دعم وتحفيز ربات الأُسر

 

فيصل بن زاهر الكندي

رغم ما نراه من مساهمة المرأة العمانية في كل مجالات العمل ومشاركتها للرجل في كل الميادين وتسلحها بالعلم والدورات التي تنمي شخصيتها وقدرتها على التواصل مع الآخرين وتمكنها من أداء عملها على أكمل وجه إلا أن هناك فئة في المجتمع قد تم نسيانها رغم الدور البطولي الذي تقوم به في خدمة المجتمع من خلال الأسرة ومساهمتها في إعداد قادة المستقبل إنهنّ "ربات الأسر".

تقول إحدى الأمهات غير الموظفات وهي تشكو نظرة المجتمع تجاه الأمهات غير العاملات: "لقد شبعنا إحباطا من رجالنا والنساء العاملات وكأننا نحن ربات البيوت نلهو طوال اليوم بينما نحن نستيقظ قبل الجميع لنبدأ العمل وتحضير الأطفال للمدرسة والزوج للعمل وننام بعد أن ينام الجميع بعد أن ننهي أعمال المنزل والتدريس والطلبات التي لا تنتهي والركض وراء الصغار الذي يشبه الدوامة، وما إن تطلب المساعده حتى تجد الكل يتأفف، لقد أصبحت أكثر أمانينا أن يعترف أحد بما نصنع أو على الأقل كلمة شكرًا من القلب".

إذا كان تسليح المرأة العاملة بالعلم مهم جداً لتؤدي عملها على أكمل وجه فإن تسليح ربة الأسرة كذلك مهم فكلا الفئتين تعملان وتنتجان، فالمشاركة في التنمية وبناء الوطن والدفاع عنه لا يكون خارج البيت فحسب وإنما يبدأ من البيت نفسه فإذا تم إعداد الأجيال إعدادا جيدا إنطلقوا في الحياة انطلاقة جيدة وهذا لن يتحقق إلا بتسليح ربة البيت بسلاح العلم ولو بالمستوى الأول منه فهناك الكثير منهن من يجهل حتى اللغة العربية قراءة وكتابة وكذلك يجهل اللغة الإنجليزية والحساب والعلوم البسيطة فكيف نطلب من هذا أن يراجع دورس أبنائه ويحل لهم الواجبات المدرسية ؟!.

قد يقول البعض لماذا يتم تنظيم دورات لربات الأسر في التمنية البشرية وهن يجلسن في البيوت ما الفائدة المرجوة منهن ولكن نسي هؤلاء أنّ ربات الأسر يشكلن نصف المجتمع وعليهن تقع مسؤولية الاهتمام بالبيت في غياب الزوج ومسؤولية تربية الأبناء ومسؤولية مراجعة دروسهم وواجباتهم هذا بجانب تواصلها مع المجتمع من حولها ألا يتطلب منها أن تتسلح بالعلم ولو بالمستوى الأول منه حتى تتمكن من مواكبة متطلبات الحياة بيسر وأمان.

إنّ ربات الأسر غير الموظفات في حاجة إلى دورات مجانية في اللغة العربية واللغة الإنجليزية كذلك دورات في الرياضيات البسيطة والعلوم مما سيسهل عليهنّ مراجعة دروس أبنائهن والتأقلم مع المجتمع كذلك ينبغي أن تحظى ربّات الأسر بدورات مجانية في التنمية البشرية ومهارة التواصل مع الآخرين حتى تتمكن من التواصل مع الأسرة والمجتمع بطريقة فنية سلسة فربّة البيت هي عاملة أيضًا ولكن في البيت إذ لا ينبغي أن يكون الجواب لمن سئل عن زوجته هل تعمل؟ أن يقول لا هي ربة بيت وإنّما يجب عليه أن يقول نعم زوجتي تعمل في البيت.

ينبغي على الجهات المختصة الاهتمام بهذا الموضوع لأهميته في إعداد إمهات واعيات فاهمات لما حولهن مكتسبات للعلم النافع الذي سيسهم في وعيهن ورفع المستوى العلمي لديهن، وأن يتم الإشادة بهن وتحفيزهن، فيوم المرأة كما هو ملاحظ مخصص للمرأة العاملة فهي من تكرم، ويشاد بها في الإعلام والمؤسسات؛ أما المرأة العاملة في البيت فلا أحد يلتفت إليها وكأنّها من عالم آخر ليس لها أي دور في المجتمع.

يجب أن تتغير هذه النظرة تجاه المرأة العاملة في البيت وأن يتم ضمها إلى قائمة الاهتمام والتحفيز والتقدير فكلنا نكمل بعضنا بعضا ولا يستغني أحد عن أحد.