قرعة أبطال أوروبا.. بلا مفاجآت!

 

حسين بن علي الغافري

أسفرت قرعة دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا التي سُحبت في سويسرا مساء الجمعة المنصرم عن لقاءات متفاوتة في اللقاءات الأربعة.

أبرز المواجهات بدون شك تلك التي ستجمع النادي الكتالوني برشلونة ومنافسه الثقيل مانشستر يونايتد الإنجليزي. المواجهة قد تكون فرصة لرد الاعتبار عن خسارة نهائيين لصالح برشلونة في فترة جوارديولا عامي 2009 و2011 عندما خسر الشياطين الحُمر نهائي الأولمبيكو في روما، وبعد عامين في ويمبلي.

المواجهات الثالثة الأخرى تجمع يوفنتوس الإيطالي بأياكس إمستردام الهولندي، وليفربول الإنجليزي ببورتو البرتغالي، بالإضافة إلى القمة الإنجليزية الخالصة بين مانشستر سيتي ومنافسه الثقيل توتنهام. وما يمكن رصده في القراءات الفنية قبل انطلاق هذا الدور أنّ التوقعات تجعلنا لا نذهب بعيداً في التحليل. خصوصاً بعد الدور المنصرم الذي يمكن وصفه بـ"دور الريمونتادا" والذي قُلبت فيه نتائج توقعنا بصعوبة حدوثها. الدور الحالي يدفعنا إلى أنّ التنافسية مستمرة وقد تتضاعف عمّا حدث، والفرصة باتت متكافئة بين الأندية الثمانية.

في القمة الأبرز بين برشلونة والمانيو تبقى أفضلية برشلونة كبيرة للغاية نظراً لجودة الأسماء التي يتمتع بها في مختلف الصفوف، فريق مدجج بأفضل نجوم العالم ويملك ثقل واضح في مواجهاته مع المنافسين، كما أنّ الكامب نو مرعب للضيوف. في المقابل الشياطين الحُمر في أوج عطائهم بعد فترة صعبة مرّ بها الفريق بداية الموسم عجّلت في إقالة البرتغالي مورينهو، وسرعان ما تغيرت السلبية المصاحبة للفريق إلى هدوء واستقرار وارتفاع سقف الطموحات. ما يميز مانشستر هو سرعة انتقال الكرة من الدفاع إلى الهجوم، الفريق مميز في التحول والكرات الطولية، كما أنّ الفريق يتمتع بفطنة في ضبط إيقاع اللعب وخلق المساحات بقيادة الفرنسي بول بوجبا والصربي ماتتش والإسباني هيريرا.

في الجانب الآخر، فإنّ عودة يوفنتوس بعد تأخره بهدفين في مدريد أمام أتلتيكو مدريد رفع سقف الطموحات عالياً، وبات الفريق ينظر إلى ما هو أبعد، اللقب الأوروبي مطمع النادي الإيطالي الأول هذا العام وهو السبب الذي انتقل إليه البرتغالي رونالدو من أجل تحقيقه. الفوز بثلاثية بيضاء من توقيع النجم البرتغالي لها طعم خاص للمشجعين وللحالة الفنية التي يعيشها الفريق. الفوز يعني بأنّ الفريق مهيأ إلى الذهاب إلى اللقب أقرب من أي وقتٍ مضى، وبالتالي لا أتوقع أن يكرر أخطاءه أمام أياكس. كما أنّ حظوظ النادي الهولندي كبيرة والفريق ليس لقمة سائغة، وعودته من تأخر بهدفين على أرضه إلى انتصار بأربعة أهداف على ملعب صعب كالبرنابيو يجعلنا لا نستبق الأحداث. وفي المواجهتين الأخيرتين بين ليفربول وبورتو، يبدو أنّ طريق الريدز أكثر سهولة بالقراءة الورقية من بقية المواجهات، الفريق صعب أن يفوت فرصة وصوله إلى نصف النهائي أمام بورتو، فارق الإمكانيات يميل بقوة لليفر.

وفي المواجهة الأخيرة، تبدو حظوظ مانشستر سيتي أوفر عندما يواجه توتنهام والسيتي عموماً أمام فرصة كبيرة لحصد كافة الألقاب التي يشارك فيها محلياً وعلى مستوى القارة ويلعب على أكثر من جهة في وقت واحد أسوة بالسيدة العجوز والنادي الكتالوني. عموماً الوقت مبكر للحديث عن حظوظ المتأهلين حتى ذلك الموعد. دعونا ننتظر ونرى.