أحلام ضاعت في عتمة الطريق

 

صفاء لعشاشي| المغرب

 

إنها الدقائق الأخيرة من مبارات الحلم، تعال لنصنع انتصارا على شرف الهزيمة، على واجهة ما من حلم قديم نسيت أن أوقع اسمي، ذلك الحلم لي، ولي صداه، أنراهن على الفوز يا رفيقي؟

تعال لنشهد معا وقائع هذا الحلم المرير، نضع الرهان واحدًا تلو الآخر، نسبِّح باسم الوطن الكئيب ونصلي على أرواح الموتى.

الثواني معدودة كلها يا رفيقي، كأنها تترصع على مشنقة من الوقت، وهذا الوقت عبء علينا، ووحدها الأحلام من تصنع حاضرنا،  هي من تذكرنا بالطفولة، وترتبنا ككراسٍ مجمدة على أرصفة الشوارع، لكل منا اسمه وهويته، الفضائيّ والأرضيّ، والضبابيّ، والسرابيّ.

أين نحن من هاته الأسماء يا رفيقي؟

وأين أحلام ضاعت منا في عتمة الطريق، على طاولة بيلياردو أرواحنا يعبثون بها، كيف ننسب أنفسنا لهذا الوطن، وطن يتوج الأحياء أمواتا على النعش كل يوم.

لازالت الصور عالقة في ذاكرتي يا رفيقي، هم شباب كانوا حقا، سلبهم الحلم فطرة العيش بكرامة وسط ازدحام هذا الوطن، اختاروا الموت غرقا دون قارب نجاة، وهذا هو الرهان الذي أتحدث عنه، أقاموا عزاءهم، وانطلقو يقدمون أنفسهم قربانا في أوج بحر ماكر، نسوا بأن الحلم يولد من أمل وليس بانتحار.

يا رفيقي .....

لقد عاد البحر محملا ليلة أمس ببعض من الجثث،

- فمن ربح الرهان إذا في نظرك؟

- من أعطى اسما لهذه الرواية الحزينة؟

- ومن وضع بصمة العار  في النهاية.

لا أنكر بأنني أتألم أيضا وأدعي بأنني لا أبالي، أحاول أن أتبرأ من أي ألم قد يصيبني لكي لا تصيبني خيبة الأمل مثلهم، فأنا أعشق تراب هذا الوطن أنا والوطن صنوان.

 فقط أنا ولدت بعده وسأموت قبله، سأشيخ  على أعتابه ولا يزال هو كما هو.

تعليق عبر الفيس بوك