"دوري الأبطال".. قراءة (1)

 

حسين بن علي الغافري

تعود موسيقى دوري أبطال أوروبا لأن تعزف مجددًا هذا الأسبوع على أربعة ملاعب بعد توقف شهرين تقريبًا. البطولة الأغنى مع عودتها ستكون مثيرة كما عرفناها وعهدناها. صحيح أن فترة شهرين كافية لأن يدرس فريق منافسه كما يجب؛ إلا أن الطرف الآخر متوقع أن يكون قد ماثله من حيث الجاهزية والتحضير؛ وبالتالي فإن الكفة تبدو متكافئة ومتقاربة. في مثل هذه اللقاءات يجف القلم عن التوقعات، فاللقاءات ستلعب من لقاءين ذهابًا وإيابًا، وهو ما يعني أن البناء التكتيكي من جميع المدربين سيستوعب ذلك، فاندفاع غير محسوب أو تمركز غير موفق أو تحضير نفسي ليس كما يجب يعني الكثير.. وكلها تفاصيل دقيقة تصنع الشيء الكثير.

وفي أبرز مواجهات هذا الأسبوع، ستكون العين فيها على حامل اللقب والرقم واحد أوروبيًّا هذه الأيام، ليفربول الذي سيواجه منافسا صعبا كأتلتيكو مدريد الإسباني. من الناحية المعنوية، فالريدز يعيش فترة زاهية جدًّا على الصعيد المحلي، ويستمر في سجله الخالي من الهزائم في البريمرليج. وهو أمام لقب محلي قريب جدًا على الظفر به بالفارق النقطي الشاسع في سلم الترتيب.

الليفر أمام منافس جريح ومتراجع في الليجا، والأتلتيكو ومع الأسماء التي يملكها إلا أنه متذبذب كثيرًا ويماثل الحالة التي يعيشها القطبين العملاقين برشلونة وريال مدريد. سيميوني مدرب الأتلتيكو لعله أمام موسم أخير ويرغب في أن يصنع شيئًا للذكرى في مدريد.. ففريقه لم يعد بتلك الصورة المعروف عنها خصوصًا آخر ثلاث سنوات، ومسلسل تراجع الأداء قبل النتائج واضح تمامًا. ويمكن القول بأنه يعدَّ العدة كي يفعل نتيجة مفاجئة على الصعيد الأوروبي أمام حامل اللقب. عمومًا هي مواجهة ممتعة بين مدرستين في عالم التدريب وكل منهما أثبت نجاحه مع ناديه.. مواجهة بعنوان كلوب وسيميوني.. بين الكرة الشمولية وفتح المساحات والضغط العالي، وبين كرة سيميوني القريبة من الفكر الإيطالي الذي تأثر به في إنتر فترة وجوده كلاعب وطوّره بأفكاره كمدرب.

وفي لقاء آخر يستقبل بروسيا دورتموند الألماني العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان على أرضية سيجنال إيدونا بارك في دورتموند. مواجهة خاصة لتوماس توخيل عندما يواجه فريقه السابق دورتموند وعلى ميدانه. ما سيميز المباراة أن الفريقين يعتمدان على كثافة الهجوم والتركيز عليه. دورتموند يعيش فترة مثيرة هذا الموسم وقريب من الصدارة بفارق ثلاث نقاط فقط. ما عطّل الفريق محليًا هو كثرة تلقيه أهداف؛ الأمر الذي قلل كسبه للنقاط. فالفريق تلقى 32 هدفا وهو الأضعف مقارنةً بالخمسة الأوائل في سلم الترتيب، بينما سجل 63 هدفا كأكثر من سجل. وأمام فريق كباريس سان جيرمان والأسماء الهجومية التي يمتلكها مطالب بدرجة أولى إلى الحد من خطورة وصول الكرة في الربع الأخير عليه، والكثافة العددية في حال وصلت الكرة. الهمّ الأول سيكون في كيفية الاحتفاظ بالكرة أكبر قدر من الوقت وإزعاج دفاع النادي الباريسي.

وفي الجانب الآخر، سيلعب باريس البطولة والرغبة عالية أمام كل نجومه في الانطلاق إلى اللقب الأول أوروبيًّا. والأسماء التي يمتلكها كنيمار البرازيلي والفرنسي مبابي والأوروغوياني كافاني والأرجنتيني إيكاردي وخط دفاع متمرس ووسط بقدرات عالية في مقدمتهم الإيطالي فيراتي. باريس سيلعب بهدوء في مواجهته خارج الديار، وسيكون أثقل على أرضية الميدان ومتوقع بأنه لن يندفع بصورة عالية.

وفي ثالث مواجهات الأسبوع، تبدو الكفة متكافئة بين فالنسيا الإسباني ونظيره أتلانتا الإيطالي.. الفريق الإيطالي أمام تحدٍّ متعادل والقرعة كانت كما يتمنى. ويمكن القول بأن الفريقين يملكان الفرصة نفسها في العبور إلى الدور المقبل مع أفضلية نسبية لخفافيش إسبانيا نظرًا للخبرة التي يمتلكها الفريق في العقدين الأخيرين على المستوى الأوروبي. كما سيواجه لايبزغ الألماني توتنهام الإنجليزي. الفريق الألماني يصارع كبار ألمانيا منذ صعوده وهو اليوم في مراكز الصدارة. في المقابل، المنافس توتنهام ليس باللقمة السهلة مع مدربه البرتغالي جوزيه مورينهو. محليًّا يبدو الفريق غير مستقر ويبتعد عن رباعي الصدارة وهو ما يشكل هاجسا حتى اللحظة.. المنافسة في هذه المباراة ستكون شائكة.