التكامل العماني القطري في مونديال 2022

حمود بن علي الطوقي

تفصلنا أربع سنوات بالتمام والكمال عن استضافة دولة قطر الشقيقة لمونديال 2022، ومن هنا لابد أن نزف التهنئة القلبية لدولة قطر الشقيقة حكومة وشعبًا على استلامهم رسميًا شارة البطولة، ولاشك أنَّ دولة قطر على أتم الاستعداد لاستضافة هذه التظاهرة العالمية وهذا الحدث الجماهيري الذي يحظى باحترام كافة شعوب العالم.

نحن في عُمان فرحتنا باستضافة دولة قطر لهذا الحدث لا تقل عن فرحة الشعب القطري، فنجاح قطر في استضافة المونديال هو نجاح العالم العربي أجمع، فأنظار الشعوب العربية والعالم أجمع تتجه من الآن إلى قطر التي ستشرف الأمة العربية باحتضان هذا الحدث العالمي.

تعمدت في مقالي اليوم أن اتحدث عن مونديال قطر 2022، وهو حديث مهم ويجب أن تتعاظم أهميته بالنسبة للسلطنة نظرًا للعلاقات الطيبة والممتازة التي تجمع بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة.

سؤالي أوجهه مباشرة لكل من وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية والاتحاد العُماني لكرة القدم: ما مدى استعدادكم للاستفادة من هذا الحدث القطري العالمي الهام؟

لا شك أنكم على دراية واستعداد تام، ولكن لابد أن نشارككم في طرح عدد من الأفكار نراها مهمة وقد نستفيد منها وتعزز من رفد اقتصادنا في الفترة التي تسبق تنظيم البطولة وسأضعها في هذا المقال علها تجد صدى لدى الجهات المسؤولة والمعنية يُمكننا كسلطنة عمان أن نساهم في تنظيم هذا الحدث إذا اعتبرنا أن تنظيم حدث مثل كأس العالم يحتاج إلى نحو ٥٠ ألف شخص يعملون ليلا ونهارًا بمهنية عالية من أجل أن يكتمل المشهد العالمي بالصورة اللائقة أمام العالم. فما هي الخدمات التي يمكننا أن نقدمها من الآن للأشقاء في دولة قطر لمساندتهم في تنظيم هذا الحدث.

في اعتقادي أن هناك خدمات عديدة يمكن أن تقدم من سلطنة عمان من بينها:

  • الخدمات المساندة للمونديال والمتمثلة في تنظيم الخدمات السياحية واللوجستية لنضمن استفادة القطاع السياحي العُماني من هذا الحدث.
  • تأسيس شركات عمانية قادرة على إدارة الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمونديال من هذه الفعاليات تنظيم المناشط السياحية والتراثية المنوعة وتنظيم رحلات بحيث تستضيف عمان الوفود لتكون إقامتهم في عُمان ويتنقلون بين عُمان وقطر لمُتابعة المباريات.
  • الاستفادة من الشركات العمانية التي تعمل في مجال الأمن والسلامة لتقدم خدماتها لأمن الملاعب ويُمكن لعُمان أن تغطي هذا الجانب.
  • يمكن أيضا أن تستفيد السلطنة في إدارة الملاعب وإدارة الجماهير وهذا يتطلب من الآن أن نتحرك للتكامل بين الجانبين القطري والعماني وهذا يتطلب وجود كوادر وشركات تعمل في مجال بيع التذاكر والتغذية وتأمين الملاعب.
  • تأهيل القيادات العُمانية التي تعمل في مجال الرياضة خاصة في كرة القدم في كيفية إعداد البطولة وتكون عمان طرفا في اللجان المعنية بالإعداد.
  • تدريب المتطوعين العمانيين لخوض تجربة العمل في تنظيم الفعاليات المصاحبة للبطولة.
  • التعاقد بين وزارة القوى العاملة العمانية ونظيرتها القطرية على توفير فرص عمل للعمانيين من الآن للاستفادة من الكوادر الوطنية العمانية حيث إنها يمكن أن تسهم بفعالية في نجاح البطولة.
  • تأهيل الملاعب العُمانية لتكون جاهزة لاستضافة المباريات في حال حدوث معوقات ويتطلب ذلك أن يتم عقد اتفاقيات الشراكة بين البلدين الشقيقين.
  • يجب علينا كبلد أن نبتكر ونقدّم خدماتنا من الآن لدولة قطر الشقيقة ونكون على أتم الاستعداد لخوض هذه التجربة العالمية.

إذا كانت دولة قطر سوف تستعين بالشركات العالمية المتخصصة فيجب أن تكون للشركات العمانية الأولوية وعلى عمان أن تكون مستعدة لتقديم أجود الخدمات وتكون منافسة لتلك الشركات العالمية.

كما يجب أن تكون سلطنة عمان محطة مهمة للجماهير الكبيرة التي ستشاهد المباريات بحيث تكون عمان إحدى المحطات الرئيسة للتجول قبل وأثناء إقامة المباريات.

علينا تأهيل الفنادق العُمانية بمختلف فئاتها لتكون قادرة على استضافة الجماهير الكبيرة التي ستأتي إلى قطر لمشاهدة المباريات وتحتاج إلى زيارة بلد آخر ويجب أن تكون سلطنة عمان البلد المستهدف.

هناك أفكار أخرى ستتبلور وعلينا أن نستفيد من كل السيناريوهات التي قد تواجهنا مستقبلا. وأتمنى من القائمين على الأمر العمل منذ الآن للاستفادة من هذه التظاهرة وألا نتأخر بل يجب أن نعرض خدماتنا ونكون على قدر عال من المهنية في تقديم خدماتنا.

أخيراً دعواتنا الصادقة لدولة قطر بالتوفيق والنجاح في تنظيم هذا الحدث العالمي الهام وحتماً ستكون عُمان السند لكم في نجاحكم.