د. خالد بن حمد الغيلاني
@khalidalgailani
لا يختلف اثنان على حب أبناء عُمان لهذا الوطن العزيز الغالي، وحرصهم على رقيه وتقدمه، وإخلاصهم اللامحدود له، وذودهم عن حياضه، وتقديم الأنفس رخيصة إن دعا الداعي، وهذا هو عهد العمانيين يرثونه كابراً عن كابر، ويتناقلونه جيلاً بعد جيل، وأبناء عمان أهل المكارم السابقة، والرسوم العالية، والبذل والعطاء.
وكذلك فإن العماني أياً كان موقعه، ومسؤوليته فهو حريص كل الحرص على القيام بواجبه كاملاً تجاه الوطن أولاً، ومن ثم تجاه أبناء الوطن الذين هم العدة والعتاد، وسبيل الرقي والتقدم، وأداة العمل الوطني المنشود.
ولأجل عُمان أبعث اليوم بعدد من الرسائل إلى من يهمه أمرها، ويعنيه شأنها، فالرسالة الأولى إلى المغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركين عبر منصاته المختلفة والواسعة، كونوا رسل خير ومحبة ووئام، ولتكن رسائلكم باعثة للمحبة والمودة، ابتعدوا عن التراشق غير المحمود، والرسائل التي تثير هذا وتسيء إلى ذاك، ولتكن هذه الفضاءات وسائل لتوثيق عرى المحبة، ووسائط لتوطيد العلاقات، وإبراز العماني على حقيقته محباً للخير، داعيا للسلام، محراباً للعمل والبذل، وأن أبناء عمان يد واحدة وجسد واحد وبذل واحد.
ولأجل عمان رسالتي الثانية لكل مسؤول صاحب اختصاص معني بمؤسسات المجتمع المدني؛ تستحق جمعية الغارمين أن تجد طريقها نحو الإشهار، فهي جمعية إنسانية اجتماعية هدفها إعانة الغارمين، وسبيلها المجتمع، وهدفها المجتمع، وغايتها سامية نبيلة، ولا بأس من تسهيل الإجراءات ومعالجة الملاحظات التي قد تحد من الإشهار، من المهم رفد المؤسسين بالرؤى والمرتكزات التي تمكنهم من القيام بدورها الاجتماعي وفقاً لضوابط واضحة، وقواعد ثابتة تجعل الأمر في نصابه وتعين الناس على نوائب الدهر، وتقلبات الزمان.
ولأجل عمان رسالتي الثالثة إلى المعنيين بخطط التوازن المالي، وإعادة هيكلة بعض الأنظمة في ذات الشأن، فالحمد لله حق حمده، ومع تعافي أسعار النفط، والمعاناة الشديدة التي مرّ بها الكثير من أبناء عمان، فإنَّ هذه الخطة بحاجة إلى مراجعة من جديد، ورفع بعض القيود، وتسهيل بعض الضوابط، والحد من شدة الرسوم ووقعها على المواطن، الذي لا تخفى على أحد حاله، وشدة معاناته، فالله الله فيهم من حيث تعزيز دعم القطاعات الخدمية ذات المساس المباشر بالمواطن وتخفيف أعبائها عنه.
ولأجل عُمان رسالتي الرابعة للمسؤول المعني بالمسرحين والباحثين والمتقاعدين وذوي الدخول المحدودة، والواجب ترقيتهم، جميع هؤلاء يستحقون النظر ببعض العون والمساعدة، وأعلم أن هناك جهوداً تبذل، وسعياً من المسؤولين، ولكن الوضع متعب لهم، والمُعاناة تشتد وتيرتها عليهم، والحياة ومتاعبها لا تنفك تزداد يوماً بعد يوم، والأمر يتطلب بذلاً سريعاً وعملاً دؤوباً، وحلولاً ناجعة، وهم أبناء الوطن وحقهم في العيش الكريم واجب ومسؤولية. ولو مضت المؤسسات في مساعدتهم كما يجب لأسهم ذلك في نشاط اقتصادي وتداول مالي ينعكس أثره على الجميع.
ولأجل عمان رسالتي الخامسة إلى المعنيين بالخطط الطموحة والاستثمارات، فكما تعلمون لا استثمار دون تبسيط للإجراءات وتسهيل للمستثمرين، والتنافس شديد، والمجالات واسعة، تجعل من البلاد بيئة جاذبة للاستثمار، ومحفزة للراغبين فيه، من خلال توفير كل الاحتياجات، وتسهيل كل الضوابط، دونما تعقيد ودونما تشديد فالغاية تنويع الاقتصاد، والهدف الخروج من عباءة النفط التي لا ضمان لها ولا اطمئنان.
حفظ الله تعالى عُماننا وطناً غالياً، وسلطاننا المعظم قائداً وبانياً، وأبناء عمان طيبين مباركين.