1800 مستابق في "تحدي الجري الجبلي العالمي" بالجبل الأخضر وجبل شمس

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

نزوى- الرؤية

نظمت وزارة السياحة النسخة الثانية من الحدث العالمي "تحدي الجري الجبلي"، في إطار جهود تنفيذ استراتيجية السياحة العمانية، وترويجا للسلطنة إقليميا وعالميا، كأحد أهم الوجهات السياحة الرياضية.

ووضع السباق السلطنة في مصاف الدول التي تنظم هذا النوع من السياحة الرياضية العالمية، للاطلاع على مقومات طبيعية متفردة وتنوع تضاريسي ومناخي يتمثل في الجبل الأخضر وجبل شمس، والقرى الجبلية التي يمر بها مسار هذا السباق، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "عمان للإبحار"، ومبادرة "تنفيذ" وبمشاركة العديد من المؤسسات والشركات الحكومية ومنها الطيران العماني والجهات الأخرى.

وأكد معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية أن هذا السباق يعد إضافة كبيرة للفعاليات السياحية العالمية والفعاليات الرياضية في السلطنة، وسيعمل على الترويج للسياحة في السلطنة وإبراز ما تتمتع به من مقومات سياحية تتمثل في المناظر الطبيعية والتضاريس الجبلية المذهلة من خلال مسار السباق الذي يمر عبر مزارع النخيل والقرى العريقة، وسيسهم بالتأكيد في تنشيط الجانب السياحي في السلطنة. وأضاف أن هذا السباق دولي وينظم من قبل منظمة دولية حيث تقام نسخة من هذا السباق في فرنسا ونحن فخورون ومسرورون بأن يقام هذا السباق في السلطنة.

وقال معاليه: سررت كثيرا لما رأيته من حسن التنظيم والمشاركة الفعالة من قبل المجتمع والمؤسسات الحكومية، لاشك أن هذا أيضا يدفع بالتشجيع للسياحة في السلطنة، ومشاركة العديد من الجنسيات في هذا السباق من شتى أنحاء العالم، كما يبرز الجهود التي تبذل من أجل رفع الوعي بأهمية السياحة في السلطنة .

استراتيجية وطنية

وقالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة إن الوزارة تنفذ الاستراتيجية الوطنية وهذا السباق يعرف بالسلطنة؛ حيث إنها أصبحت من الدول التي تنظم مثل هذه الرياضات مما يسهم في الترويج للسياحة في السلطنة .

وأضافت المحروقية أن هذا الزخم الإعلامي الكبير المصاحب للفعالية وحضور الإعلاميين من كافة أرجاء العالم ومن الدول العربية، يعتبر في حد ذاته ترويجا لهذا النوع من السياحة والرياضات التي تتطلب وجود تضاريس تؤكد على التحدي وهذا يتوافر في الجبل الأخضر وجبل شمس، وكذلك الحضور الجماهيري من المتسابقين من جميع أنحاء العالم بصحبة عائلاتهم وأصدقائهم .

حركة سياحية نشطة

وأكد خليل بن سيف التوبي مدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية أهمية الترويج والتعريف بالمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة بشكل عام ومحافظة الداخلية بشكل خاص، وجعل السلطنة من الدول المهيأة لتنظيم مثل هذه السباقات العالمية لما تتمتع به من تضاريس تناسب هذا النوع من رياضة التحدي، وأن هذا النوع من المناشط التي ترتبط بالسياحة الرياضية يشهد حضورا جماهيريا من كاف أرجاء العالم.

وأضاف أن المحافظة تشهد في هذا التوقيت حركة سياحية نشطة، تستفيد منها كل مؤسسات القطاع السياحي العام والخاص.

مبادرة وطنية

وقال عاصم الصقري مسؤول الاتصال بشركة عُمان للإبحار إن هذه الفعالية منبثقة من استراتيجية وزارة السياحة لتعزيز السياحة الرياضية وهي عبارة عن مبادرة وطنية بدأت تقريبا من حوالي أربع سنوات، هدفها تعزيز التنوع الاقتصادي للسلطنة، وعلى أساسها تم اختيار عدد من الرياضات المتناسبة مع البيئة العمانية، والجري الجبلي متوافق بشكل كبير مع البيئة العمانية وهي رياضة تشجع على الممارسات الصحية والرياضية السليمة. وأضاف الصقري أن فعالية "يو إم تي بي" قائمة في فرنسا وتستقطب سنويا أكثر من عشرة آلاف يمارسون رياضة الجري في جبال الألب في فرنسا، والنسخة العمانية تسمى "عمان باي يو تي إم" وتعني تحدي الجبل.

وتابع أن وفدا منهم قام بزيارة للسلطنة وأبدى إعجابا بسلسلة جبال الحجر، وتحديدا جبل شمس والجبل الأخضر، حيث شاهدوا التنوع التضاريسي، فرأوا مزارع النخيل والقرى العمانية القديمة، وكذلك قمة جبل شمس، ومن هنا جاءت المبادرة، وتم التوافق على إقامة رالي الجري الجبلي هنا في السنة الماضية وتحديدا في نهاية شهر نوفمبر، وقد أثبتت التجربة الأولى نجاحها.

وأضاف أن إجمالي عدد المشاركين في نسخة هذا الرالي بلغ أكثر من 1800 مشارك من 68 دولة، هذا عدا من حضروا معهم من عائلاتهم وأصدقائهم.

وعن أهمية هذا الحدث وانعكاسه على السياحة العمانية قال: المردود كبير جدا والفائدة عظيمة، والدليل على ذلك نسب الإشغال في الفنادق وحجوزات الطيران، ونؤكد أهمية أن كل الموردين للفعالية هم من أهل المنطقة، حتى نقاط التغذية يقدمها العمانيون على طول مسار السباق.

