طواحين هولندا عادت للدوران!

 

حسين بن علي الغافري

 

(1)

توقفت عجلة المباريات في البطولات الأوروبية المحلية لتعطي مجالا لأسبوع الفيفا ومباريات دوري أمم أوروبا والمباريات الودية. الحدث الأكبر إثارة كان حرارة المنافسة في القارة العجوز واللقاءات الحارة والعالية المستوى التي كان في مقدمتها تحقيق الطواحين الهولندية لفوز كبير بهدفين نظيفين على ديوك فرنسا أبطال العالم. فوز هولندا على فرنسا معنوي قبل أن يكون بحسابات النقاط والفوز والخسارة. فغياب هولندا عن البطولة العالمية في روسيا وقبلها في أمم أوروبا منح لعشاق الكرة الشاملة التي صالت وجالت وصنعت تاريخا كبيرا عالمياً وقدمت نجوما عمالقة لهم صولات في أكبر الأندية الأوروبية مثل فان باستن والراحل يوهان كرويف ورود خولت وأوفرمارس وريكارد وكومن وغيرهم وصولاً إلى الجيل السابق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من بطولة العالم في جنوب أفريقيا قبل ثمان سنوات. الجيل الحال ينبئ بانتهاء فترة الفراغ.

(2)

هولندا بقيادة النجم الكبير يوهان كومان الذي سبق وأن صنع المجد كلاعب أيام برشلونة وذكريات هدفه التاريخي بنهائي أبطال أوروبا عام 1992، واتباعه لأسلوب الكرة الجميلة التي تعتمد على التمريرات القصيرة يبدو أنّه في طريقه إلى إعادة هولندا لزمانها. كومان تزامنت فترته في برشلونة مع فريق الأحلام الذي قدمه يوهان كرويف كنموذج يُدرّس في إدارة الخطط الكروية مثلما كان زميله جوارديولا في النادي الكتلوني ذلك الوقت. وخبرة كومان في الدوري الإنجليزي ونجاحه في صناعة فريق متماسك وصلب مع ساوثهامبتون الإنجليزي وقبلها كانت له تجارب مع بنفيكا البرتغالي وفالنسيا الإسباني وأياكس أمستردام وآيندهوفن الهولندي. وحالياً مع الطواحين يقود المجموعة بطريقة تستحق الإشادة.

(3)

يبدو أنَّ تعليق كومان بعد مباراة منتخب بلاده أمام فرنسا بأنَّ مُنتخب بلاده تخلص من فترة التراجع وبدأ يسلك طريق الانتصارات بعد غياب فترتين لكأس الأمم الأوروبية وبطولة لكأس العالم. صحيح أن المشوار لازال في بدايته وأن كومان لا يبدو مطالباً بأكثر مما يقوم به حالياً من خلال بناء منتخب قوي ومتماسك يعود إلى الاستحقاقات القارية والعالمية مثلما كان. هولندا أمام تحدٍ آخر هذا الأسبوع بمواجهة من طراز كبير عندما تواجه المنتخب الألماني بطل العالم في نسخة 2014، ولعلهم لن يجدوا فرصة أكثر ملاءمة لتحقيق الفوز على المانشافت الجريح والذي يبدو بفترة تراجع واضحة جداً. المباراة إثارتها تكمن في طموحات المنتخبين، فهولندا أمام فرصة تصدر المجموعة وتجاوزها لفرنسا، بينما ألمانيا أمام خيار الفوز دون سواه من أجل تحقيق أول انتصار ومع ذلك فلن يصنع تقدماً في جدول الترتيب بما أن أقرب المنافسين هم الطواحين برصيد ست نقاط وألمانيا بنقطة يتيمة من تعادل. الجيل الهولندي بقيادة أسماء مثل دي يونغ ودي ليخت اللذان تتصارع أندية أوروبا من أجل الظفر بخدماتهما، والصلب فان ديك مدافع ليفربول الإنجليزي والحارس المُبدع سيليسين وغيرها من أسماء ملفتة تضع حلم عودة هولندا إلى الطرق المعروفة وارد جداً وقريب من تحقيقه.

 

HussainGhafri@gmail.com