عنابي الجبل إلى أين؟!

 

أحمد السلماني

يبدو أنَّ الكيل قد فاض بجماهير ومحبي وعشاق "الرستاق" لأتلقى دعوات ورسائل تطالبني بالكتابة حول ما يجري للفريق الأول بالنادي وإيصال صوتها لمجلس الإدارة للتدخل الفوري والعاجل لإيقاف مسلسل تراجع نتائج ومستوى الفريق بدوري الأضواء والشهرة بعد أن تلقى خسارته الرابعة تواليًا هذا عدا خروجه المُفاجئ من بطولة "الكأس الغالية"، فيما وضع الفريق قدماً في نهائي كأس الاتحاد وهي البطولة التي فيما يبدو يركز عليها النادي لتكون فاتحة بطولات أخرى بإذن الله. 

وحقيقة الأمر ولكي نكون منصفين فإنَّ مجلس إدارة النادي عموما اجتهد حينما باشر في تشكيل الجهاز الفني والإداري، ومن ثم ترك المجال للمدرب تحديدا في اختيار اللاعبين المناسبين لأسلوبه الخططي ووفق احتياجاته الفنية، والعنابي هو أول وأكثر فرق الدوري جاهزية واستعدادا وانطلاقته القوية ونتائجه الإيجابية في الجولات الأولى نتاج حقيقي لهذا الإعداد وحينما وصلت باقي الأندية للمستوى الفني والبدني المطلوب انكشف الفريق وظهر جلياً الكم الهائل من الخلل والتراخي واللامبالاة من البعض.

واليوم نوجه سؤالاً غاية في الأهمية لمجلس إدارة النادي وللجنة الرياضية تحديدا، هل يعرفون مكامن الخلل؟ إن كانوا لا يعرفونها فهذه مشكلة وإن كانوا عكس ذلك ولم يتخذوا إجراءات لتلافي هذا الوضع وتصحيح مسار الفريق فهذه ترقى لأن تكون مصيبة، الإدارة الحالية بالرستاق شباب يستمعون لك ولكنهم للأسف لا يجيدون الاستماع، كثيرون توجهوا بالنصيحة وعرض خبرات وتجارب يمكن الاستفادة منها، نتفاجأ بطغيان المجاملات على حساب احترافية العمل رغم أنَّ النادي يعتبر حالياً بيئة حسنة للعمل الاحترافي ومن أكثر أندية السلطنة استقرارا إداريا وماليا وتتهافت أسماء لها وزنها في الوسط الكروي بالسلطنة للعمل به.

ولست هنا بمقام إعطاء الدروس لمن هم أخبر مني في العمل الرياضي ولكن أطرح وجهة نظر شخصية لا أكثر، مدرب الفريق صنع للفريق شخصية وحضورا الموسم المنصرم، واليوم يدرك ومنذ مراحل أنه يعاني هجوميا ولديه لاعب واحد فقط من يبرز كهداف ومع ذلك لم يتغير شيء في نمط وأسلوب اللعب سواء في صناعة الهجمات أو تلخيصها في الشباك، افتقد كثيرا مساعده السابق ويبدو أنهما كانا غاية في الانسجام والجو العام لا يساعده، وبحكم صداقتي له أنصحه بالرحيل، كما وأنَّ مدير الفريق تتجاوز مهامه بكثير تنسيق شؤون اللاعبين والمهام الإدارية قبل وأثناء وبعد المباريات فهذه من مهام مسؤول المهمات، إن صلاحياته تتجاوز حتى المدير الفني، فهو حلقة الوصل بين الفريق ومجلس الإدارة الذي يتفق معه على الأهداف وعليه رسم السياسات والطرق والتعاقدات لتحقيق تلك الأهداف، كما وأن هناك لاعبين عليهم أكثر من علامة استفهام من حيث عطاءاتهم وإمكانياتهم من أجانب ومحليين، وآخرين عليهم إدراك أنَّهم ضمن نسيج مجتمع الولاية وليس عليهم تحمل وزر وضغط ضرورة تحقيق الانتصارات دائما، ولأنهم من أبرز لاعبي السلطنة فعليهم تحضير أنفسهم ذهنيا والتعامل بثقة عالية وقتالية كبيرة بالملعب تضمن استمراريتهم بالفريق.

كما أنَّ اللاعبين والفريق بحاجة إلى البروز والظهور والتحفيز الإعلامي وعلى إعلام النادي والمواقع والحسابات يقع دور كبير في تحقيق ذلك.

اعتقد جازماً أنَّ مجلس إدارة النادي بحاجة ماسة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة بمشارط حادة، إذ إن النتائج المتراجعة جاءت في توقيت جيد وتداركها بات ضرورة ملحة قبل غرق السفينة.