في أمسية بهيجة حضرها عشاق القريض

"مداد الثقافي" يحتفي بحسن المطروشي الحائز على جائزة "توليولا"

...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

نظَّم صالون مداد الثقافي أمسيةً احتفائيةً بالشاعر حسن المطروشي، الفائز بجائزة توليولا الإيطالية للشعر العالمي، في دورتها الخامسة والعشرين -دورة الشاعر الإيطالي الكبير ريناتو فيلبيلي- تحت رعاية السيد علي بن حمود البوسعيدي؛ وذلك في الأوبرا جاليريا بدار الأوبرا السلطانية.

وفي مُستهلِّ الأمسية، ألقتْ رئيسة صالون مداد الثقافي الكاتبة أمينة البلوشية، كلمة؛ قالت فيها: منذ انطلقت سفینتنا الثقافیة ونحن دائما نسعى لخلق عوالم معرفیة وإنسانیة ننتمي إليها لنهرب من زخم الحیاة وضغط العمل، نبحث عن لغة نكتشف فيها دهشتنا. وھل یوجد غیر الشعر لغة نستطیع بها فعل ذلك. وأضافت البلوشية: یقول الشاعر والمترجم الأرجنتیني هوجو موخیكا: "إن كتابة الشعر تشبه ولادة متواصلة، وأن الشاعر حین یكتب الشعر الحقیقي فكأنما یولد من جدید، ویولد كل مرة یكتب فيها قصیدة جدیدة، والشاعر هو الوحید القادر على أن یُولد من جدید. وحین یصمُت الكل یتكلَّم الشعراء"، مشيرة إلى أنَّ الاحتفالية مشاركة للشاعر المطروشي لولادة أخرى جدیدة، لكنها هذه المرة ولادة عالمیة اسمها "النسل المطرود"، لتحظى هذه الولادة بتقدیر عالمي؛ مُؤكدًا بذلك على ما يمتلكه العمانیون من معارف ثقافیة متنوعة قادرة على أن تسهم في رفد المنجز العالمي.

واشتملتْ الأمسية على قراءة نقدية سيميائية للقصيدة، قدَّمها الباحث عمر النوفلي؛ أشار فيها إلى أنَّ الدراسة السيميائية تعد سبيلا جيدا لقراءة النص بشكل منهجي وفني؛ فالدراسة السيميولوجية تتكئ على مجموعة من المواضعات الاعتبارية التي تهدف في المقام الأول للكشف عن الجوانب الجمالية (الشاعرية) والنصية التي أسهمتْ في تشكيل النصِّ تشكيلا إبداعيا؛ بحيث يتأطَّر هذا النتاج المعرفي في إطار فكري يخترق كل الموجودات المتاحة في فضاء النص. وأضاف النوفلي أنَّه لا يتأتى الكشفُ عن حياة العلامات السيميائية والبحث عن الأنساق الثقافية الكبرى أو حتى المنبثقة عن الوعي الجمعي، إلا من خلال مجموعة من السيرورات التأويلية التي ينفتح الخطاب عن طريقها، مُحققة بذلك رؤية شمولية من شأنها أن تعضد الدلالة شكلا ولفظا، منوها بأن القراءة السيميائية لقصيدة النسل المطرود ستتركَّز حول العنوان وما يُثيره من رؤى وقيم إيحائية وتساؤلات أيديولوجية تختزل النص الكبير الذي سيأتي لاحقا ضمن عنوان "سيميائية الكلمات"؛ لتنتهي القراءة بالوقوف قليلا على أهمية توظيف الرمز في النص الإبداعي من أجل تحقيق مقروئية سيميائية ناجعة.

وتضمَّنت الأمسية عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا بصالون مداد الثقافي، إلى جانب فقرة إلقاء فني للقصيدة الفائزة "النسل المطرود" من تقديم مجموعة "صوتي حياة".

واشتملتْ الأمسية على لقاء مفتوح مع الشاعر أداره الإعلامي عادل الكاسبي، تطرَّق فيه إلى القصيدة الفائزة وحيثيات الفوز والتفاصيل المتعلقة بالجائزة؛ من حيث تاريخها وطريقة التقدم لها وتسميتها، وطريقة تحكيم الأعمال المقدمة... وغير ذلك من المحاور التي أجاب عنها الشاعر. وبنهاية اللقاء المفتوح، ألقى حسن المطروشي قصيدته الفائزة، إلى جانب عدد من القصائد الأخرى.

وقدَّم فريقُ مداد هدية تذكارية للسيد علي بن حمود البوسعيدي راعي الحفل، والذي قام بتكريم الشاعر حسن المطروشي باسم مؤسسة بيت الغشام.

يُشار إلى أنَّ جائزة توليولا تُشرِف عليها رابطة "توليولا" الثقافية التي تحمل اسم نجلة الأديب اللاتيني التاريخي ماركوس توليوس شيشرون، وهي جائزة إيطالية عريقة تحتفل هذا العام بيوبيلها الفضي.

تعليق عبر الفيس بوك