وأضاف أن هذا الرالي سينظم سنويا لعدة سنوات، وسنستعد للنسخة الثالثة القادمة بداية من شهر ديسمبر، حيث نفتح باب المشاركة فيه، لأن الأوروبيين يخططون لبرنامجهم السياحي السنوي بالكامل.

مشاركة عمانية كبيرة

وشهدت النسخة الثانية من "تحدي الجري الجبلي العالمي" المقام في السلطنة مشاركة عمانية واسعة، ضمت مجموعة كبيرة من العدائين العمانيين مثل العداء حمدان الخاطري والعداء خصيف الزكواني والعداءة نظيرة الحارثية والعداء سامي السعيدي وغيرهم الكثير.

وعن مشاركتها، تقول العداءة نظيرة الحارثية: "أعتقد أنه سباق مميز جدا ومختلف لأنه يجمع أشياء كثيرة، فمن خلاله نتعرف على جمال عمان وحتى نحن العمانيين نكتشف أماكن في عمان لم نرها من قبل، ونتعرف على كيفية ما كان عليه العمانيون القدماء، وكيف أنهم كانوا يعيشون في مواقع وقرى صعبة جدا، من خلال القرى التي نعبرها".

وأضافت الحارثية: "هذا الرالي يجمع بين السياحة والرياضة والمغامرة والتعرف على أناس من دول أخرى، وهو فرصة لنا كعمانيين أن نبرز أسماءنا في هذا المجال".

مغامرة واستمتاع

وقال العداء خصيف الزكواني: "أستعد للسباق منذ عام تقريبا، تخلل هذا العام مشاركتي في ماراثون بتايلند، وأنجزت السباق في وقت يعتبر ممتازا جدا وحصلت على المركز العشرين من بين 700 عداء من أنحاء العالم، ومشاركتي في هذا الماراثون تعتبر مغامرة واستمتاعا في نفس الوقت". وأضاف: "أرى التنظيم مميزا جدا ويبشر بنتائج ممتازة، تضاريس عمان قاسية وقوية والمشاركة تعتبر تحديا بالمعنى الشامل".

إشادات عالمية

ويشارك في "تحدي الجري الجبلي العالمي" بالسلطنة عداؤون عالميون جاءوا من 68 دولة من مختلف أرجاء العالم، شدهم للسلطنة سحر جمالها، وطبيعتها النادرة  واستوقفهم كرم الضيفة وحسن استقبال العمانيين لهم، والتنظيم الرائع.

ويقول العداء دافيد أوهارا من أمريكا: "عمري 56 سنة، وهذه ثاني مشاركة لي في هذا التحدي، التنظيم على مستوى عالمي، أفتخر أن أنهي هذا السباق لأنه سيعتبر إضافة كبيرة". أما ألكساندر فاسلر من ألمانيا، فيقول: "عمري 45 سنة، وهذه أول مشاركة لي، وأعجبت جدا بالطقس في السلطنة والمناظر الطبيعية التي رأيتها وهي مختلفة عن كل ما رأيته في أوروبا".

توماس لاند جرين من السويد يقول: حب الصحراء والجبال شدني لهذا السباق، وكانت المشاركة فيه مهمة بالنسبة لي، أتمنى أن أحرز نقاطا في هذا السباق،  وأفكر بجدية في المشاركة في رالي العام المقبل.

وتقول جيفر شينج من هونج كونج: شيء مميز أن أجد مثل هذا السباق في الشرق الأوسط، وهذا سبب حماسي، وأكبر طموحاتي أن أصل إلى خط النهاية.

تحدّي الجري الجبلي العالمي

يشار إلى أن النسخة الثانية من سباقات تحدّي الجري الجبلي العالمي "ألترا تريل مون بلان" سلطنة عُمان 2019 ، قد انطلقت الخميس 28 نوفمبر لمسافة 170 كيلومترا و130 كيلومترا من أمام حصن بيت الرديدة بناية بركة الموز بولاية نزوى، حيث خاض العداؤون السباقات عبر ثلاثة أيام متواصلة ولغاية 30 نوفمبر وبدون توقف وصولاً لخط نهاية السباق بولاية الحمراء ومروراً بالعديد من المنحدرات الجبلية والممرات الضيقة في كل من الجبل الأخضر وجبل شمس.

وشهدت النسخة الثانية مشاركة حوالي 1800 عداء قدموا من 68 دولة من مختلف دول العالم تفاوتت أعمارهم من 6 سنوات وحتى 87 سنة للتنافس في فئات السباق المختلفة وتمكينها من استقطاب مجموعة من العدائين المحترفين والمغامرين الشغوفين بهذه الرياضية من السلطنة وخارجها والتي ستقدم لهم مغامرة استثنائية وفرصة رائعة لاستكشاف أعالي القمم الجبلية مع الاستمتاع بجمال طوبوغرافية التضاريس عبر مسارات مليئة بالإثارة والتحدّي تمر خلال مجموعة من القرى والأودية العميقة، ومزارع النخيل.

وشهدت قرية السباق والتي أقيمت داخل حصن بيت الرديدة إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الترفيهية لجميع أفراد العائلة وأهالي المنطقة إضافة إلى السياح لمشاهدة بداية السباقات والاستمتاع بكرم الضيافة العمانية الأصيلة مع التعرّف على ما تزخر به السلطنة من معالم سياحية فريدة من نوعها وعادات وتقاليد متنوعة.

تعليق عبر الفيس بوك