القاهرة – الرؤية
احتفى صالون الدكتور سعيد العيسائي الثقافي بالقاهرة بالمجالس العلمية والصالونات الثقافية ودورها في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية، وذلك خلال انعقاد نسخته الرابعة مؤخرًا تحت عنوان: «المجالس العلمية والصالونات الثقافية ودورها في الحركة الثقافية والفكرية».
وفي مستهل اللقاء، رحّب الدكتور سعيد العيسائي بالحضور من أساتذة وباحثين ومثقفين، مفسحًا المجال للأستاذ الدكتور صلاح الدين عاشور، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، الذي تناول المجالس العلمية في العصر العباسي، متخذًا من كتاب «الإمتاع والمؤانسة» لأبي حيّان التوحيدي نموذجًا يبرز دور تلك المجالس في إثراء الفكر والحوار العلمي.
عقب ذلك، تحدث الأستاذ الدكتور وائل علي السيد، أستاذ اللغة العربية بكلية التربية بجامعة عين شمس، عن صالون الأميرة نازلي فاضل، مسلطًا الضوء على رموزه البارزة، وفي مقدمتهم الإمام محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا، ودور الصالون في تشكيل الوعي الإصلاحي والثقافي في تلك المرحلة.
كما استعرض الشاعر محمد حافظ تجربة صالون مي زيادة، مشيرًا إلى إتقانها عدة لغات أجنبية، مع حرصها على اعتماد اللغة العربية لغةً للحوار في صالونها، الذي كان يرتاده كبار أعلام الفكر والأدب، من بينهم عباس محمود العقاد، ومصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، وأحمد شوقي. وتطرق إلى علاقة العقاد وجبران خليل جبران بمي زيادة، موضحًا أن العقاد خلد هذه التجربة في روايته «سارة».
بدوره، تحدث الكاتب إسلام يحيى عن صالون العقاد، مستشهدًا بكتاب أنيس منصور «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، واستعرض عددًا من فصوله، إلى جانب نبذة عن المسيرة الفكرية والأدبية لعباس محمود العقاد.
وشهد الصالون حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية والفنية، من بينهم الدكتور محمد زيدان خبير الطب الشرعي، والدكتور رفعت خيال الصحفي وأستاذ القانون، والأستاذ سامي حامد رئيس تحرير صحيفة المساء الأسبق، والأستاذ محمد أبو عوض مدير تحرير اليوم السابع، والفنان يوسف جلال.
وفي ختام اللقاء، وجّه الدكتور سعيد العيسائي الشكر للحضور، متناولًا تجربة صالون قوت القلوب الدمرداش، ابنة عبدالرحيم الدمرداش، مشيرًا إلى إسهاماتها الأدبية وإصدارها روايات باللغة الفرنسية، وإلى بدايات تشكّل المجالس العلمية والصالونات الثقافية التي تعود جذورها إلى أسواق العرب في الجاهلية، باعتبارها منتديات ثقافية وأدبية ونقدية.
واختُتم الصالون بمداخلات من الحضور أشادوا خلالها بأهمية هذه اللقاءات، واقترحوا توثيق الأوراق البحثية المقدمة لتكون مرجعًا للباحثين والقراء.
