الروسية ومواقع وزارة الدفاع الروسية. وأكد موقع "روسيا اليوم" وقوع الهجوم، قائلاً إن الهجوم "أبطأ بعض المواقع الإلكترونية، بينما جعل البعض الآخر غير متصل لفترات طويلة من الزمن". واتخذت قناة وموقع "روسيا اليوم" موقفا مؤيدًا لروسيا؛ حيث عرضت الألعاب النارية والاحتفالات المبهجة في أوكرانيا والتي تظهر الشعب مرحّبا بالجيش الروسي.

وفي المملكة المتحدة، وصف أعضاء في البرلمان قناة "روسيا اليوم" بأنها "أداة الدعاية الشخصية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويجب حظرها، على حد قولهم. ونقلت وسائل إعلام عن روبرت بوتر خبير أمن الإنترنت قوله: "إن هجوم حجب الخدمة الموزع ’دي دوس‘ المستخدم، هو أنظمة متعددة تستهدف موقعاً بقوة بطلبات هائلة للخدمة؛ بحيث تشل حركة مرور وصول أخرى للخدمة"، مضيفاً أن الأمر أشبه بمحاولة دفع 5 أشخاص من خلال باب في نفس الوقت.

وتابع بوتر: "إن نادرا ما يكون دي دوس فعّالا في التأثير، إنه فقط وسيلة مضايقة"، مشيراً أن إذا كنت تضرب أمازون بخدمة دي دوس، فإنهم يخسرون الملايين في الدقيقة، ولكن بالنسبة للموقع الإخباري لوكالة الدعاية الروسية، فإن الأمر ليس بهذه الأهمية.

ومضى بوتر قائلًا: "إن هناك خطر حقيقي من حرب إلكترونية بين دولة ضد دولة؛ مما يؤدي إلى تصعيد عالمي"، لافتاً إلى أنه يشمل التصعيد احتمال شن هجوم إلكتروني روسي على الولايات المتحدة.

وحذر موجز استخباراتي حكومي أمريكي من أن روسيا "ستفكر" في شن هجوم إلكتروني مدمر ضد الولايات المتحدة إذا تدخل حلف "الناتو" للدفاع عن أوكرانيا. كما حذر خبراء أمنيون من احتمال تشجيع العصابات الإجرامية المرتبطة بروسيا على استهداف أستراليا بهجمات إلكترونية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شنت القوات الإلكترونية الروسية هجمات "دي دوس" على مواقع الويب للعديد من البنوك والدوائر الحكومية الأوكرانية. وطلبت حكومة أوكرانيا من متطوعين من "المتسللين السريين" المساعدة في حماية البنية التحتية الحيوية والتجسس على القوات الروسية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة