المطروشي والذين معه يكسرون الحاجز، ويقطف جائزة شعريّة دوليّة

 

عبد الرزّاق الربيعي | مسقط
كم كانت سعادتي كبيرة عندما أبلغني صديقي  الشاعر حسن المطروشي، قبل أكثر من شهرين، أنّ اللجنة المنظّمة  لجائزة "توليولا الإيطالية" للشعر العالمي، ونقلتْ له نبأ فوزه بالجائزة في دورتها الخامسة والعشرين التي تفتح أبوابها للعرب للمرّة الأولى، وبعد أن باركت له أوصاني بعدم النشر حسب تعليمات المنظّمين حتى إعلان النتائج بشكل رسمي، فوعدته بذلك، على أن يخصّني بالخبر حال إعلانه،وهذا ما جرى عندما تواصل معي ظهر السبت الماضي، مبلغا إياي أن الخبر جرى تأكيده، وحان وقت النشر، وبعد دقائق من نشر التغريدة، انهالت التهاني، من الأصدقاء، والمتابعين، وانتشر خبر الفوز عن قصيدته" النسل المطرود" التي ترجمها للإنجليزيةالشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي، فجاء ليؤكّد المكانة التي يحتلّها المطروشي في قلوب محبّيه رغم أن هذا الفوز ليس الأوّل بالنسبة، إذ سبق له الفوز بالجائزة الأولى في مهرجان الشعر العماني الثاني ٢٠٠٠، والثانية في مسابقة مجلةةالصدى الإماراتية،وجائزة جازان، كما حصدت دواوينه أكثر من مرّة جائزة  أفضل إصدار التي تقيمها سنويا الجمعية العمانية للكتاب والأدباء،إذ فاز بها في العام 2008 عن مجموعته "على السفح إيّاه"، وفي العام 2013 عن مجموعته "لديّ ما أنسى"، وعام٢٠١٧ عن مجموعته "مُكْتَفِياً بالليل"،وتناول اكاديميون تجربته بالدراسة، إذ حصل الباحث راشد السمري درجة الماجستير عن رسالته" الصورة الفنية في سعر حسن المطروشي"، والباحثة فتحية السيابية عن رسالتها" التناص في مجموعة(وحيدا كقبر أبي)" إلى جانب دراسات، ومقالات كثيرة، كما شّل حضورا في الساحة الشعرية العمانية، والعربية خلال مشاركاته في مهرجانات، وندوات ، وملتقيات عربية عديدة.
وبعد انتشار الخبر تواصلت معي الصديقة الشاعرة ليلى السيد، لتخبرني انها فازت إلى جانب المطروشي أيضا، فكانت الفرحة بفرحتين،وجاءت الثالثة عندما قرأت رابط الخبر الذي نشرته صحيفة (صبرة)، وعلمت بفوز الشاعر الكويتي محمد صرخوه، فتضاعفت الفرحة بهذا المنجز الذي حققته القصيدة الخليجية بفوز ثلاثة من أبنائها، بهذه الجائزة العريقة التي تفتح للمرّة الأولى للمشاركة العربية، وقد فاز في مراكزها الأولى شعراء أجانب هم : سبوريو لورينزو  المركز الأول، وفرانشيسكو دي ابيسكوبو المركز الثاني، وفيتوريا نينزي المركز الثالث، واليساندرو ريمبيرتي المركز الرابع، وبرونا سيكالا المركز الخامس، وجاء في الخبر الذي نشرته الصحافة الإيطالية، أنّ الجائزة الفرعيّة شارك فيها ٢٩ كاتب معظمهم عرب بواقع ٢٣ شاعراعربيا، و٣ شعراء اتراك، وشاعر من الهند، وايرلندا، وصربيا، ونالها الثلاثة الذين ذكرت إلى جانب ميسوت سينول، وعثمان اوزتورك من تركيا، وماجا هيرمان من صربيا، وكلّها أسماء لها منجزها الشعري، ولكن لم تصل إلينا، ولا إلى الغرب، بسبب حاجز اللغة، وقلّة المترجمين الذين يأخذون على عاتقهم نقل التجارب العربية إلى العالم، والعكس صحيح، رغم أن المطروشي أوفر حظّا من شعراء جيله، إذ ترجمت أعماله الشعرية إلى عدة لغات، منها النصوص التي ترجمها الشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي إلى الإنجليزيّة، وترجمت مجموعته الشعرية( لديّ ما انسى)  إلى الفرنسية، وقامت بترجمتها الشاعرة المغربية عزيزة رحموني، وصدرت ترجمة أسبانية لمختارات من شعره بعنوان (أطل عليكم من هذه الكوة) عن وزارة الثقافة بكوستاريكا، قامت بها الدكتورة عبير عبدالوهاب، وهذه هي المشكلة حرمتنا من التعرّف على الكثير من التجارب الثرية، وتأتي هذه الجائزة لتكسر هذا الحاجز، وتعرّفنا بأسماء لم تأخذ نصيبها من القراءة، والبحث، ومن هنا تبرز أهميّة هذه الجوائز، مبروك للمطروشي، وبقيّة الشعراء الفائزين، متمنيا لهم المزيد من الإنجازات الشعرية، على صعيد الكتابة، والنشر، وكسر الحواجز اللغويّة.

 

تعليق عبر الفيس بوك