"الرؤية".. العمل برؤية

حسين بن علي الغافري

نعيش هذه الأيام فرحة استثنائية خالدة بمناسبة احتفال "الرؤية" مرور عشرة أعوام على صدور العدد الأول.. جريدة صنعت لنفسها طريقًا خاصًّا ومغايرًا في كافة المجالات الإعلامية، وهو ما جعلها رقمًا صعبًا في هذا العالم المليء بالتحديات.. والفرص والإبداعات. فرصة استثنائية أن نتشارك جميعا كتَّابًا وقرَّاء هذه الذكريات، وهذا التاريخ الحافل بالإنجازات والذكريات والممتعة. أتذكر جيدًا أول عمود لي كنت كتبته بالقسم الرياضي في يناير من العام 2011، ومنها لازمت هذه المساحة بصفة أسبوعية يتخللها بين الحين والآخر ولو كانت متباعدة حضور بالتغطية الصحفية للبطولات العالمية مع زملاء عمل رائعين وداعمين بقيادة متّزنة أسست هذا الفِكر وعكفت على جعله ديدن الجميع.

إنَّ الحديثَ عن "الرؤية" وفي هذه المناسبة البهيجة لا يمكن أن يمر مرورًا عابرًا دون قراءة لما تحقق من نجاحات وإسهامات في مختلف الجوانب الإعلامية؛ فـ"الرؤية" بقيادة ربانها المكرم حاتم بن حمد الطائي خطّت جوانب معرفية وصحافية أسهمت قبل كُل شيء في إثراء عالم الصحافة المحلية، وإبراز ونقل الخبر أولا بأول. كانت همزة وصل مع المجتمع، وقريبة من طرح القضايا التي تهم المواطن وتتعاطى مع همومه وتنقلها كما هي.. كانت ولا تزال تسير وفق رؤية مرسومة بإحكام. هذه المؤسسة الصحفية أسست قاعدة جماهيرية ممتدة من شمال عُمان إلى جنوبها، ودأبت على تعزيز التواصل من خلال مبادراتها الاستثنائية، فقد كانت "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" نموذجا فاعلا في إبراز الجهود الشبابية في مختلف المجالات، علمية ومعرفية وأدبية، وقدمت ودعمت مشاريع طموحة في الروبوت والتكنولوجيا والتطبيقات، والطاقة المتجددة والابتكارات، ومجالات الفن والشعر والموسيقى والأدب. وقد كانت قريبة من مواقع التواصل الاجتماعي وأسهمت في دعم الجهود الشبابية في المجالات الإلكترونية والإعلامية..وغيرها سيطول بنا الحديث لتفصيلها.

فضلا عن منتدى وجائزة الرؤية الاقتصادية، ومنتدى المسؤولية الاجتماعية ومنتدى عُمان البيئي وجائزة عُمان للسياحة. كلها مُبادرات لها الفضل في صناعة إعلام لا يكتفي بطرح القضية ونقل الخبر والتغطية الإعلامية، وإنما يصنع الحدث، ويقدم وسائل إعلامية حديثة وجاذبة. وهو ما جعل "الرؤية" تقف على أرض صلبة ومتينة في ظل متغيرات وتقلبات الصحافة وتحدياتها.

لم تكتفِ الأفكار لأن تكون في جانب المبادرات وصناعة المنتديات ومناقشة المواضيع الوطنية والاقتصادية وجلب العقول المحلية والخارجية لإثرائها؛ وإنما كانت مواكبة الطفرة الرقمية مساحة لافتة، فـ"الرؤية" من بين الصحف المحلية التي تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وتُغطي مختلف الأحداث، من خلال مواقع تمتلك قواعد إعلامية في كافة وسائل التواصل. إضافة إلى إذاعة صوت الرؤية، وقناة الرؤية عبر يوتيوب وموقع الجريدة الرسمي.

أما في المجال الرياضي، والذي هو تخصُّصي مع زملائي الأساتذة أحمد السلماني ووليد الخفيف ومصورنا العزيز عبدالله البريكي؛ فالجريدة ومع تغطيتها لكافة الأحداث المحلية والعالمية عبر الموقع الرسمي والجريدة الورقية ومواقع التواصل الاجتماعي، لا تألو جهود الزملاء في نقل الصورة من الحدث عبر منافسات منتخباتنا الوطنية والمنافسات المحلية. وقد كانت "الرؤية" حاضرة دائمًا، آخرها مساندة "الأحمر" في "خليجي 24" من الدوحة، وعملنا سويًّا على مدار اليوم مع موفدنا إلى قطر الزميل العزيز وليد الخفيف برفقة المصور المبدع عبدالله البريكي في تغطية أخبار البطولة أولاً بأول، واللقاءات والتصاريح الصحفية واللقاءات من الميدان وغيرها. ولا ننسى الدعم المقدم في نقل الأحداث الرياضية للمؤسسات والشركات وتغطية بطولاتهم، وبطولة الرؤية الرمضانية ومنتدى الرؤية الرياضي قبل ثلاثة أعوام. إنَّ الحديث عن الرؤية وإسهاماتها وجهودها خلال عشرة أعوام قد يضيق على هذه المساحة، لكنها فرصة -كما ذكرت- لاستذكار ما تحقق ومضاعفة جهود لما سيأتي. وبدون شك لن نتردد في دعم هذه المسيرة المعطاء، ولن نكون إلا على قدر هذه المسؤولية.. شكرًا على ثقتكم.

فعلاً.. الحياة رؤية.